وقفات لابد منها مع ثورة 11فبراير

2014/02/10 الساعة 03:18 مساءً

 
• الحديث عن ثورة 11فبراير حديث ذو شجون لا ينتهي الا بعد الانتصار حيث تتحول التضحيات وتحقيق الاهداف الى ذكريات تاريخية فمن خلال النظر في مسيرة هذه الثورة منذ انطلاقتها أن الوطن أعلى، وأن القيم أهم، وان هذا ما فعله دم شهداء 11 فبراير في ملحمة فذة خرج فيها الشعب اليمني ، برجاله ونسائه من موظفين ومهنيين وطلاب وجنود وربات بيوت وعاطلين عن العمل، منتفضين لاسترجاع كرامتهم ووطنهم من يد عائلة اوحلت في حق الشعب والوطن 
• في ثورة 11 فبراير تعددت وتنوعت الادوار فهناك من ناضل بالكلمة أو في ساحات السياسة والدبلوماسية والغذاء والدواء والوقود، أو بعلاج الجرحى ومواساة ذوي الشهداء وكانت ثورةَ كلٍّ حسب جهده وموقعه وظرفه وكان للثورة جانبٌ آخر سطع بعد ما حسبناه قد أفل، ذلك هو انبعاثُ مشاعرِ وأخلاقِ التراحم والتكافل ونكران الذات وانصهار الفرد في الجماعة بشكل لفت الأنظار إلى العمق الإنساني لتلك الملحمة ونبل مقاصدها. 
• قطعت ثورة 11 فبراير اشوطا عديدة ومهمة، وحققت نتائج إيجابية وبين هذا وذلك، تدور عجلة الثورة بثبات وحراك وسط صراخ الثورة المضادة التي جمعت بقايا النظام وبقايا الامام وشلة من الذين كانوا يعتقدون ان الثورة مجموعة من المصالح ولهذا لزام على شباب ثورة 11 فبراير ان يعلموا اننا مازلنا امام معركة ثورية طويلة وامام ثورة واحدة ودم واحد وقاتل واحد ، وبالتالي فمكتسبات هذه الثورة في المسار الديمقراطي وأهدافها التغييرية لن تتم مالم يتم القصاص لكل الشهداء منذ 11 فبراير حتى الآن، من القاتل الذي مازال يريد اعادة نفسه للانتقام من هذه الثورة الشبابية وهو ما يتطلب الصبر علي مشاق المسير والاستمرار حتى الانتصار، والله غالب على امره 
• في ظل الاجواء التوافقية التي صنعتها ثورة 11 فبراير نشاهد حالة الاستقطاب الحاد الذي تشهدها الساحة السياسية اليمنية والصراعات والأحداث الدامية التي يفتعلها ويصنعها اقطاب الثورة المضادة ويشارك في تنفيذها البعض الآخر و لن يخرج منها فائز فالجميع سيخرجون خاسرين من هذه الصراعات التي تتعارض مع المصالح الوطنية العليا فهناك ثورة ضد ثورة فبراير بقيادة افراد العائلة الحاكمة سابقا و بالتعاون مع أذنابهم المتنفذين في الجيش و القوات الأمنية و في قيادات الفاسدة في حزب المؤتمر الشعبي وذلك باستغلال الحوثيين في شمال الشمال عبر العزف على الوتر الطائفي و فكرة ان الثورة الشبابية اليمنية قامت ضد العائلة الحاكمة لأنها تنحدر من أصل زيدي و أن على عبدالله صالح مظلوم كما كان الحال مع علي رضي الله عنه و تستغل جنوب الجنوب و بواسطة استثارة قادة الحراك هنالك من خلال العزف على وتر المظالم التي وقعت على الكثير من شعب الجنوب بسبب سوء استغلال السلطة من قبل المتنفذين فعلى الجميع أن يدركوا أن حصول كل فرد وفئة وجماعة على حقوقه المشروعة لن يتم إلا بالتوافق بين القوى الوطنية واستقرار الأوضاع والعمل من أجل النهوض باليمن واما السعي لقطف الثمار قبل أوانها وتحقيق مصالح شخصية وفئوية فقد يؤدي إلى إجهاض الثورة وتأخير عملية الإصلاح والعودة لثورات اخرى 

• الرحمة والمغفرة والتحية والإجلال للشهداء والأبطالٍ قضوا نحبهم وآخرين ضحّوا بالغالي والعزيز عن طيب خاطر في سبيل قضايا الوطن وأجيالٍ قادمة، وكانت أعمالهم خالصةً لوجه الله.