هناك اخطاء وهناك استغلال للمناصب، وهناك فساد كبير، وهناك الكثير الذي ممكن أن نتحدث عنه، ونبرر فشل الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكن اللحظة الحرجة تؤجل كل تلك المعاناة، لنضطر لقول كلمة في وقت لا تسمح معطيات الواقع أن يكون لها قبولا عند غالبيتنا.
الرجل الذي قبل ان يشرف على أخطر مرحلة يمر بها اليمن وهو يعرف ان الجميع سيرمون عليه كل الفشل، ليس شخصا سطحيا تؤثر عليه سياسة التوازنات وكلام الجرائد والقيل والقال.
صحيح أن شباب الثورة هم الأكثر تحمسا للتغيير السريع والعاجل، إلا أننا ندرك أن في الطرف الثاني من لا زال يربك الانتقال السياسي ويحاول إفشاله، وهو موجود في عمق الدولة.
وبين هذين الطرفين جماعات عنف مسلحة لا تريد أن ترى للدولة أثر ، فحضور الدولة يضعف من سيناريوهات التوسع والسيطرة لها، وهي معادلة تعرفها جماعات الغزوات.
لا أحد يعتقد أن الحروب هي الحل لاجتثاث هذه العصابات، ولكن الدولة عليها واجب إيقافهم عند الحد الذي تعتقد أن تعديه يشكل خطر الانهيار، لأننا نطمح أيضا أن يكونوا جزء من المستقبل، فالقطيعة مع طرف مهما كانت أخطائه الآن، ستتحول إلى مشكلة وجحيم على رؤوس أجيالنا في دولة المستقبل.
وفي خضم التداعيات السياسية والإقتصادية والأمنية المرافقة للانتقال السياسي والتحول الديمقراطي، يبقى الرئيس هادي مركزا على الهدف الرئيسي الذي يطمح اليمنيون لتحقيقه خلال هذه المرحلة، وهو بناء الدولة، التي فشلت الأنظمة الاستبدادية والاستعمارية والعائلية في بنائها من قبل، رغم فرص متعددة للتحول مرت بها اليمن .
نحن إذا أمام رئيس يعمل أكثر مما يتكلم، فهل سنسانده في أن نرى حلم ثورتنا واقعا أمام أعيننا؟