العالم اليوم فيه ناشطين يدافعون عن حياة الكائنات الحية كالحيوانات وغيرها من بطش الإنسان وحرمانها من بيئتها الطبيعية بالسطو على مساحات واسعة من الأراضي الخضراء الغابات وردم البحار وتلويث الهواء والماء . ونحن في اليمن لم نستطيع الدفاع عن حرية الحياة للإنسان من أخيه الإنسان الجشع وأنت تتجول في شوارع المدن اليمنية كلها دون استثناء تلاحظ الكتل الخراسانية التي تعيق المارة وتغلق بعض الشوارع بحجة احتياطات أمنية لكبار الشخصيات بعض الساكنين لا يستطيع إدخال سيارته إلى أمام منزلة يتركها مسافة بعيدة لن أخوض بمعانات هولا فالأمر واضح لكن يمكن وصف ذلك تقيد للحرية الشخصية والحياة العامة للمواطن الخوف الذي يعتريهم يتطلب منهم حتى لا يقيدون حرية الناس و العامة ان يسكنون في أماكن بعيدة عن البشر ليحصنوا أنفسهم كيفما شاءوا دون مضايقات للآخرين والمؤسسات الأمنية يجب ان تكون خارج المدن وفي مجمع امني خاص في الضواحي حتى لا تعيق حياة الناس . نحن في عدن قبل الوحدة لم نجد هذه المضايقات بل كان بعض الوزراء يسكنون في شقق سكنية مع المواطنين ما يميزهم حارس تحت العمارة لا يمنع أحدا من الصعود بل الشهيد الرئيس سالمين رحمة الله عليه كان يسكن في عمارة في التواهي لازالت شقة الأسرة إلى يومنا هذا لم يكن موجود هذا البذخ والزهو والشطح في القصور وإغلاق الشوارع ومضايقة الناس في حياتهم وأملاكهم من اجل فرد لو بحث بدقة ستجده لا يستحق كل هذه الهيلمان للأسف أن يصير من يفترض ان يكون خادما للمواطن منفذ للحقوق معيق لحياة الناس . عدن تأثرت كثيرا بهذه الظاهرة حرم الناس من السواحل والمتنزهات لأنها استقطعت لمتنفذين وشركات استثمارية مثل العروسة وخرطوم الفيل والدبلوماسي والنادي اليمني وكثير من السواحل التي حجزت ومنع الفقراء والطبقات الوسطى من ارتيادها لعدم تمكنهم من تحمل تكاليف الدخول المرتفعة و دمر ساحل الغدير ودمرت الغرف الخاصة بالعائلات التي كانوا يستخدمونها في رحلاتهم إلى هذا الساحل وما تبقى من سواحل لم تعد تكفي زحمة مرتاديها في زخم الحر الشديد ونرجو ان تبقى متاحة لهذه الشريحة وما أزعجنا في عدن هو إغلاق ساحل أبو الوادي وحرموا الأهالي من أبناء عدن طوال أكثر من عشرين سنة من زيارة ساحل أبو الوادي الذي يعد معلما ترفيهيا مهما في مدينتهم وأرتبط الكثير منهم بذكريات جميلة عنه، وسبح في مياهه، وداعب رماله في صباه، وخيم فيه بشبابه، وشاهد الاحتفالات الشعبية السنوية التي كانت تقام كل عام بجوار ضريح ريحان الظافري حيث كان ملتقى جميع أبناء كريتر في هذا موسم بزيارة أبو الوادي التي كانت تتخللها احتفالات وسهرات وعزائم للزائرين وتنصب الخيم لمدة أسبوع كامل على أضواء الفوانيس على طول الساحل في منظر بديع يتذكره الجيل القديم إلى يومنا هذا وحرم منه الجيل الجديد وكذلك مسبح حقات الذي شيد عام 1954م ويضم مسبح للكبار ومسبح خاص للصغار الذي كان يعتبر من المعالم الهامة لعدن كمسبح تاريخي يستقبل الرياضيين في السباحة ومرتاديه لتعليمهم أصول السباحة وتقام فيه سنويا مهرجانات واحتفالات شعبية وشبابية ومسابقات ثقافية وكرنفالية كل هذا أغلقه علي صالح عندما استولى على قمة معاشيق وقام بترحيل كل الساكنين على قمة هذا الجبل ليجعلها متنزه له وحده ويحرم أهالي عدن من حقات وملحقاتها من سينما بلقيس وأبو الوادي والمسبح بينما كان قبلة يسكن المناضل الشهيد عبد الفتاح اسماعيل دون ان يضايق الساكنين على قمة هذا الجبل وكان الساحل مفتوح لمرتاديه . فقدت عدن كثيرا من معالمها وسواحلها وفقد أهاليها من ذكرياتهم العتيقة والغالية على قلوبهم زارني صديق كان في الغربة وكانت أمنيته قبل ان يموت يجدد ذكرياته الغالية في عدن لم يستطع حينها مشاهدة حقات ولا السينما ولا أبو الوادي وقضاء نحبه ولم تحقق أمنيته لعنجهية الحاكم المستبد حينها وكانت دعواته عليهم من قلبه المجروح بفقدان حقه في الحياة بحرية ويسر والتمتع بمشاهدة الطبيعة الخلابة للأرض الذي يعزها وهي مسقط رأسه أي ظلم اكبر من هذا . كما ان الشباب الذي يشعر بالظلم من استحواذ هذه الفئة الضالة على ما خلقة الله من طبيعة ملك لجميع البشر جعله فاقد للحرية وغير مطلع على طبيعة الأرض الذي يعيش فيها كأنه غريب عنها وهي قريبة جدا منه إلى هذا اليوم وأغلبية الشباب لا يعلم ماذا يوجد في جبل معاشيق وخلفه من طبيعة خلابة الذي يتمتع بها من لا يعرف قيمتها الجمالية والتاريخية للمدينة العريقة عدن الله لا سامح من كان السبب ومن صفق وهلل لهذا الطاغية الذي تفرعن على أبناء هذه المدينة المسالمة . مطلوب اليوم فتح هذه المنطقة العسكرية المحصنة لتصبح منطقة سياحية يتمتع بها أبناء عدن وزوارها وكفى ظلما وحرمان وهنا يأتي دور المجالس المحلية في المديريات والمحافظة وأبناء عدن كافة إصرارهم ومطالبتهم بذلك لا يتنازلون عن حقهم في حرية ارتياد وزيارة معالم عدن والتمتع بطبعتها الخلابة و افتتاح شاطئ أبو الوادي الذي سينشط حركة السياحة الداخلية والنشاط التجاري في عدن وسيتيح فرص عمل للكثير من الشباب العاطل بالمحافظة، كما أن افتتاحه سيشكل علامة فارقة على تطبيع الحياة بهذه المدينة العريقة.