يخوض رجال قواتنا المسلحة والامن معارك عنيفة ضد معاقل واوكار القاعدة في محافظتي شبوة وابين .. وتطهيرها من شرهم. وإرهابهم .
كان ندى الإغاثة لأهالي تلك المناطق من خطر القاعدة منذ فترة. فاستغاث لها الجيش. وهب متهيئا للندى. مدركاً خطر تلك الجماعات.. ومتمسكا بزمام القيادة والنصر المبين. عازما في الوقت نفسه على تصفية وقطع سبل تعزيزهم وامتدادهم الى مناطق أخرى اكثر خطرا على امن واستقرار البلاد في ضل الاوضاع الملتهبة التي نعيشها .
بدأ الجيش بمختلف مكوناته وأركانه بروح التفائل والحماس والتأهب لقرع طبول الحرب وشن الهجوم بدلا من الدفاع باتجاه مرمى الخصم وحرق شباكه وإضعاف مقاتليه .
كان الشعب متفائل بما يقوم به الجيش ومساند جنباً الى جبن . وفي فرحة غامرة من اجتياح رجال القوات المسلحة والامن معاقل القاعدة وإعاقة حركة سيرهم.. حيث مرت تلك الفترة التي لا تقل عن بضعة اسابيع في حالة من الايجابية والانتصار لدى المواطن. وكان الجيش يخوذ معارك ناجحة وكان يبشرنا ولا يزال بنوع من حسم الأمر. وتحديد الموقف من تواجد القاعدة وما يبتعها من جماعات متطرفة لإثبات هوية الدولة وبسط الجيش وبقوة في تلك المناطق .
فالحملة العسكرية المنفردة والمغلقة التي تعد الاول من نوعها .كان نقطة إيجابية لإبراز عضلات الدولة. وترسيم النظام والقانون نحو افق نظامية ومتوازنة مع الوضع الذي نعيشه اليوم في ظل صراع وتشبط وتشاحن يحدث على جدران الوطن .
وبينما والجيش يسطر اروع صفحات التاريخ . ويخط بحبر من دماء الشهداء على جدران الوطن اروع الانتصارات. المتماثلة. إذ بأحداث عصفت على العاصمة صنعاء .
حيث حدثت هجمات متتالية . كانت احدها من نصيب دار الرئاسة. يليها اشتباكات في مراكز حكومية اخرى بين رجال الامن وجماعات ارهابية. نجمت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى غالبيتهم في صفوح رجال الجيش والامن والمدنين .
لا احد بمقدرته تصور تلك الاحداث المتسرعة والمتبادلة. لكن ما نحزم عليه. وخصوصاً في الوقت الحالي هو ان هناك شخصيات معينة في الجيش مدعومة ببعض الجنود والأفراد تعمل لصالح تلك الجماعات الارهابية. وتقوم باصال المعلومات الكافية وتساعدهم في أي هجوم على أي مجمع حكومي او شارع عام او منطقة بعينها . وأيضا وما هو وارد وبشكل ملفت للانتباه وما نؤمن به وهو الاختراق الساخب والواضح والذي ظهر كلياً على السطح. وأيضاً الانفلات الامني المتواجد وعدم ابراز كيان الدولة على الواقع الملموس .
لا يزال المشهد اليمني يروي لنا حكاية من نوع اخر. ذات طابع فريد من نوعه. في فقد السيطرة بزمام التحكم. وعدم ملامسات الواقع ومتطلباته من قبل القادة. بعد انهاء مؤتمر الحوار الوطني وعدم تحقيق النتائج وإظهارها على الشارع اليمني. كي يسهل على المواطن تقبل الوضع. مع التلامس الذي يعيشه مع الوضع الساخن .
ان الوضع اليمني اليوم ينتقل من السيء الى الاسواء.. وهي حصد ما تم نباته خلال ثلاث عقود. وتبذر محاصيل اخرى لا تزال في بداية النمو دام وان العملية السياسية لا تزال تحت سيطرة اركان وقادة معظمهم من كانوا ضمن النظام السابق. وهو الذي يقوم بتبلور الوضع بإخفاقاته السياسية بإشراكه العملية الانتقالية. وتصاعد براكين الصراع والتشاحن لإدخال البلاد في أزمة وصراع طويلة المدى ليس إلا .
نقطة أخيرة :
لا يمكن للجيش التقدم باجتياح معاقل وأوكار القاعدة والكبس عليهم والضغط على زرهم نحو الرحيل والسيطرة على المناطق التي يتواجد فيها القاعدة.. في ظل وجود وتيرة عنف تتصاعد سخوناً على المشهد السياسي في مراكز القوى. وأيضاً الاختراق العميق المتواجد في صفوف اجهزة الامن . الذي من خلاله استطاعت بعض القوى النفوذ الى نقاط معينة كانت تسعى إليها منذ فترة طويلة.. لتنفيذ خطتها ومشاريعها لإعاقة حركة سير التقدم والنهوض .وإفشال المرحلة الانتقالية ولربما نجحت في ذلك. وهذا ما يفسره لنا الشارع اليوم. نتيجة لتلك الاحداث الملتهبة التي يتلقاها اليمن والشعب منذُ ثورة الشباب وحتى الآن