كانت السلمية ومازالت هي المعجزة التي أبدعها شعبنا العظيم في كل المحطات التي عبرها في طريقة الى انجاز ثورة كاملة كمحطة اخيرة مازالت تنتظره.
يمكن ان يسقط النظام وقيام اخر على ان الذي يجعل من الامر ثورة تطلب قيام دولة هو الامكانية التي تجعل كل فئات الشعب قادرة على الاشتراك فيها اوان يكون الفعل الثوري متاح للجميع ومن جميع الفئات العمرية والمهنية بما فيهم الاطفال، فالثورة التي تنجزها القلة تنتج دولة بحجمهم ولأجلهم.
سيكون من الصعب ازاحة المراءة عن واجهة الشأن العام بعد هذا التصدر في العمل الثوري المتسلح بالسلمية فيما ان القمة التي يصنعها المقاتلون لا تتسع لغيرهم وعلى الاخرين ان يقبلوا بالمواقع الثانوية التي تحددها القمة بعد ان تصبح موقع القوي.
السلاح ملازم للقلة التي تشعر انها مهما حاولت فلن تفلح في جعل الكثرة في صفها وهو ما يجعل السلمية كقيمة وخط نضال غير حاضرة في بنيتها الثقافية التي تكتفي بوظيفة التعبئة والتحريض واعداد المقاتل لا المواطن ولو انها اكتشفت مكاسب السلمية والمردود الكبير عليها لبدئت بمراجعة مسلمات الخروج المسلح الذي يعرض المجتمع لموجات عنف دورية.
عادة ما تكون السلمية المؤشر الابرز على الارادة الشعبية او القريبة منها لان القلة هي من تلجئ للعنف لتعوض النقص الذي تعيشه وتحاول تجاوزه وفق منطق الغالب والمغلوب والقاتل والمقتول واظن ان الصراع السياسي بالأليات الديمقراطية قادر على حل مشكلتهم لو سلموا بها.
كل الذين يرغبون بغياب الجماهير ليس عليهم سوى تهديد السلمية او الاعتماد على السلاح وقوته كمعيار واضح على الموقف الرافض لدور يؤديه الشعب الذي تنموا فعالياته حين يتوارى السلاح ويحرز بعيدا عن الاستخدام الذي يدمي المجتمع.