حدثني أستاذي عن ميزان ربط الميزان بدرس كنت صغير السنِّ متوسط العقلِ
يحدثني بلهفة ... ربط الميزان بعدل ربط العدل بقاضي ينطق همسة ..ينطق كلمة ينطق حرفا..يفشي سرا .. اخبرنا عن عمامة خضراء وكوفية بيضاء فاللون الأخضر يغطي المساحة السوداء ينشر خيرا ينشر فائدة يعطي الناس حقوقا يقذف بالمجرم بحرا كانت أول حصة ..جاء اليوم التالي واخبرني انه سيكمل الدرس الباقي وعن أسئلة متداولة بالسر وبالاخفائي ... عذرا يا مدرسي عفوا ... لماذا الدرس يدوم طويلا .., عفوا يا طالب فدرسي مهم ومؤثر يروي عن طائفة يقضون على المنكر .. عفوا يا أستاذي أعطني درسا آخر .. عفوا يا طالب لن اخرج عن المقرر ..تأثرت من مدرسي وهمست في نفسي لماذا الدرس كبر .. لماذا هناك دروس لم تتغير .. نتداول موضوعا وكأنه لاشيء بعده يذكر واسترجعت ذهني واقلب عيني والتفت يساري يميني..الدرس يوم تلو يوم وهو مكرر حقيقة انه مهما ومؤثر سأدونه في الدفتر يحكي عن عمامة خضراء وكوفية بيضاء .. صرت أفكر ثم أفكر .. جاء الأستاذ اليوم التالي يحكي عن درس آخر صرخت بأعلى صوتي اكمل الدرس الباقي عن المقرر عن عدل يسود وعن مجرم يقود .. قال يا ولدي هم قضاة هم وطن لاشيء بعدهم يذكر .. هم محبة النفع والخير لجميع الخلق ..هم خلفاء الله في الارض .. هم من يحمون العرض ,, هم من يؤدون الغرض ..يدعون الحق ..ينصرون المظلوم..يأوون الضعفاء ..هم يا ولدي يخدمون الوطن اثناء موت الوطن ..يا ولدي صفاتهم أن حب الذات لم يسيطر .. أن الأنانية مرض مدمر .. يا أستاذي هل هذا كل الدرس .. يا طالب لم اذكر غير سطر من دفتر ..هم ميزان تأتي اليهم فقيرا غنيا .. لا يتأثرون بالمظهر ..رفعت صوتي وقلت كفاية .. يا أستاذي هل هذا حقيقة أم رواية .. غضب المدرس وقال اصمت أوعى وكأنك لا تعيش بين الأوساط المجتمعية ..
بدأت اكبر وأتنفس الكتب والواقع والمحضر .. بدأت اكبر ثم اكبر حتى وصلت السابع عشر .. خرجت الى كوخ صغير كان به رجل هرم أشبه بالهيكل .. يخيمه الأسى مترهلا .. متقوقعا في الظلام يغني اغنية المصباح المنير وهو في الضوء الحالك .. يروي عن قصة مات روادها واختفت بالمظهر .. اخبرني عن عدل مات وعن وضاح وعن خنفر ..اصمت ياشيبة واستريح ..قال يا ولدي يكفي الميزان ذاب بيد الجلاد ليحيا الديناصور الاكبر ..التفتُ بطرف عيني وقلت اصمت يا شيبة لا تتكلم واحذر فالعدل يزين البلاد بالمظهر ..فالمجرم في السجن يقبع ..والعدل يجوب مسرع..سأروي لك عن أستاذي وعن درس كان مقرر رويت طويلا عن عمر عن ابي بكر عن العلماء عن القضاء ...ردي إليا يا ولدي عدلك مهجور يُهجر ذبحوا الميزان وشنقوا العدالة ودفنوها بالمقبر ... رفعت صوتي وقلت هل هم الرجال المدونون في الدفتر .. يا ولدي الحقوق تباع على المتجر فضريبتي أني مترهل لا قوت يشبعني ولا ولد يأويني ولا ميزان ينصفني ولا جلاد يرحمني استسلمت لميزان مرتفع عن الحق بمقياس المنكر ..يا ولدي صبرا صبرا فطاقتي بدأت تتعثر لا احتمل رواياتك .. فانا عشت على ارض الواقع لم اعش في المهجر .. يا شيبة سأعيد لك ما دونته على الدفتر ... يا ولدي تُعلمني .. فانا رجل هرم ..شرب العمر..تلاحقه السنين ويلاحقها ..منذو سنوات مطرقة تحكم .. وأبو المطرقة يقبع خلف ستار المخرج يغصب المسرح أن يقدم نموذج الهراء عن الأرض والعدل والمفلح المسرح مات خوفا ..يا شيبة هل لي من عزاء على المسرح ..يا ولدي انت لا تعرف ما المسرح ..المسرح وطني ووطني يقبع خلف المطرقة ..يناديني كئيبا ..كان هناك منذو سنوات رجل وسندان ومطرقة ..اختفى كل هذا فلم ارى الا الملامح .
الى الان لا ادري من اصدق هل استاذ تعلم ليروي لي ما تعلمه ام شيخ شرب العمر وتلاحقه السنين؟