تبدو مقنعة ، تلك المخاوف الحائرة ، الطافية على قناعات ، مثقف يمني ، ليبرالي ، لاسيما ، إن كان لا يتمتع بمزايا أو معضلات الانتماء القسري ، لتيار (الحوثي) الذي يمنحه له ، أو يتهمه به لقبه (الهاشمي) ! كيف لا ؟ وهو يرى (السيد) ينبعث من قبور الماضي ، الغير معرف ، إلا بوصفه كابوساً أسطوريا ، تمتد ظلاله القاتمة لألف عام أو يزيد..!
جاء (السيد) جريحاً ، يحمل سيفاً ، لكنه في فوضى الحرب ، بدا ، وبطريقة ما ، كأنه يهدد السلام.. ويهدد وجود (المثقف) اللامكترث به ، وبأدبه المتواري في كتاباته وخلف نظاراته ، وقد يستأصل قيم الدولة العادلة ، والمواطنة المتساوية ، الغير معرفة له ، وعلى أرض واقعه ، إلا بوصفها مشروع ثورة ، قامت على ثورة لم تكتمل ونظام جمهوري (متوقع) ، وقادم لا محالة .. تأخر فقط ريثما ينتهي يوماً من صياغة ديمقراطيته ، على طريقته ، وصب لعناته على قبيح حاضره ، وعلى تأريخ (السيد)..!
ما لا تدركه هواجس المثقف ، أن (السيد) كالتاريخ وكالمثقف، لم يأت من البعيد المجرد ، فقد كان حبيساً هنا ، بجوار المثقف والآخرين، وفي ذات الزنزانة ، بانتظار عدالة حاضرة (مغايرة) لتحرره من هامش التواجد ، في المنطقة الحائرة بين ماضي امتيازه كــ (سيد) ، وحاضر اتهامه بوصفه تهديد (سيد) سابق.!
يقاوم المثقف ، بينما يستحضر آمال المستقبل ، ويجتر مخاوف الماضي ، تهديدات عنصرية (السيد) .. ويقاوم السيد ، بعد أن يجتر آلام الماضي والحاضر ومخاوف المستقبل، هواجس عنصريته لدى المثقف.. فهل على السيد تجاوز واقعه ومخاوفه ، والتلاشي عدماً ، لتبديد مخاوف المثقف ، وكيف.. ؟