الحكم على 683من أشد الإرهابيين من المنتسبين لحركة الأخوان المسلمين بالإعدام وبهذا الحكم يسطر قضاء مصر ((الشامخ)) بزعمهم أقذر صفحات تاريخه والذي لم يراع فيه أدنى مهنية أو مراعاة لشرف القضاء .
حقا فمن انتسب لحركة الأخوان يستحق الإعدام الم يحكموا البلاد لأكثر من ستين عاما وشهد حكمهم ذبحا لكرامة المواطن المصري فمن تعذيب في السجون إلى الاحتقار والترهيب للمواطن إلى القتل والإخفاء القسري .. الم يقم الإخوان بنهب ثروات مصر وتجويع الشعب المصري ؟!
حقا أيها الأخوان لقد أثبتم للعالم أنكم قتلة وإرهابيين !
فمنذ نشأة حركتكم على يد مؤسسها الشهيد حسن البنا رحمة الله عليه وجرائمكم لا تعد ولا تحصى الم تشاركوا وبفاعلية في إعالة الأسر المحتاجة ...الم تسبقوا الآخرين في تقديم الخدمات العلمية للطلاب وكان معلميكم القدوة لكل من التقى بهم أو تتلمذ على أيديهم ؟
الم يشتهر عن الأطباء المنضوين تحت لواء الحركة تقديم الخدمات الطبية المجانية لمن يحتاجها بغض النظر عن توجهه بل حتى عن دينه؟؟
الم يقدم الدعاة منكم النموذج الوسطي في المنهج الإسلامي بدون غلوّ أو تفريط ؟
ما هذه القائمة السوداء أيتها الجماعة الإرهابية؟!
حقا إن ما يحدث في مصر لهو مدعاة للسخرية والمقت كيف لشعب عانى من ظلم مبارك ومن سبقه من الهالكين أن يأتي بيده بمن يحكمه بالحديد والنار ؟؟
كيف لشعب مصر الذي راهنّا على ثقافته و عقله المستنير أن يرضى بإسقاط رئيس منتخب من الشعب وخلال عام واحد من حكمه شعر الناس بالحرية والراحة ؟؟
كيف استطاعت شرذمة من الساقطين وبائعات الهوى أن يلعبوا بمستقبل شعب مصر العظيم؟؟
كيف لوزير دفاع يحول مصر العروبة إلى جماعة من الحمقى يصفقون لأحكام قراقوش؟؟ وهاهو يفتح فمه ليلتهم مصر بمن فيها وبما فيها!
إن استغربنا أو شعرنا بالقرف فليس من ثقافة الانقلابيين الدموية فهذه ديانتهم فالقتل والترهيب دينهم وشعارهم ومدرستهم التي تخرجوا منها
لكن من يشعرنا بالاشمئزاز أولئك الحمقى الذين عاشوا في قبضة أشبه بما يحدث في مصر الآن من سيطرة شخص واحد وجهة واحدة وإذاقة الناس ألوان العذاب وصنوف الهوان وبعد ذلك يأتي منهم من يخرج حاملا صور الطواغيت وينادي باسمهم وكأننا شعوبا لا حياة لنا بدون الذل وتسليط السيوف على رقابنا...
تاريخ الإخوان في كل البلاد العربية بدون استثناء وإن شابه بعض الأخطاء السياسية بحكم قلة التجربة يبقى هو الأنصع فلم يسجل التاريخ أنهم قتلوا نفسا أو سعوا لفساد ومع ذلك لم يشهد العالم هجوما يمتلئ شراسة وقذارة كما يحدث بحق الأخوان فكل كارثة وكل مصيبة تحدث لبلد يردونها للإخوان مع أن الحقائق على الأرض تبرئهم لكن الحمقى والجهلة يتبعون شياطين السياسة والإعلام الكاذب من يزيفون الحقائق ويقلبون المنكر معروفا والمعروف منكرا.
أنا لا أدافع عن ( س ) من الناس لكني أتكلم وبمنطق ومصداقية هل حقا سجل التاريخ حالات إرهاب للإخوان غير ما تشاهدونه في الأفلام والمسلسلات المصرية من الكذب والخداع من أعوان إبليس في الأرض .
ما يؤسف له أن يكون من يدّعون الثقافة والعلم هم أيضا ممن تنطلي عليهم الأكاذيب . ليس معنى أنك لا تحب الأخوان المسلمين كونهم حركة دينية أن تنكر فضلهم في المساعدة الغير مشروطة للناس.
ليس معنى أن تختلف مع الأخوان في المنهج أن تجري وتلهث وراء طواغيت أهلكت الحرث والنسل و جعلت الشعوب العربية تتراجع لما قبل التاريخ.
ليس معنى أن مصلحتك الشخصية مع الجهة الأخرى أن تجعل من نفسك بوقا يزين للظالمين ظلمهم و يرمي الأخوان بكل اتهام .
الأخوان ليسوا ملائكة فهم بشر لكنهم يمشون تنظيميا بحسب قوانين وقواعد تلزمهم أن يكونوا خير قدوة لغيرهم أحسن في ذلك من أحسن و قصّر من قصّر .
أعود لما بدأت به لأختم به ..كيف لقضاء شريف أن يحكم على متظاهرين سلميين وقادة حركة كانوا أنوار في سماء المصريين وفي جلسة واحدة بالإعدام لأكثر من 683 مابين مرشد وقائد ومهندس ودكتور وعالم وداعية ؟؟
أي عقل نظيف يتحمل مثل هذه الحماقة والقذارة كيف يبرأ من قتلوا المتظاهرين أيام ثورة يناير أمام مرأى من العالم ؟
كيف يخرج مبارك وهو من هو في ملفه الإجرامي في حق المصريين والفلسطينيين وثلاثون عاما وأكثر من القتل والتعذيب في سجونه بيد وزير داخليته العدلي وأسلافه ؟؟
كيف لمن يدعي الحرية و الفهم أن يقبل بمثل هذه الوضاعة ويعتبرها حقا لازما؟؟
ولكني أبشركم يا من ترفعون قبعاتكم للظالمين غدا سيدور الدور عليكم وغدا لناظره قريب مالم اقرينا الحق حقا والباطل باطلا..
أما من ظلم فلا نجد له إلا قول رب العالمين
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
خاتمة شعرية :
لك الله يا دعـــوة الخالــديــن
لقـد أوشك البغي أن يهمــدا
نشــرنـا دمانـا الزكيــة نـورا
يضـئ الظــلام ويجلو الهـدى
ففــي كــل قطر لنا شهـــداء
تعيث الحـراب بهم والمـدى
ومــن كـان أكــرم منا عطــاءاً
ومن كــان أبيض منا يـــــدا
نـريد الســــــلام و لكـــــننـــا
نـكــافح من ضــلَّ أو أفـسدا
ونُجلي عن الشعب كيد الطغاة
ونــدفـع عنـه شرور العــــدا