كيف لا يُلغى الاعتراف المحلي والدولي بشهادات جامعة العلوم بصنعاء، وقد طالها عبث المليشيا الحوثية؟
محمد التويجي
منذ أن امتدت يد مليشيا الحوثي إلى حرم #جامعة_العلوم والتكنولوجيا في #صنعاء بدأت فصول مأساوية من التدمير الممنهج لمكانٍ كان يُعد أحد أبرز منارات التعليم في اليمن ، فلم يكن دخول الجماعة إلى الجامعة مجرد استحواذ إداري، بل كان بداية لمسلسل خطير من التشويه والانحراف، بدأ بتغيير المناهج، وتسييس البرامج التعليمية، وتحويل القاعات الدراسية إلى منصات تعبئة وتحشيد للجبهات، وانتهى بتحويل مباني الجامعة إلى مقرات طائفية ومعارض لأسلحة إيرانية، في مشهد عبثي لا يمت للتعليم بأي صلة.
أقدمت المليشيا على زرع فكرها الطائفي في قاعات العلم، وأدخلت مواد عقائدية لا علاقة لها بالمعرفة ولا بالفكر الأكاديمي، متجاوزة كل الضوابط التربوية والمناهج المعتمدة. ولم تكتفِ بذلك، بل جعلت من الشهادات الجامعية أداة للترضية والولاء، فتم توزيع الدرجات العلمية والألقاب الأكاديمية على قياداتها بصورة عشوائية، ودون أي التزام بمعايير الاعتماد أو التحصيل العلمي.
أما القرار الأكاديمي، فقد اختُطف من أيدي التربويين والمختصين، ليُسلَّم إلى شخصيات لا تمتلك أدنى مؤهلات الإدارة أو الفهم الأكاديمي، فتحوّلت الجامعة إلى أداة بيد المليشيا، تمارس من خلالها هيمنتها على قطاع التعليم العالي، وتقوض ما تبقى من ثقة بمؤسسات الدولة.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، يصبح من الطبيعي والمبرر إلغاء الاعتراف الداخلي والخارجي بالشهادات الصادرة عن الجامعة، بعدما فقدت كل مقومات المؤسسة التعليمية، وتحولت إلى واجهة حزبية تخدم مشروعًا طائفيًا ضيقًا. والضحية الأكبر هم الطلاب، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في مهب الريح، يواجهون مستقبلًا مجهولًا، لا بسبب فشلهم، بل بسبب حماقات المليشيا الحوثية التي اغتالت حلمهم في صمت.
ففي منتصف الطريق بين الحقيقة والخذلان، يقف بعض الطلاب في الجامعة المختطفة جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء حاملين أوراقًا تئن تحت وطأة الخداع والكذب والتظليل الذي مارسته الادارة الحوثية المفروضة على الجامعة بقوة السلاح، يتباكون على شهادات لم تعد تعني شيئًا في ميزان الاعتماد الأكاديمي، وكأنهم فوجئوا بأن العالم لا يعترف بورقٍ صادر من مؤسسة مختطفة، منهوبة الإرادة، مُلقاة في حضن المليشيا .
لكن، أي عاقلٍ فوجئ؟
وأي طالبٍ لم تصله تلك النداءات التي بثتها جامعة العلوم والتكنولوجيا – المركز الرئيسي عدن، مرارًا، بوضوحٍ لا يحتمل التأويل؟
منذ سنوات وصرخة التحذير تُسمع من الجنوب إلى الشمال:
جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء والفروع الواقعة تحت سيطرت مليشيا الحوثي لم تعد تمثل العلم، بل تمثل المليشيا، والشهائد منها ليست بابًا للغد، بل ورقة تائهة بين الأدراج، لا تحمل ختمًا شرعيًا ولا قيمة علمية، فكيف للعالم ان يعترف بالشهائد الصادرة منها وقد حولت مليشيا الحوثي مبنى أكبر جامعة خاصة نهبتها في صنعاء إلى معرض للأسلحة الحوثية المستوردة معظمه من إيران
ومع ذلك، اختار البعض المكابرة، ومضى خلف السراب ، هل كانت الشهادة أغلى من الحقيقة؟
هل كان الاعتراف الدولي مجرّد وهم في أعينكم؟
لقد ارتكبت مليشيا الحوثي جريمة لا تغتفر حين اقتحمت جامعة العلوم في صنعاء، واغتصبتها من تاريخها ومكانتها، ودفعت بطابور من الموالين لإدارة مؤسسةٍ كانت ذات يوم منارة، فأطفأت نورها ووضعتها في قفص الصراع السياسي .
