لم يمر على مدينة تعز يوماً اشد وأسوأ مما شهدته يوم محرقة ساحة الحرية والذي كانت في 29 من مايو 2011 والذي اقحم بها المخلوع. كعادته حرمات الثوار. وانتهك حقوقهم. وأطلق على اجسادهم نار الحقد والظلم والغيظ
ذلك الهجوم الذي تولى زمامه النظام السابق ، والذي لم تشهده تعز طوال فترة الانتفاضة الثورية والذي سكب فيه حقده وغيظه. ورطب جفافه الشاحب بدماء الاحرار .
نعم لا زال اليمانيون يتذكرون ذلك اليوم الأليم. تلك الليلة الحزينة والمؤلمة. والتي ارادوا بإحراق ساحة الحرية إستئصال شرارة الثورة . وغليان الثوار. في صمودهم. وتمسكهم. براية التقدم والكفاح والصمود .
هجم البلاطجة ورجال الامن الموالين للنظام السابق بأوامر من القائد الأسود على بزوخ شمس الحرية. ليطفئ شمعة الحياة المضيئة بتاريخ جديد ليمن يعم الجميع. اقدموا على ارتكاب ابشع مجزرة.. اقتحموا حرمات مكان ينير فيه صباح جديد. وكانت نتيجة ذلك الهجوم البشع عشرات القتلى والجرحى . وصيحات الأحرار تتعالى. وآهات الجرحى يتردد صداها . وخيم الثوار تحتضن ذلك الهجوم. لتدفن في أرض معركة. كانت تسعى الى قطع سبيل الانتفاضة. وحبل المطالب. لكن لم يستطيعوا على منع ذلك الحدث الجيل. بل ان مسيرة الثورة. وقافلة التغيير. ضلت تتلمس مواصلة مشوارها الثوري الفعلي. دون قيود او سلاسل ضلامية .
تمر علينا الذكرى الثالثة لمحرقة تعز . وتحيي علينا سلام الأرواح الطاهرة التي ضحت لأجل اعتناق الحرية والكرامة .
الم ينغرس في كاهلنا. لبشاعة إجرام ارتكبت . ونيران حقد اشتعلت على جدران الساحة. وقزمت ارواح الثوار. الذين كانوا يناضلون ليوم يستبشرون فيه عهد جديد في ضل نزع حكم أزلي .
سوف تخلد محرقة ساحة الحرية بتعز على جدران الزمن. وتسطر اروع البطولات والتضحيات التي قدمها شباب الثورة الأحرار.
انها فاجعة مرة. هزت مشاعر ووجدان الجميع. وتعالت اصوات الجرحى وآهات الانين. وتراقصت على مسرح المنقذين. بفرحهم وسرورهم الإجرامي البشع بما اقامه من نقش قمعي بريشة سواد القادة على جدار الحرية برصاصهم ونيرانهم الحاقدة الداكنة على شباب التغيير المناهضة للنظام السابق !
بقلم/ راكان عبدالباسط الجُــبيحي
كاتب صحفي- يمني
[email protected]