الموسيقار احمد قاسم ابن عدن وجزا من تاريخها الناصع

2014/03/12 الساعة 11:52 صباحاً

عدن البوابة الحضارية للجزيرة والوريد المغذي للتطور والنهوض منذ زمن القرن الماضي انطلقت منها النهضة الفنية والثقافية قبل الحركات الثورية والسياسية وكان مكملان لبعضهما لا يمكن أن تذكر النهضة الفنية لجزيرة العرب دون عدن التي كان الفن يدرس في مدارسها ولا تخلو مدرسة دون فرقة موسيقية وقاعة لممارسة الأنشطة الفنية والغناء عدن المنبع عدن تاريخ غني بالفن والثقافة والإبداع الذي تحدت عن أسطورة فنيه عريقة أدهشت العالم العربي وقتها هو الموسيقار احمد بن احمد قاسم قامة فنية كبيرة لست مؤهلا لأكتب عنها ولن أتمكن من إعطائها حقها لكني بحكم عشقي لهذا العملاق منذ ان عرفت الفن وتذوقته أذاني وحرك مشاعري وبحكم ولادتي وتربيتي العدنية لا يمكن أن تأتي مناسبة ذكر ميلاد هذا الفنان العظيم في 11من فبراير من ثلاثينات القرن المنصرم دون أن اذكر أبناء الوطن قاطبة والعرب بهذا العملاق الفني الكبير الذي كان محطة هامه في تطوير الحركة الفنية اليمنية والخليجية من عدن وكان همزة وصل للغناء اليمني بالخارج وأداة نقلته من الكلاسيكي إلى التطوير والتجديد بل وأغنى التراث اليمني بالعديد من الأغاني اليمنية الأصيلة مع كوكبة من الفنانين البارزين في ذلك العصر مثل هوربوج اليل وعاشي واصبح وبن عموا اليل وحقول البن في خديك موالا جميل . يحسب لهذا الفنان العملاق انه طور الأغنية اليمنية وأعطاها الصفة العربية ان لم تكن العالمية مع الاحتفاظ بنكهتها المحلية وذاع شهرتها على طول وعرض الوطن العربي الكبير للتجاوزه إلى بعض دول العالم المهتمة بالغناء العربي الأصيل . احمد قاسم ثقافة فنية متأصلة في ذاته مدعمه بالدراسة العلمية في جمهورية مصر العربية وفرنسا وموسكو طور الإيقاع والعود في عزفه يأسرك ويجذبك جلساته ممتعة ومغذية للروح والنفس والعقل يخاطب الوجدان والمشاعر والأحاسيس والعقل انه مدرسة ثقافية فنية لا تجد لقاء او حفل عدني لا يخلوا من طرب احمد قاسم الأصيل اعشقه حتى الثمالة لا يفارقني في البيت او السيارة هو رفيقي الوحيد في وحدتي وتأملي من لا يعرف احمد قاسم يستمع الى أغانية يا عيباه , صدف التقينا و مؤرخ ميلاد الفنان احمد قاسم 11 مارس عام 1938م، وسكن بحافة «الشريف» والقريبة من حوافي (الزعفران ،العجائز ،القاضي) في منطقة كريتر المميزة وحاملة عبق الحياة والتاريخ وسكنها الكثير من الفنانين والشعراء . ترعرع وعاش احمد قاسم في عدن و أحبها كثيرا ، و درس في عدد من مدارسها ،والدته أملت فيه قارئا للقران وأرسلته لتعلمه وحفظه ، ولكن الولد احمد فضل ممارسة هوايته في الغناء والتحق بمدرسة الفنان الموسيقار يحى مكي و لعشقه للموسيقى تعلم العزف على أله العود على يد أستاذه يحى مكي . الموسيقار احمد قاسم أبرز الأسماء في تأريخ الأغنية اليمنية الحديثة، وأحد أهم روادها ،وشغل محبيه بصوته وأعماله الرائعة و روحه الطيبة وحبه للآخرين ، و يعد رائد التحديث للأغنية اليمنية وأول من أدخل الآلات الموسيقية الحديثة على الأغاني ، وقام بتأسيس فرقة موسيقية أطلق عليها (فرقة أحمد قاسم التجديدية للموسيقى) ، وهو احد ممن أسهموا في تأسيس (ندوة الموسيقى العدنية ( مع زملائه من رواد الأغنية العدنية ( خليل محمد خليل ،سالم أحمد بامدهف ، محمد سعد عبد الله ، أبو بكر فارع ، ياسين فارع والشاعر محمد عبده غانم وحسين خدابخش واخرين ). ويعد الفنان أحمد قاسم قامة فنية كبيرة ظهرت في عدن في بداية الخمسينات من القرن العشرين الماضي ، و اختط لنفسه لونا من الغناء ميزه عن آخرين في الساحة الفنية الغنائية في عدن ولحج وبشهادات الكثيرين ، و ارثه الموسيقي يشهد عليه معجبيه ، وهو من تغنى بكلمات صاغها عدد من الشعراء ومنهم ) ، لطفي جعفر أمان،سعيد الشيباني، أحمد شريف الرفاعي ،محمد سعيد جرادة، فريد بركات، عبدالله عبدالكريم، والقرشي عبدالرحيم سلام، نزار قباني، أحمد الجابري، د. محمد عبده غانم ، أحمد رامي، علي عبدالله أمان، مصطفى خضر ، محمد عبدالله بامطرف ، سعيد نايف ،جعفر عبده ميسري ،علي لقمان و حسين محمد البار)، و وفق احمد قاسم تلحيناً و آداً لتلك الكلمات ، واصطبغت الأغاني بعبق الفلكلور الموسيقي من اللون العدني واليمني وبلهجاته المختلفة ، و بعضها ممزوجا بالنكهة الغنائية المصرية ، وتفرده مداعبا أوتار عوده الحبيب بأصابعه الذهبية و كثيرا ما تجرحت و"أدمت حتى التقيح" حامله الحب للحبيبة و اليمن ولعدن منها (صيرة وساحل أبين و أمواجه والبحر والرملة) . حرص احمد قاسم لتطوير موهبته وصقلها بالدراسة الأكاديمية للموسيقى ،و صنف حينها ضمن الدرجة الممتازة للموسيقيين والملحنين اليمنيين لجمعه بين الكلمات والغناء والعزف وتأليف أعذب الألحان وحرصه على التوزيع الفني السليم و ألا يخرجوا العازفين عن مساق لحن الأغاني . إلى أن أوفته المنية في الأول من ابريل 1993م على اثر حادث مروري اليم افقد الوطن وعدن والجزيرة العربية والعالم العربي ومحبيه وجمهوره هذا القامة الفنية العملاقة الموسيقار احمد بن احمد قاسم ان لله ا ناليه راجعون .

النبذة:من شبكة أبداع اونلاين