ومنذ تلك اللحظة، انتهت الجامعة كما عرفناها، اختُطف رئيسها، البروفيسور حميد عقلان، وتم تعيين عنصر حوثي مكانه، وتمت مصادرة الكفاءات، وجرّ الجامعة إلى معركة ليست معركتها.
كان أمام الطلاب خيار:
إما النجاة عبر بوابة عدن، حيث المركز الرئيسي والشرعي المعترف به محليًا ودوليًا.
أو المضي في طريق الانكار والانتظار، حتى تأتي اللحظة التي ينظر فيها الخريج إلى شهادته، فلا يجد فيها ما يشفع له أمام جامعة أو سفارة أو وظيفة.
ولم يكن الإنذار خفيًا، بل جاء صريحًا ورسميًا من جامعة العلوم والتكنولوجيا – المركز الرئيسي عدن، عندما أعلنت في أكتوبر 2021 أنها تبرأت من كل الشهادات الصادرة من صنعاء، وأتاحت فرصة نهائية للطلبة للانتقال أو تسوية الأوضاع لكن، كم من طالبٍ صدّق؟
كم من أسرةٍ استوعبت أن التعليم في مناطق المليشيا لم يعد علمًا، بل أداةً للابتزاز؟
واليوم، حين تُغلق الأبواب، وتُرفض الطلبات، وتُهمل الشهادات، يرتفع صوت البكاء، لكن البكاء لا يُعيد الاعتراف.
ولا يعيد للجامعة مكانتها، ما دامت في قبضة من لا يؤمن إلا بالسلاح والنهب ومصادرة العقول.
لقد اختارت جامعة العلوم والتكنولوجيا أن تبقى حرة، بعد أن ظلت تخضع للابتزاز والاستيلاء على جزء كبير من مواردها منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، قبل أن يتم الاستيلاء عليها بشكل كلي لتقر الجامعة في سبتمبر من العام 2021، نقل مقرها الرئيسي من صنعاء إلى عدن بسبب إجراءات ومخالفات إدارية وقانونية من جانب مليشيا الحوثي التي تسيطر على مقرها في صنعاء منذ مطلع العام 2020م ، فانتقلت إلى عدن، حيث القانون يحمي المعرفة، وحيث الدولة تعترف بالشهادات، وحيث لا يسجن رئيس جامعة لأنه رفض الركوع.
أيها الطلبة، من حقكم أن تحزنوا، لكن لا تجعلوا حزنكم غضبًا في الاتجاه الخاطئ، فعدو شهاداتكم هي الإدارة الحوثية في صنعاء حيث الجامعة مخطوفة، وحيث التعليم يُساق بالبارود.
التاريخ لا يرحم من يُنكر الحقيقة، ولا يعذر من تجاهل النداء،لقد أعطيتكم الجامعة الشرعية الوقت والمساحة، وحددت المواعيد، وشرحت الموقف، وعرضت حلولًا انتقالية، بل واحتضنت طلابًا كثيرين أعادوا بناء مستقبلهم من جديد.
إن ما جرى في جامعة العلوم في صنعاء ليس مجرد انحراف إداري، بل جريمة متكاملة الأركان ضد التعليم والهوية الوطنية، يجب أن تُحاكم أخلاقيًا وتاريخيًا .
أما اليوم، فكل بكاء بعد فوات الأوان، هو بكاءٌ بلا صدى
#التعليم تحت سيطرت المليـشيا ... شهائد بلا مستقبل
الموقع الرسمي لجامعة العلوم والتكنولوجيا - المركز الرئيسي عدن والعترف بها داخلياً وخارجياً
https://ust.edu/important-announcement
الصفحة الرسمية على الفيسبوك
https://www.facebook.com/share/p/1Cjskojra7/