معا لتحرير النقابات من سلطة الحزبية

2014/03/17 الساعة 03:00 مساءً

نحن أبناء الطبقة العاملة اليمنية التي كانت عدن حاضنتها منذ الخمسينات القرن المنصرم لقد تربينا وتجرعنا مفاهيمها منذ ان تفتحت مداركنا لازلت الى هذا اليوم أتذكر والدي الذي كان احد رجالات الحركة العمالية والمجلس العمالي وهو يصطحبني معه إلى الاتحاد العمالي موقع نادي شمسان ألان وهم يجمعون اشتراكات وتبرعات لبناء الصرح العمالي المبنى الحالي للاتحاد العام لعمال الجمهورية المدور الذي كنت اصطحب والدي أيضا لبعض الاجتماعات العمالية على ساحته التي تتوسطه وشاءت الصدف ان أكون عضوا نقابيا منذ 19975م وقياديا في التسعينيات لنقابة المهن التعليمية وكنت وبعض الزملاء النقابين نباشر عملنا في هذا المبنى الذي كنت اشعر بالنشوة والحماس وانأ أتواجد فيه وكأنه جزا من تاريخي وحياتي كم انتابني الألم والحسرة والغضب الشديد عندما شاهدته ينهار أمام أعيننا عندما اقتحمه بعض ضعفاء النفوس ولصوص الأراضي ودمروا مسرح العمال التاريخي واستخدموا الحجارة لبناء مساكنهم وهم يجهلون أنهم يدمرون تاريخ عريق لعدن وصفحة ناصعة منها وأزعجني أكثر سكوت وعدم مبالاة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية إلى يومنا هذا والتدمير والاستيلاء على الأرض والمبنى قائم طبعا لا يمكن ان يكون ألصوص من أبناء عدن لأنها مدينتهم والمبنى تاريخهم بل هم من سكنوها مؤخرا . وانأ أتصفح المواقع الكترونية صادفت موقع يطالب بتشكيل تكتل نقابات حرة واستعادة النقابات لدورها طبعا استحسنت الموقع وبتصفحه تحسست انه جزا من ألازمه القائمة بالبلد والتخبط الدائر لكن ما استحسنته حماس ونشاط الشباب الطموح للتغيير وإعادة لعدن روحها وتاريخها وبصفتي جزاء من القيادة أقولها بصراحة ان العمل النقابي بحاجة الى تقييم وإعادة نظر الكل يعلم أن مخرجات الحوار صبت نحوا بناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون ويتطلب ذلك أن يتحول الملعب السياسي إلى الحيادية وتنقيته من أثار الماضي وتحرير أدوات التعبير والرأي من سلطة الهيمنة والحزبية وعلى رأسها منظمات المجتمع المدني وخصوصا النقابات العمالية الكل يعلم أن النقابات العمالية مثلها مثل كل شي استحوذ علية من قبل شركاء حرب 1994م الظالمة وتقاسموا البلد بكل خيراتها وعلى رأسهم النقابات العمالية لتصبح أداه من أدواتهم توجه وفق مخططاتهم وتخدم مشاريعهم واستولى المؤتمر الشعبي العام على كل النقابات ابتدأ من الاتحاد العام حتى النقابات النوعية للمهن واخذ الإصلاح نصيبه من ذلك ولهذا اضعفوا النقابات وكبلوها وأصبحت مطيعة لأوامرهم لهذا كان دورها ضعيفا أو يكاد ينعدم في المساهمة بالثورة الشبابية الكل يعلم أن النقابات العمالية هي رائدة للثورات العالمية والعربية واليمن وخاصة عدن كانت النقابات هي نواة الحركة الوطنية في البلد ولهذا لا يستغرب أن ينعدم دور الحركة العمالية في عملية التغيير بالبلد لأنها أصبحت حركة شكلية ممسك بلجامها الحزب الحاكم الذي ثارت الجماهير على سياسته ولا ننكر دور بعض الإفراد في المحاولة من جعل النقابات تؤدي دورا حقوقيا اتجاه منتسبيها لكن الهيمنة