أن التقييم الصحيح لعمل مؤسسات الخدمية ومسئوليها هو تلمس المنتفعين منها على الواقع كالصحة العامة التي تعتبر من أهم أنواع الخدمات العامة لأنها تتميز بحساسيتها وضرورتها للأفراد وهى تعتبر من الحاجات الضرورية التي يجب على الدولة أن تقوم بإشباعها بفرعيها الخدمة الوقائية والخدمة العلاجية . نحن في اليمن ومنها مدينة عدن أصبح العلاج عبئ كبير يؤرق كاهل المواطن ومن يبتلى بمرض كان الله في عونه أما أن يبيع مسكنه او يتحمل ثقل فوق طاقته من الديون او ان يستسلم للمرض ويموت لان تكاليف العلاج لا تحتمل وكانت لي تجربة مريرة في ذلك عشت سنوات ثلاث من الهم والديون المتراكمة كانت درسا في حياتي تعلمت منها الاقتصاد والتقنين لأسدد ديوني رغم ما حصلت علية من دعم زملاء أعزاء كرام كانوا لي خير عون في أزمتي زرت فيها الهند ثلاث مرات ومصر مرة واحدة لا داعي للخوض بالتكاليف ومتاعبها لأنها تؤرقني كل هذا بسبب خطاء جراحي لابنتي في اكبر مستشفى حكومي بعدن وانتقلت لصنعاء وكنت ضحية جشع إحدى كبرى المستشفيات الخاصة الذي يملكونه متنفذين في السلطة ولم ينقذ حياة ابنتي بعد الله غير العلاج خارج الوطن ورغم المعانات لكنها درسا غيرت حياتي بان استشعر معانات الآخرين من ابتلاهم الزمن بالمرض أو لأحد أفراد أسرهم وهم يعيشون على راتب متواضع او بدونه ولم يصادف ان يقدم لهم الدعم من فاعلي الخير ماذا تتوقع أن يحدث لهم دون شك فقدان الحياة لمريضهم الذي سيذوق عذاب اليم قبل أن تخرج نفسه لربها العلي العظيم لان الدولة في هذا الاتجاه مقصرة في حق المواطن وما توفره من الشيء اليسير غير منظم ومبرمج لهذا فهوا غير مجدي . هناك مستشفيات ومجمعات صحية وأدوات وأجهزة مختبريه ولكل مستشفى أطباء وجراحين وممرضين لكنهم غير ملتزمين للدوام الرسمي وللمستشفى العام لان لكل منهم عيادته الخاصة ومختبرة الخاص ودوامه الخاص اذهب إلى مستشفى واستطلع ستجد لكل طبيب جدول مناوبة في زمن لا يتعدى من العاشرة إلى الثانية عشر ومعظمهم مرتبطين بمحاضرات الجامعة إلى جانب العيادة الخاصة لهذا افتقد المواطن للخدمة العلاجية في المستشفى العام وحاول ان يبحث عنها في العيادات الخاصة وعلى المستطلع أن يذهب ما بعد العصر إلى حي العيادات في المنصورة سيجد زحمة لا يتصورها العقل ومعانات لا يطيقها عاقل الزحمة تؤكد ما قلته فقدان الخدمة في المستشفى العام وحتى لا نكون مجحفين هناك خدمات تقدم لكنها ليست بالمستوى المطلوب كالفحوصات اذا كان الطبيب نفسه ينصحك بالفحص في مختبر هو يختاره لك ويشكك في فحوصات المستشفى العام وطبعا هذه تكاليفها لا تطاق هذا دون أن نتحدث عن المستشفيات الخاصة الكبرى التي حدث ولا حرج ما يصلها ألا من كان ثريا او مدعوما او متنفذا او مسئولا مع العلم ان الأطباء في هذه المستشفيات والعيادات هم أنفسهم موظفي المستشفيات العامة بل ظروف وإمكانيات وتجهيزات المستشفيات العامة أفضل بكثير . نحن لا نمانع ان يساهم رجال الأعمال والمستثمرين بالطب لكن ما نمانع أن يتحول الطب من مهنة إنسانيه نبيلة إلى تجاره وربح وحتى وان فرضت ذلك الضرورة يجب ان تكون وفق شروط وقانون ينظم العمل ويلزم القائمين بتوفير المبنى المناسب والبيئة المناسبة والربح المناسب لكن ان تترك العملية دون رقابة ومحاسبة وتدقيق يصبح الجشع والإهمال ولامبالاة بأرواح الناس وحياتهم وأموالهم وأصبح الموطن ضحية من ضحايا لوبي الجشع خاصة أذا كان الطبيب ممن يأخذ نسبته من الفحوصات والأدوية ويعد لك قائمة من الفحوصات الضرورية والغير ضرورية والأدوية كذلك وهم قلة طبعا لكنهم يؤثرون . لو دخلت عيادة من عيادات الحي بالمنصورة وتلاحظ الزحمة وعدم التهوية المناسبة وتعدد التخصصات في الموقع الواحد للأمراض القابلة للعدوى يصدمك الوضع أذا ذهبت لعلاج مرض تخرج بعدة أمراض هي عبارة عن شقق للسكن أو دكاكين ليست عيادات . كما أن الطبيب في جميع أنحاء العالم ملزم لوظيفته أولا ثم لعيادته وبعض الدول تمنع فتح عيادات لأطباء المستشفيات العامة ومنها دول الخليج . لا يمكن تحسين الخدمات الصحية دون الاهتمام بالمستشفيات العامة وتحسين معيشة الأطباء والمختبرين والممرضين ليستغنوا عن العيادات الخاصة ليركزوا اهتماماتهم بالمستشفى العام والمرضى دون ذلك سيبقى الحال على ما هو علية والضحية المواطن البسيط الغير قادر على توفير تكاليف العلاج . كل هذه الممارسات لا تشمل الجميع بل هناك من هم قدوة وضميرهم حي يرزق لكن اختلط الحابل بالنابل وصار المواطن يصرخ ويعم الجميع لكن لكل ما قدمت يداه أثرة في نفوس الناس ويشار لهم بالبنان وأعمالهم مسكونة في قلوبهم . أما العلاج بالخارج فحدث لا حرج وله مقال خاص أنشاء الله .