المواطنة في مجتمع قبلي

2014/02/21 الساعة 01:34 مساءً

شعوب العالم لم يعد يعنيها العرق البشري بقدر ما يعنيها العقل البشري وما ينتجه ويبدع وتحسينه وتطويره ونحن في اليمن لازلنا نعيش حياة البداوة والنازية بالاعتزاز بالعرق البشري ونكرر دائما السؤال للغير أنت ما أصلك وفصلك ونتنافس على الوجاهة ونصر على كتابة شيخ أمام أسمائنا في البطاقة الشخصية هذه منجزات ماضينا التي كانوا يوزعون صكوك المشيخه لمن هب ودب حتى و أن تكون شيخ بالبطاقة وعبد عندهم بهذا عدنا دهر من الزمن للخلف ودمرنا سنوات من النضال الذي ألغيت فيه التمايزات والعنصرية وتساوى الناس واليوم ونحن نتحدث عن الدولة المدنية والمساواة والعدالة التي تتنافى مع التمايز الحادث هذا قبيلي وهذا هبيلي وهذا شيخ وهذا راعي نتحدث عن دولة مؤسسات وفيها عدل ومساواة بوجود شيوخ مشايخ القبائل وميزانية رواتب من الدولة ودول الجوار وكان المشيخة وظيفة من وظائف الدولة وكذلك تكتل وجمعية معترف بها ماذا تقدم وما المغزى منها في زمن تذوب فيه العرقية والمناطقية والسلالية في مجتمع مدني خالي من التمايزات كل هذا لا معنى له غير ان تحل القبيلة محل الدولة او تعيق دور المؤسسات في كثير من المناطق لو تم حصر احتكار المشايخ وأولادهم للمؤسسات التشريعية والتنفيذية بقوة سلطة القبيلة ستواجه كارثة مؤسسية تتحول بها الدولة الى قبضة المشايخ وأولادهم استغلال سلطتهم على الناس لفرض مرشحين للانتخابات يكسبونها او تعيين ذويهم في مواقع تنفيذيه هامه ونكون في جمهورية النظام المعلن والغير معلن ملكية مبطنة وكل مشاكل البلد ورآها هولا طبعا مع وجود فوارق و وطنية بعضهم ومواقف مشرفة للبعض . ما اعنيه أن ننتقل إلى مجتمع مدني تحرري عادل مؤسسي ونلغي التمايز وفق العرق والسلالة أذا لم نستطع علينا أن نعلن نظام الدولة مملكة أو سلطنة ونجعلهم ملوكا وسلاطين ونعتذر للشهداء الجمهوريين بالمقابل سيعلن الشعب ثورة لجمهورية جديدة ليحققها واقع معاش . إلى كل يمني غيور على وطنه الوطن يجب أن تكون ملامحه واضحة وسياسته معلنه وسيادته لا تفريط بها ومصالحة في المقدمة لسنا بحاجة إلى مراعاة فئة أو طبقة على أخرى ولسنا بحاجة إلى أن نفرق بين مواطنينا وأهم ما في العدالة هي المواطنة المتساوية هل نعلنها ثورة ضد التمايز ونقول بصراحة أننا مجتمع مدني فيه المواطنة المتساوية وفق دستور ينظم العلاقات الاجتماعية وقضاء عادل مستقل يحكم في كل النزاعات دون اللجوء إلى القبيلة والحكم القبلي وذبح الثوار والتحكيم بالسلاح في القرن المعاصر كما استمعت وشاهدت في التلفاز في هذه الأيام لجلسه من جلسات مجلسنا الموقر للنواب او عفوا للشيوخ يقول رئيس المجلس أنا ضاق بي الحال من بعضكم وسرت أدي بندق العسكري لأحكم به هذا في أعلى قمة مجلس تشريعي بالبلد والله خجلت من نفسي عندما استمعت لهذا الكلام . المهم هناك الكثير لا يهتم بانتمائه القبلي بل يراء انه يمني الأصل والفصل ومواطن الصفة له ما له وعلية ما علية وفق الدستور والقوانين النافذة والكل متساوون بالحقوق والواجبات وتدار شئوننا من مؤسسات الدولة والقبيلة تاريخ نعتز به في كتبنا وماضي جميل نحكيه للأجيال ليأخذوا منه العبر والدروس وننتقل للعصر والمستقبل التي صارت به الأمم قبيلة واحدة في مجتمع واحد . اباما أتى من أدغال أفريقيا ليحكم أعظم واكبر دولة في العالم تبعد عن بلدة الأصلي ألاف الكيلومترات لأنه مواطن هذه هي صفته متى نحن نلغي هذا التمايز من نفوسنا أولا وعقولنا وتشريعاتنا وقوانيننا وأمام أسمائنا لنكون جميعا مواطنين متساويين لا تمايز سوى بالعمل والإبداع والابتكار والعلم لنستطيع ان نتعايش معا في بلد كله حب ووئام وتوافق وعدل ومساواة كسائر الأمم المتقدمة وشكرا