والاستحواذ على منظمات المجتمع المدني والدفع بعناصرهم للتربع على قمم قياداتها وشراء الذمم والترغيب والترهيب المستخدم حال دون أن تؤدي هذه النقابات دورها الحقيقي بل تم تفريخ عدد من النقابات العمالية والمهنية وكان ذلك سبب في ما حدث من مظالم وهدر حقوق وتسريح العمالة في الجنوب إلى الشارع للأسف في ضل تهاون وتستر بل ومساهمة الاتحاد العام لعمال الجمهورية الذي جردوه من كل قواه الوطنية وفصل عددا منهم من هيئاته و لازالت بعض عناصرهم تتربع بعض النقابات لأكثر من ثلاثون عاما بانتخابات شكلية دون تجديد وتطوير لعملها ولا داعي لخوض مزيدا من تداعيات ذلك على عمل هذه النقابات لان هناك من قدم الكثير وهناك من اخفق لكن نجعل تقييم العمل مؤسسي أي نحن بحاجة إلى وقفة تقييميه صادقة وحقيقية لدور الحركة العمالية اليمنية منذ السبعينات إلى يومنا هذا لتصحيح مسارها ولو تحررت النقابات في الوقت الراهن من الهيمنة الحزبية لكانت الداعم لثورة المؤسسات وساهمت كثيرا في اجتثاث قوى الفساد والإفساد في هذه المؤسسات وساعد كثيرا في عملية التغيير والبناء والى هذه اللحظة لا زالت النقابات مهيمن عليها من قبل عناصر النظام السابق وهي من تدير صندوق التأمينات والمعاشات الاجتماعي للمتقاعدين في الوقت الذي يعاني جيش من المتقاعدين الذين افنوا حياتهم خداما لهذا الوطن ظروفا معيشية وصحية صعبة وهو يبعثر أموالهم في مشاريع لا تخدمهم وهم يفتقدون لأبسط الحقوق من ضمان صحي و نوادي رعاية وترفيه وعدم توافق دخلهم بالمستوى المعيشي المرتفع والأسئلة المتداول ماذا قدم هذا الصندوق للمتقاعدين غير رواتبهم ؟ من يمثل هذه الشريحة الكبيرة من المتقاعدين في قيادة وإدارة هذا الصندوق ؟ ما هي المشاريع الحيوية الذي مؤنها هذا الصندوق وتخدم منتسبيه ؟ أسئلة كثيرة يسألها المتقاعدون عن هذا الصندوق مطلوب من الاتحاد العام لعمال للجمهورية يتلمس همومهم أذا حان الوقت لتحرير النقابات والاتحادات العمالية ومنظمات المجتمع المدني من سلطة الحزبية والبدء بمؤتمرات عامة ودورات انتخابية من القاعدة إلى القمة للاتحادات والمنظمات العمالية هذا أذا أردنا إرساء دولة مدنية دولة نظام وقانون دولة الحريات و هذه المهمة يتحملها العمال أنفسهم عليهم أن يثوروا لتحرير اتحادهم ونقاباتهم من الهيمنة والحزبية المقيتة حتى يكون اتحادا عماليا صرفا لا أحدا واصياً علية ليكون لا هم له سوى العمل والعامل ومصالحهم الوطنية . لهذا أوجه رسالتي لأعضاء تكتل نقابات عدن الحر ان النقابات ليست وظيفة بل هي تكليف وانتخابات ونظام داخلي ينظم عملها لهذا لا تغيير في القيادات عن طريق الفوضى والضغط السياسي والحزبي يجب ان يكون شعارنا تحرير النقابات من سلطة الحزبية عبر صندوق الانتخابات بدورة انتخابية شاملة تتجدد فيها الدماء لتستعيد النقابات عافيتها وتاريخها ونشاطها للتصدر دورها الرائد في الحركة الوطنية اليمنية والله يفق الجميع لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وعلى الزملاء ان يستوعبوا متغيرات الزمن ليكونوا جزا من هذا التغيير لا معيقين له وانأ على ثقة أنهم بحكم عملي معهم لن يكون سوى مع ما قلته وما اقترحته .