كشف الحراك عن ازدواجية مجردة من كل معانٍ للانسانية او حتى تأنيب الضمير عندما تعاملت قياداته في الداخل والخارج مع ساقيي الناشطة زهرة صالح وسائق الباص العدني معاد سفيان اللذان أصيبا في حادثة رمي قنبلة داخل باصه في التواهي الشهر الماضي .. قامت قيامة الحراك على إصابة زهرة صالح وتجاهلوا ان هناك ضحية اخر فقد ساقه وباصه أيضاً ، أي ان معاد خسر ساقه وباصه الذي يعيل من أسرة بكاملها .. في الوقت الذي كانت الاتصالات تنهال على زهرة التي تجيد التعامل مع عقلية المتصلين من قياديين وناشطين ومتبرعين يطمئنوها بنقلها الى الخارج للعلاج مهما كلف ذلك من ثمن لان الحراك لن يستمر اذا أصيبت زهرة بمكروه كما يعتقدون .. كان معاد وحيدا في مستشفى الصداقة لانه لا يملك من يتبرع له حتى قيمة بتر ساقه في مستشفى خاص .. الفرق في الازدواجية المريضة عند قيادات وناشطي الحراك والتمييز بين جنوبيين ان معاد عدني من عرب ?? ورجل يطلب الله على أسرته وأولاده كسائق باص يدفع قيمته بالتقسيط فقد ساقه وفقد باصه ومصدر رزقه الوحيد .. في الوقت الذي كان يتسابق المنافقون على صفحات المواقع الاخبارية والصحف الجنوبية لإبراز تصريحات مقربين من الرئيس هادي بانه وجه بنقل زهرة الى الخارج للعلاج وعلى نفقة الدولة ، ونسى المقربون من الرئيس هادي ان هناك مواطنا اخر يدعى معاد ليس من ابين التي تنتمي اليها زهرة ، ولكنه أصيب معها في نفس الحادث أي ان الكارثة حلت على الاثنين ، بل ان معاد كارثته مضاعفة لفقدانه باصه الذي يطعم من عمله عليه أسرته وأطفاله .
زهرة صالح الان في الخارج للعلاج مشمولة محمولة وبين راحتي أيادي الدولة والمتبرعين .. في الوقت الذي يرقد معاد وحيدا وبسائق واحدة في مستشفى أطباء بلا حدود .. شعور ينم على تمييز اقل ما يمكن وصفه بالعنصري .. كيف يقبل الحراك ان يميز بين جنوبيين أصيبا معا بنفس الحادث .. وكيف تقبل الناشطة زهرة صالح التي تخيف قيادات الحراك بسلاطة لسانها ان تسافر للعلاج وتترك من كانت إصابته اكبر من إصابتها بل ومضاعفة بفقدان معاد لساقه وباصه ، وهي تعلم تماماً انه كان معها وأصيب معها وفقد مستقبله ؟ .. هذه هي عقلية الدولة التي بترت قضية علاج معاد عن منحة علاج زهرة للمزايدة على الحراك نفسه .. هذه هي عقلية قيادات الحراك التي تطالب باستعادة دولة بعقلية عنصرية ومناطقية ونفاق مقزز في تجاهل مواطن جنوبي ليس من اصحاب الأصوات العالية او سليط اللسان ليبتز فيه من هرعوا الى زهرة وتركوا معاد وكأن امر هذا الجنوبي لا يعنيهم .. كيف ستتولون دولة وانتم بهذه العقلية التمييزية .. اين المساواة بين الجنوبيين في الحراك قبل وليس بعد استعادة الدولة ؟
الجنوبيون ضحايا التهييج والتمييز .. ضحايا الفكر الاقصائي والمناطقي حتى في التعامل مع أسر الشهداء وأسر الجرحى .. ولعل قضية معاد سفيان أبرزت هذا الى السطح وجعلت الرجل طريح الفراش وفاقد لمصدر الرزق دون يحس بمعاناته هذه أحد لا سلطة ولا حراكيين .. بجد اشعر بتقزز كلما ارى مصير ومستقبل الجنوب من خلال التعامل مع ساقيي زهرة وكارثة معاد سفيان الذي اصبح معاقا وفقد باصه ومصدر رزقه .. فهل من جنوبي او شمالي او مسيحي او يهودي ليخرج وينتشل معاد سفيان من الوضع المؤلم الذي يمر فيه بعد غسل الجميع سلطة وحراك يدهم عنه .. هل هناك من يسمع ؟