الثورة هي رفض لواقع غير سوي بكل أدواته لفرض واقع يلبي طموح وأمال الجماهير الثورية أي تغيير الواقع بأدواته لتفسح المجال لأدوات جديدة لفرض واقع جديد وهنا أم أن يكون التغيير كاملا أو جزيا أذا كان كاملا فان أدوات الماضي تنحسر لتترك الفرصة لأدوات الثورية الجديدة في صنع الواقع الجديد دون مقاومة او بقناعة التغيير لكن عندما تبقى أدوات الماضي تقاوم ولا تقبل سوى بتغيير جزئي وتحافظ على مصالحها وترفض التغيير للأدوات هناء يبقى الصراع بين أدوات الماضي والحاضر قائما ويعاق أنتاج الواقع المأمول وطموحات الجماهير . نحن في اليمن على مدى من الزمن والقوى التقليدية ضلت تضرب بقوة كل فكر جديد يبرز او يشع في الوسط الاجتماعي ضرب الحزب الاشتراكي بقوة أفقدته القدرة على المنافسة الحقيقية في الساحة وهكذا قبله ضربت القوى الوطنية بكل توجهاتها من ناصرين وبعثيين ومفكرين وأدباء وشعراء أحرار وتم احتوائهم وحصر تحركاتهم وضلت الساحة متاحة أمام القوى التقليدية وقوى الفساد في زرع أدواتها في كل مفاصل الدولة والمنظمات الجماهيرية بل في الوسط الاجتماعي وكانت هي صانعت الأحداث و ولادة الرموز وممسكة بمقدرات البلد ومتحكمة بكل شي حتى لقمة العيش التي استخدمتها لضرب قوى الحداثة والعقول والأفكار التنويرية والوطنية ألحقه ولكن عندما اختلفت هذه القوى ساعد كثيرا تحالفات بعضها مع القوى الوطنية المهضومة لبروزها على السطح وتحررها من القيود لتعلن عن مشاريعها للجماهير وبدأت تستعيد عافيتها وتجدد هيكلها وينظم عدد كبير من الشباب إلى صفوفها وبرزت قوى سمية بالقوى الجديدة من شباب ومرآة وقوى الحداثة في مؤتمر الحوار لكن أدوات الماضي حتى الشريكة في الثورة لا تريد للتغيير أن يكون شاملا وكاملا بل تريده جزئيا لهذا لاحظنا من حين لأخر تحالفات شركاء الماضي في جلسات الحوار في كثير من المنعطفات . كان الحزب الاشتراكي أكثر القوى تقديما للأوراق والدراسات للرؤى والمشاريع بتحليل علمي ومنطق والآخرين افتقدوا لهذه السمة بل ضلوا يفندون ويفسرون رؤى الحزب بقناعاتهم ويعيقون مشاريعه ويحطمون رؤاه لأنهم يتخوفون من التغيير الجذري لواقع الماضي وتأسيس لواقع جديد وضل الحزب يحارب حتى وهو شريك فاعل في صنع الحدث وما يلاحظ من تقاسم اليوم للوظيفة والسلطة الذي يستثنى منه الحزب لعدم قناعاته بالفكرة والأسلوب ينتج أدوات الماضي بسلوك كله إلغاء وتهميش واستحواذ وعدم قبول الأخر أي نفس الواقع المرفوض المراد تغييره لهذا لم نتجاوز معضلات ماضينا ولازلنا في نفس الدائرة ولم ننتج جديد والفساد لازال يعيش بأدواته ولم تجفف منابعه ولازالت القوى والأفكار الجديدة تضرب وتحارب والإرهاب قائما ويستخدم كسلاح لفرض واقعهم أي ان التغيير لازال أسير أدوات الماضي ومعاق . لهذا نجد الشباب الذي استشعر الخطر الذي يحاك ضد الثورة وأهدافها أعلن إنقاذ ثورته من أدوات الماضي لكن من وجهة نظري لم يستفيدون من تجاربهم فلازالت تحالفات قوى الماضي تتابعهم وتعيق مسار تقدمهم فكل من له ثار مع القوى السياسية الشريكة بالسلطة ينضم للتحالف ضدها ليس بهدف إنقاذ الثورة بل لتصفية الثارات ونجد القوى التقليدية من قوى قبلية او دينيه بالعمامة السوداء او البيضاء او قوى الفساد لا زالت تلاحق قوى الثورة في كل فعاليتها الثورية وتتصارع معا لتعيق المسار الثوري وكلا يريد تحقيق مبتغاة بالانخراط بالفعل الثوري حتى النظام الذي ثرنا ضده اليوم صار يقود ثوره مضادة ويستخدم الكل ويستفيد من الكل . نحن اليوم في مرحلة محورية وخطيرة أم أن نكون ولا نكون علينا ان نتحالف لإنقاذ ثورتنا من الفشل والانحسار وما يقدمه الرفيق المناضل الدكتور عبد الرحمن السقاف من محاضرات وتوعية للشباب في أكثر من موقع عمل نضالي يصب في هذا الاتجاه علينا ان نحذو حذوه في تكوين وعي مجتمعي بين أوساط الشباب والجماهير والمرأة بأهمية إنقاذ الثورة من هذه القوى التي بطشت بالوطن في الماضي ولازالت تنخر فيه لتعيق تقدمنا علينا ان نشكل حصن منيع لتنفيذ مخرجات الحوار التي تشكل شي من أمالنا وطموحاتنا استطعنا انتزاعها بقوة الحجة والمنطق في الحوار وهي مولود علينا رعايته وتنميته ليصبح واقع معاش هو بناء دولتنا المدنية الاتحادية دولة العدل والمساواة والحرية .