حتى لا تكون اليمن أضحوكة بين الأمم

2014/02/19 الساعة 01:17 صباحاً

ماذا حدث يا أبناء سباء وحضرموت القديمة وقتبان وريدان العتيقة يا أهل الحضارة وبذرة العرب والعروبة بلد الشهامة والكرم والجود، كنتم خير امة تساندون الخير وتنصرون المظلوم وتصدون الظالم بلدكم سعيد واسعد الإنسانية بنصرته للإسلام .
اليمن هوية لشعب عريق، اليمن اسما عتيق، اليمن فخرا يعتز به كل عميق في الأصالة وجود في الكرم والشهامة كل أصيل له
جذوره العميقة في أصل التاريخ، لكنه اليوم صار أضحوكة في زمن هو بأمس الحاجة للجدية من الهزل، زمن ساحته مسرح وحكايته قصة هزلية وشخصياتها دمى تحركها أياد تعمل لصالح من يريد أن يمحو هذا التاريخ ويمزق وحدتنا ويعيق بناء الدولة المنشودة التي ثرنا لأجل إرسائها لأنها تهدد مصالحة اليمن في الربيع العربي شكل نموذجا أدهش العالم واغضب أعداء التطور والنهوض والحرية وحركوا أدواتهم وأذرعهم الخبيثة لتعيق بناء دولتنا، ولهذا أني أرى استدعاء الماضي بكل عصبيته وتعصباته، أني أرى ثارات قديمة تعود، أني أرى عقولا تستجر ماضيها، أني أرى مطبات تعيق بناء الدولة، أني أرى وطنا أنهكه الصراع والمتصارعين، مصالحه همشت وحيًدت لتطفو مصالح ضيقة صغيرة إذا تمكنوا منا.
أين العقلاء، أين الوطنيون، أين المعتدلون، أين دعاة الدولة المدنية للعيش والتعايش، أين الثوار الحقيقيون الذين ثاروا من اجل الوطن …من العيش معا دون صراع سلبي مدمر العيش والتعايش برؤى وأفكار مختلفة وعقائد ومذاهب متنوعة أين قبول الآخر.
كفى صراعات جانبية وبؤر تناحر لا معنى لها سوى خدمة أعداء الثورة، لماذا لا نبحث عما يوفق بيننا لا يفرقنا، ما يجعلنا نعيش معا دون صراع وتناحر، ثلاث سنوات كنا في نزهة حوارية ذهبت هدرا لم تؤثر في بعضنا وتصبغ شخصياتهم وتعيد صياغة قناعاتهم وفق الوفاق والتوافق والعيش والتعايش وأسس الدولة المدنية الحديثة، كل من دخل الحوار وتحاور مع الآخر توصل إلى قناعات جديدة وقبل بأسس العيش والتعايش، وكل من رفض الحوار لم يغير شيئا من فكره وقناعاته وانتظر الحوار لينتهي وبداء يدمر كل جديد أرساه الحوار وهو في المهد بداء يغتال طفلنا المولود حديثا الذي لازال بحاجة ماسة للرعاية والنمو وهو في حضانته منهك ضعيف مهدد بالموت يحاولون الانقضاض عليه وهو في حالته هذه لأنه لو تربى وترعرع ونما سيهدد مصالحهم ويقضي على مشاريعهم.
هذه هي الحقيقة المرة التي نتجرعها اليوم من ثوار صرخوا معنا يوما ضد الظلم والظلام اليوم يريدون إيقاف عجلة هذا التغيير ومن حيث لا يعلمون يخدمون.
هذه المرحلة هي مرحلة بناء وتشييد وهي بحاجة للتطبيق كل شعار رددناه ومشروع حملناه، وهي المرحلة الهامة والمصيرية وبحاجة إلى عقول ونفوسا تغيرت وتغذت جيدا في مرحلة الحوار بقناعات الوفاق والتوافق شخصيات أصبغت بأسس الدولة المدنية من التعايش وقبول الآخر وأساليب راقية في التعامل مع الغير وقضايا الوطن الكبرى، إذا من الضرورة أن تتكتل لتشكل حصنا منيعا لحماية مولودنا الجديد والدولة المدنية بمخرجات حوارنا المتوافق عليها هذا التكتل هو الذي سيخرس أصوات النشاز من كل الأطراف التي تلعب على الاختلافات وتغذيها لتهيئ الأجواء المناسبة لها للانقضاض على الثورة والثوار. يا فرحتهم باختلافنا وتناحرنا وصراعنا السلبي ضد بعض هم اليوم يهللون ويكبرون ويحمدون الله أنكم تمزقتم وتشرذمتم ليشيروا اليكم بالبنان هذه هي نتائج ثورتهم .

هذا وطن وفيه بؤر تفخيخ لا تحصى من زمن الثارات والصراعات، والتعامل معه بحذر وتأن وحرص ليس بحاجة للشطط والتمترس خلـــف الصغائر لأنه في وضع استثنائي وظرف استثنائي ومليء بالألغام والعبوات الناسفة الـــتي بحاجة إلى تفكيك توصيلاتها بعقلانية وصــبر حتى لا تنفجر وتطال أضرارها الجميع.