إنَّ ظاهرة الإرهاب ليست جديدة وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الإنسان ذاته فهي لصيقة بطبيعة وجوده ، وتطورت الظاهرة بفعل متغيرات البيئة البشرية والعلاقات الاجتماعية التي تتحرك فيها ، والتي تعتبر العامل الرئيسي وراء التحول في إشكال الإرهاب ، فعلى الرغم من إن جوهر الإرهاب يظل واحدا ، فإن إشكاله وأدواته وتكتيكاته تختلف وتتطور بسرعة مع الزمن ، وتبقى المسألة الرئيسية تكمن في حصر وتقنين ظاهرة الإرهاب مسألة ذات بعد حضاري إنساني ، كون الإنسان هو الشخص الذي يمتلك الإرادة الفعلية والعملية في استئصال جذور الإرهاب لينهض من جديد بفكر خلاق بنـّاء قادر على التعاطي الإيجابي مع واقع وأعباء الحياة المختلفة. ولقد تعددت وسائل الإرهاب وطرقه، واثبت الإرهابيون براعة وذكاء في استخدام كل وسائل العلم الحديث وتطبيقاته في سبيل الوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم لكنة يضل وسيلة رخيصة للوصول للغايات والنوايا التآمرية الخبيثة الغير مستطاع الإعلان عنها لعدم عدالتها وأحقيتها وصوابها يضل أداة من أدوات التأمر وصار يستخدمه الخصوم السياسيين ضد بعض دون وازع ديني أو أنساني او أخلاقي أي سقوط القيم والمشاعر بالنفس الأمارة بالسوء للوصول للسلطة والثروة او الحماية من القانون والنظام والهروب من العدالة . أي ان الإرهاب هو ملجئهم الأخير للدفاع عن المصالح والإرهاب ليس له هوية لكنهم وجدوا شماعتهم القاعدة التي بنية على ثقافة وفكر وسلوك متعصب رجعي متخلف انتهازي تلبس بالدين زورا و بهتانا وظلم الدين في حياتنا وافتقد لدورة التنويري التوجيهي الإنساني وما يؤسف له ان تفتقد البشرية للدين كوسيلة هامه وضرورية للتطور والنهوض وإصلاح الأحوال كم انزعج كثيرا عندما أشاهد واسمع العابثين بالأرض والمدمرين للأخلاق ان يستخدمون الدين وسيلة من وسائلهم القذرة في خلق صراعات طائفية ومذهبية وشقاق وفرقة ويلبسون كل ما له علاقة بالإسلام بالقاعدة لا فرق بين من يستخدم الدين كوسيلة الإرهاب ومن يستخدمه لتشويه الخصوم فكلهم أعداء الدين الرسالة المحمدية الفاضلة والثورة الإنسانية العظيمة . ان العمليات الإرهابية في بلدنا اليمن هي النفس الأخير لمقاومة الماضي للحاضر والمستقبل وخط الدفاع الأخير عن المصالح ومقاومة بناء دولة العدل والنظام والقانون الدولة التي ستحاسب كل ما قدمت أيديهم بحق هذا الوطن والأمة والحفاظ على ما اكتسب من أموال وجاه بطرق غير شرعية أي نهب للممتلكات والأموال العامة لشعب فقير وجائع و منهار الباحث عن الرزق خارج الوطن أذا لا نستغرب الاختراقات الأمنية للأجهزة الأمنية التي من دون شك كانت مفاتيحها بأيديهم بل ولازالت أدواتها تحت تصرفهم لكنها تتساقط وبفضل القرارات الشجاعة للقيادة التي يشنون حملة عشوا ضدها تحت مسمى الإقصاء لأنها تجردهم من أدواتهم الناخرة في جسد الوطن لاحظوا بعد إقالة القمش قائد الأمن السياسي خلال فترة حكم المخلوع صالح ماذا يحدث تفشل العمليات وخير دليل على ذلك العملية الإرهابية على المنطقة العسكرية الرابعة بعدن بتأكيد المصدر الرسمي السيطرة الكاملة على الموقف والقضاء على 10 من الإرهابيين حيث سقط 3 منهم عند البوابة فيما لقي السبعة الآخرون حتفهم خلال ملاحقتهم من قبل المقاتلين الأبطال وتم القبض على اثنين إرهابيين و هو الأهم لان التحقيق سيكشف حقائق جديدة عن الإرهاب وأدواته والاهم هو فشل العملية التي استشهد فيها ستة من أفراد القوات المسلحة البواسل وجرح ستة آخرون الذين قدموا صورة رائعة للنضال الوطني المشرف وعلى القيادة أن تعطيهم أكثر مما يستحقونه ليكون مثالا طيب يحتدا بهم الآخرون ما يهم ان الإرهاب بداء ينحسر وعملياته تفشل وان الدولة تستعيد عافيتها والأجهزة الأمنية والعسكرية تستعيد لحمتها و الوطن يتعافى . أي أن الإرهاب هو سرطان اجتماعي ينخر جسد الوطن و استئصاله يتطلب وعي اجتماعي لمخاطرة وأدواته ومحاربتها وتشكيل تحالف حصين مدافع عن جسد الوطن من التهالك والانهيار وهذه مهمة اجتماعية بدرجة أولى إلى جانب دور ومهام الأجهزة الأمنية والعسكرية و الاستخباراتية للوقوف صفا واحدا دفاعا عن الوطن والمواطن من تجار العنف والموت مهما كانت أهدافهم والله يوفق الجميع لما فيه خدمة الوطن والأمة.