معا للحب والسلام الاجتماعي

2014/04/25 الساعة 01:44 صباحاً

الخوف والرعب من المجهول هي مشاعر رافقت الإنسان في كل مراحل تطوره بل كانت الحافز الأساسي لمخترعاته ليوفر لنفسه الاستقرار والطمأنينة وكلما اكتشف الإنسان هذا المجهول يطمئن أكثر ومعرفة المخاطر وأسبابها وتداعياتها هو مصدر الاستقرار والأمان والطمأنينة لان المجهول صار معلوم ومعروف فيتجنبه ويحذر منه بل يخطط لحياة خالية من تلك المخاطر التي تهدده وجعلت حياته خوفا ورعب اليوم تطورت البشرية وتمكنت من حماية نفسها من كثير من المخاطر وأهمها محاربة الجريمة الذي تكفل بها جهاز الشرطة المتسلح بالإمكانيات والقدرات والمهارات والتقنيات الممكنة لذلك لكن هذا التطور يرافقه تطور سبل وأدوات المجرمين والجريمة وهذه هي الحياة والصراع بين الخير والشر . وما أسوى الشعور بالخوف في الحياة العامة بفقدان الأمن والأمان ينتشر الرعب والهلع وعدم الاستقرار يعكس نفسه على الأداء والإنتاج والعلاقات الاجتماعية والسياسية وإدارة شئون الوطن والمواطن يؤدي لفقدان العدل والحرية النفسية والفكرية والكرامة والعزة كذلك يضعف الإبداع والابتكار والتفكير الجاد والهادئ للبحث عن حلول للمشكلات وقضايا العامة . كل هذه النتائج سببها الخوف من المجهول وهي ظاهرة بدأت تسود وتستفحل في وطني اليمن هذه الحقيقة المرة التي نعيشها في اليمن حرب شعوا ضد الأمن والاستقرار التي تشنها قوى هي ليست مجهولة الهوية بل هي عدو متخفي متستر ينقض عليك في غفلة دون مقدمات يجعلك تعيش حياة كلها رعب وهلع تتلفت يمينا ويسارا وخاف وأمام في انتظار للقدرالمحتوم . هذه الحياة التعيسة التي نعيشها اليوم ونحن نستمع ونشاهد ونتابع العمليات الإرهابية لحصد الأرواح البريئة في الشارع العام أو البيت أو العمل سيارة مفخخة أو سيكل أي موتور أو عبوة ناسفة في حقيبة أو كيس قمامة أو ملصقة على سيارة أجرة أو خاصة حياة كلها انتظار للقضاء والقدر أي تخرج من البيت وأنت لا تعلم هل ستعود أم لا تعود سالما ويعيش هذه الحياة المليئة بالرعب رجالات الأمن العام والسياسي والقوات المسلحة المعنية بأمن الوطن والمواطن . هذا العدو المتخفي المسمى بالقاعدة والذي من دون شك يتحمل كل جرائم الاغتيالات والتفجيرات التي حدثت على ارض الوطن رغم ان بعضنا يشكك في أن يكون هذا المتهم وحيدا دون شريك او مستفيد او مستغل للوضع ويحرك أدواته وعلى ظهرك يا قاعدة التي بصماتها معروفة ومدروسة فهي تنفذ عملية جماعية للهجوم على المؤسسات والنقاط العسكرية والشخصيات السياسية وتحصل على والدعم ألاستخباراتي واللوجستي من الداخل باختراق لقوات الأمن والجيش ومؤسسات الدولة وبصورة أوضح ان هناك من يقدم المساعدة من داخل هذه المؤسسات وهم المستفيدون من أعمالها والمعيقون لبناء الدولة . لكن الاغتيالات لرجالات الأمن السياسي والعام والقوات المسلحة والسياسيين هذه حولها علامة استفهام لان بعضهم لا يعرفون عملهم اقرب الناس لهم من جيران وأقارب أي أن التصفيات محتملة لهدف محوا ماضي ودفن قضايا ومعلومات تدين طرف أو جناح سياسي كان له ضلع في جرائم الماضي وغلق ملفاتها للأبد لان القاعد بصماتها معروفة ولا اعتقد أنها تحصل على الحماية المجتمعية الكافية لتمكنها التغلغل والعيش في الوسط الاجتماعي وممارسة أعمالها بهذه الحرية لتمارس حرب العصابات بل هي تعيش في جماعات متخفية في معسكرات في الخلاء او الجبال وخاصة بعد عملية العرضي سيئة المشاهد والمناظر التي شكلت غضب جماهيري واسع على القاعدة وقللت من مناصريها . اليوم نشاهد تعافي ملحوظ لأجهزة الأمن وخاصة بعد تعيين الوزير الترب الذي انعش عمل هذه الأجهزة ميدانيا وفعلها وانتشرت على كامل الأرض اليمنية ما عدا الأرض التي يسيطر عليها الحوثي التي نعتبرها خارج سلطة الدولة ولا علم لنا ما يدور في رحابها وماذا تنتج وهي يمكن ان تشكل أيضا خطرا محتمل . المهم لا يمكن ان تحدث على الأرض نهضة وتطور في ضل غياب الاستقرار والطمأنينة وبسط سلطة الدولة على كامل الأرض اليمنية وتجريد المليشيات المسلحة من أسلحتها والقضاء وتصفية المعسكرات لجماعات العنف والإرهاب ودور الثقافة السلبية والفكر المتطرف التي تعمل خارج سلطة الدولة المنتشرة في الأرض اليمنية التي تنتج للأسف جيل جديد من المتطرفين وإرهابي المستقبل والكل يعرفها حتى السياسيين وفيها للأسف أجانب يتلقون العلم في بلد معظمه أميين وأبنائه يفتقدونه ويبحثون عن العلم والمعرفة في دول أخرى . علينا محاربة الإرهاب هي مهمة مجتمعية فيها المجتمع شريك أساسي وهام إلى جانب الأجهزة المتخصصة في الأمن والقوات المسلحة ولنطلق تأسيس جمعية للحب والسلام الاجتماعي ونشر حملة توعية مجتمعية تبدءا من المدرسة ثم المسجد ثم المرفق والبيت والأسرة لمحاربة الإرهاب وانتزاعه كفكر وثقافة من نفوس وعقول الشباب وحامليه بفتح المجال للمراكز الثقافية والمنتديات ودور المسرح والفنون والسينما ونشر الوعي من مخاطر وأضرار التعصب والتزمت وتقيد العقل وعاقته فكريا وثقافيا وتنشيط الحركة الثقافية والرياضية بالبلد .