أن الإنسانية غنية بالتجارب المريرة التي طحنت الشعوب وأخرجتها عن طورها فدوت في العالم صرخات هزت أركان كل حاكما تجبر ومستبدا تعمر وظالما قصا على شعبه فتندم وتاريخنا محشوا بالشعارات الرنانة والأقوال المأثورة للفلاسفة والمفكرين والمناضلين منذ ألازال أكانت في الثورات الدينية التي انزل الله فيها كتبه السماوية من حكم وقصص أمم غابرة وتجارب مفيدة ونصائح مطلوبة وتشريعات عادلة وثورات دنيوية شعبية وثقافية غنية بالأقوال المأثورة لمفكريها وفلاسفتها للأسف نرددها منذ سنوات وفي كل المنعطفات واليوم يزين بها البعض صفحاته في التواصل الاجتماعي بل يستخدمها في مناكفاته وجدله مع الأخر ليقول هذا أنا وأنت عكس ذلك البعض لا يفقه مما يقول شيا بل يرددها وهذه هي مصيبتنا الكبرى إلى متى ونحن نردد شعارات ولا نتمكن من تحويلها إلى أعمال وسلوك نمارسه واقعا معاش إلى متى ونحن كالببغاء نردد ما قاله أسلافنا حرفيا ولا نمارسه عمليا . متى تتولد القناعة لدينا بالبدء الجاد بالعمل العمل الصالح العمل الخالص المعبر تعبيرا صادقا عن هذه الأقوال العمل المنتج للخير والمعبر عن الثقافة التي نتغنى بها كشعارات مشحونة بالثورية والتحرر والاستقلال والنهوض والتطور والحب والوطنية والإرادة ونحن نعيش واقعا خالي من كل جميلا نردده واقعا ملي بالسوء الذي شعاراتنا ترفضه ما فائدة هذه الشعارات ما لم نعكسها و نمارسه على الواقع وتؤثر فينا سلوكا وثقافة . اليوم يامعشر المثقفين والمفكرين ومن يطلقون على أنفسهم فلاسفة أين انتم من بناء الدولة والنهوض بالبلد أين انتم من التوعية الجماهيرية أين انتم من الوفاق والتوافق أين انتم من التحالف والاتفاق الجماهيري حول كل خير ضد كل شر أين انتم من المساهمة بالفكرة والعمل في إصلاح الاعوجاج ومحاربة الجهل والفقر والمرض كفى شعارات وننتقل إلى العمل الجاد والمثابر لبناء الوطن وإصلاح أحواله نحو مستقبلا وضاء . الم يحن الوقت للتحالفات الخيرة والتكاثف الوطني لكل القوى الوطنية حول مخرجات الحوار التي توافق عليها الأغلبية والتي تمثل خارطة طريق مثلى للنهوض والتحول الحقيقي لبناء الدولة المدنية الاتحادية المنشودة التي يطمح لها الكل نرددها شعارات من حين لأخر هذه الدولة التي خرجنا ننادي بها ويدعون للخروج اليوم من اجلها وما تم إشهاره اليوم في صنعاء من تحالف لدعم مخرجات الحوار هو بداية لرص الصفوف وتكاثف الجهود وتشكيل جبهة عريضة لدعم مخرجات الحوار وإرسائها على الواقع المعاش وتشكل هذه التحالفات ضد الفساد والمفسدين وتحرير القضاء واستقلاليته ليتمكن من فرض سلطته القانونية في محاسبة ومعاقبة كل فاسدا محتال ومتآمر دجال تحالفات للعمل لا لترديد الشعارات كلا في موقعة وتخصصه ومهامه في التربية في الصحة في الخدمات في كل موقع عمل نقدم خيرا لننتج خير. البلد لم يعد يتحمل المزيد من المناكفات وترديد الشعارات الجوفاء البلد بحاجة إلى عمل وإنتاج وانجاز على الجميع أن يستشعر بالمسئولية ويتحملها ويكون جزا منها لا نترك المسئولية للآخرين والمطلوب من الآخرين وعلى الآخرين ونحن ما علينا وما مطلوبا منا هل نراقب فقط وننتقد فقط ونصرخ فقط والعمل مطلوبا من غيرنا يد الجماعة خيرا من يد الفرد والوطن مسئولية الجميع ولن ينهض ويتطور دون ان نعلن بشعارنا الأول حيا إلى العمل شد سواعدكم وهممكم ونبدأ العمل معا لبنا وطننا وكفى مناكفات ومما حكات لا تقدم شيا للوطن سوى مزيدا من الأزمات والصراعات والله يوفق لما فيه خير للوطن وآلامه .