بعد اجتماع عاصف الاسبوع الماضي لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض والذي شهد ملاسنات وتغيرات متفاقمة مع الواقع الذي تشهده الساحة الخليجية والعربية.
حيث خرج القرار الثلاثي السعودي الاماراتي البحريني المشترك بورقة سحب السفراء من دولة قطر على خلفية عدم التزام الدوحة بمبدأ مجلس التعاون والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس.
تلك الخطوة الغير مسبقة في تاريخ مجلس التعاون والذي اقحم عليها الثلاثي الخليجي في قراراهم لردع قطر وحصرها في الزاوية.. لكنه في المقابل اثار جدل الكثيرين وأحدث نوع من الغضب لدى دول الجوار والمنطقة بسرعة اتخاذ تلك الخطوة الغير معلنة وعدم دراسة الوضع الجاري ومدى سخونته وحجم نتائجه بالنسبة لمجس التعاون الخليجي. ومواقف معظم دول المجلس للشأن الخارجي في بلدان الربيع العربي.
قطر هي الآخر لم تقف صامتاً امام تلك الاجراءات التي اتخذت ضدها والتي قد تغير من توازن ثقلها في المنطقة،، حيث جاء وفي بيان رسمي صادر عن مجلس وزراءها يوضح ويؤكد بأن سحب السفراء " لا علاقة له بمصالح الشعوب الخليجية وامنها واستقرارها وانما يترتب على اختلال المواقف في قضايا خارجية" في إشارة واضحة الى مصر. حيث تدعم الدول الخليجية الثلاث الفريق عبدالفتاح السيسي. بينما تدعم قطر جماعة الاخوان المسلمين بمختلف المجالات.
وتيرة الخلافات الخليجية تتصاعد وحجم ذلك الخلاف يتضخم ورماً يوماً بعد آخر ولا وجود أي مؤشرات اتفاقية بشأن ذلك من أي عضو في المجلس. وخصوصا أن امير الكويت مهندس العلاقات الخليجية والذي يوصف بحمامة السلام الخليجية يتعافى حاليا من عملية جراحية اجريت له في احد المستشفيات الامريكية وغير مهتماً بذلك في الوقت الحالي.
لا شك بأن السعودية لها الدور الابرز في اتخاذ ذلك القرار كونها المعادية الاكبر بجانب الامارات لجماعة الاخوان وأيضاً كونها على خلاف حاد مع الشيخ حمد بن خليفة منذ كان ولا يزال امير قطر الذي يضع ولده "تميم" لدراسة القرارات والامور البسيطة الاقل اهمية بينما هو يدير الخطوات والقرارات الاستراتيجية العملاقة من خلف الستار..
الامارات هي ايضا لها دور بالدفع في ذلك القرار كونها متضايقة من مواقف قطر بالنسبة للقضايا الخارجية ودعمها لجماعة الاخوان المسلمين، وأيضاً العداء المستمر الذي بين الجماعة والقيادة الاماراتية وقائد شرطة دبي ضاحي خلفان على وجه الخصوص.
البحرين ليس لها أية خلاف مع قطر امام العلن وصراع كبير بحجم اتخاذ ذلك القرار،، لكنها رأت بأن القوة الذي يرتكز عليه المجلس هي السعودية والامارات.. فسارعت بالأمر واتخذت موقفها ، فاختارت المعادلة الاكبر في مجلس التعاون مما تم ضمها ودرجها تحت بند القرار بسحب السفراء.. حتى اصحبت مستعدة لتلبية أي قرار يصدر بحقها بأمر من جناحيها السعودية والامارات.
لا احد بمقدرته تصور ذلك الحدث المتسارع من قبل الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي.. لكنه حتماً سوف تكون النتائج وشيكة وقاسية وسوف تقع على عاتق المجلس بكل اركانه واعضائه وقد تنجر كلا الاطراف الى نزاعات وخلافات اكثر تعقيداً وقد تكون البداية بالنسبة للمثلث الخليجي ان لم يتم ترطيب ذلك الجفاف الخليجي.. الى اتخاذ اجراءات خطيرة وقد تتحول من حرب اعلامية كلامية الى حرب عسكرية.. وكلا الاطراف "أي اطراف الصراع" تقوم بدورها لترتيب ذلك الامر العسكري لحماية أمنها واراضيها لأي اختراق وضرب مفاجأ من أي طرف.
الانقسام داخل المجلس الخليجي اصبح واضحاً وظهر كلياً على السطح ولم يعد بالامكان العمل على اخفاءه ، وشفرة الابتسامات التي كانت ترسم على وجه حكام الخليج بعد الاجتماعات طُمست وانتهت تماماً، والكل اصبح يعرف ما الذي يجري في المطبخ الخليجي.. والجميع اصبح في وضع حذر وحالة تأهب لحدوث أي امراً طارئاً. او اجراءات غير مسبقة من أي طرف على الطرف الآخر.. ونحن بانتظار ما ستئول اليه الاشهر القليلة القادمة،، والحلول التي قد تطرح من قبل دولة الكويت لاحقاً لحل ذلك الخلاف.
انا منتضرون!!
بقلم/ راكان عبدالباسط الجُــبيحي
كاتب صحفي- يمني
[email protected]