رمضان وإصلاح النفوس وحاجة الفقراء

2014/06/11 الساعة 11:07 مساءً

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والحب والتسامح وتعزيز التراحُم بين المسلمين هذا الشهر الذي يحمل معه الخيرات والنفحات الربانية.. وهذه النفحات المباركة لابد أن يستغلها المسلم ولا يفرط في لحظة منها.. ولن يحدث ذلك إلا بأن يزكي الإنسان نفسه ويطهر قلبه من أمراضها حتى يدخل هذا الشهر طاهر النفس نقياً من نجس الصراعات والتأمر على بعض من خبائث السياسة وقذارة البحث عن السلطة والجاه ما أحوجنا في اليمن لتطهير النفوس التي تعفنت و روائحها فاحت في كل أرجاء اليمن الواسع للأسف الجشع عنوان بارز في حياتنا والتأمر سلوك يمارس في علاقتنا ببعض تغلبت المصالح الخاصة وأنانية الذات على المصالح العامة والأمل هو المتاح أمام الجميع والفرصة مواتيه في شهر رمضان نتقرب فيه جميعا وبالذات القوى السياسية والنخب السلطوية لتراجع وتحاسب نفسها وتعدل من سلوكها وتتقي الله بهذا الوطن ومن عليه من البشر أناس كرمهم الله بحريتهم وأناس لهم طموحات وأمال وأحلام يرغبون ان يعيشونها واقع إلى متى وهي تبقى أحلاما ورديه ولكنها أوهاما صعبة المنال هل ممكن ان يتوصل الجميع في هذا الشهر الكريم الى قناعة مفادها ان الوطن مقدس والمساس بأمنه وسيادته واستقراره جريمة عظمى و الوطن الحضن الدافئ للجميع دون استثناء ولا يحق لأحد أن يلغي الأخر ويستثنيه ويحرمه من ممارسة حقه في العيش بكرامة وعزة وشرف هل ممكن ان يتوصل الفاسدون إلى قناعة بان الفساد حرام وانه أفه اجتماعية خطيرة تدمر العلاقات والاقتصاد والسياسة وإنهم بجشعهم يحرمون الشريحة الأكبر في المجتمع من حقوقهم ويعكرون حياتهم وأنهم كالسرطان الخبيث الذي ينخر جسد الوطن ليدمره ويحوله إلى أطلال العيش فيها كالجحيم للبسطاء والفقراء وان عاش هو في نعيم لكنه نعيم زائف محاسب علية في الدنيا والآخرة هل ممكن ان يكون رمضان القادم نعمة وبركة من نعم وبركات الله سبحانه وتعالى ثم توبتكم واستقامتكم لتعود على الوطن والفقراء وجميع فئات الشعب المضطهدة والمظلومة في حياتها ورزقها منذ زمن نحن المسلمين في كل شهر رمضان يمر علينا نكثر بالدعاء لله بكلام حسن ونتمنى الخير والبركات لكن أعمالنا غير وسلوكنا غير هل ممكن ان يكون شهرنا هذا شهر لتغيير النفس بالإعمال وتغيير السلوك بتطهير النفس فكيف بالله لمسلم يتعبد شهر ويدعوا ربه أن يجنبه خبائث الدنيا وان يجعله من الصالحين وهو لازال يفسد في الأرض يرتشي ويتحايل ويأخذ أموال حرام وهناك من يدعوا ربه بنفس هذه الدعوة وهو يقتل وينهب ويستبيح حقوق الناس ويظلم ويضطهد يريد من الله سبحانه وتعالى ان يجنبه الشرور وهو الشر ذاته يتمخطر في الشوارع حاملا الكليشنكوف وحوله حراسات مسلحة ميز نفسه بقوة السلاح هولا هم شر البلد وشر الحياة وقبل الدعاء عليهم ان يغيرون من سلوكياتهم ويقدمون على العمل الصالح . مما لا شك فيه أنَّ الفرْحة تغمر الفُقراء، والبَهْجة تُزيِّن حياتهم؛ لقدوم شهر رمضان، فكل دقيقة تقرِّبهم منَ الشهر الكريم تزيد السعادة في قلوبهم، وتريح نفوسهم؛ لأنهم يقْتربون من رمضان، وأملهم القوي أن الأغنياء لن يتخلوا عنهم، أو يبخلوا عليهم، وأن فضل الله الواسع سوف يشملهم، وسوف ينعمون بالخير الكثير هذه الشريحة المحرومة توسعت عددا وهذا مؤشر ان هناك خلل في توزيع الثروة وان هناك طبقة وسطى ارتفعت الى مستوى الثراء الفاحش وغيرهم هبطت الى مستوى الفقر والحاجة وما يؤسف له ان الطبقة التي ارتفعت هي ممن تربعوا أموار المواطن في السلطة والحكومة الطبقة الفاسدة التي أخلت بميزان العدالة في توزيع الثروة ومن المفارقات أن صحفي يسال احد مسئولي الدولة في عدن أنت ألان تملك ثروة من أين لك هذا يقول بكل بساطة انا مواطن ومن حقي اعمل في تجارة الأراضي وهي مصدر ثروتي وهو اعتراف ضمني باستغلال منصبة للتجارة الخاصة وهي جريمة في بلد يحمي المجرمين والفاسدين من أمثالة . Oفإذا ذهبت للمواطن البسيط وهو متوفر في المقاهي لتتلمس همومهم العامة في الكهرباء و الفواتير والراتب ما يكفيش وستجده يبحث عن التخفيضات اليوم في تخفيضات هنا وهناك من السوبر ماركت الكبار في عدن التي انتشرت هذه الأيام ويتداولون أسعار البيض والألبان والرز والسكر وأنواعه والسمك و الخضار وأسعارهم مسكين لو فتحت له أمل بزيادة وعلاوة سنوية تجد الفرحة تشع في وجوههم متى وايش وكم وحق كم أشهر همومهم بسيطة كبسطتهم ومتواضع كحياتهم قنوع خالي من الجشع مهموم شهريا وهو ينتظر الراتب ويبحث عن التخفيضات وأصبح صيدا سهل لجشع التجار وإعلاناتهم التجارية يتصيدونه مع استلامه للراتب بتخفيضات مشروطة لكبار السوبر ماركة بعدن بأسعار مخفضة لبضائع منتهية الصلاحية أو تبقى لصلاحيتها شهران أو شهر صارت هذه السوبر ماركت مجال متاح للتجار للترويج ولبيع سلعهم المنتهية او القريبة من الانتهاء دون وازع ضمير من التجار أنفسهم او المعنيين في الرقابة العينية والسعرية والمواطن مسكين الفقر جعله عرضة للابتزاز بكل أشكاله الأخلاقي والاجتماعي السياسي والاقتصادي لان الحاجة هي سيدة الموقف والفقير هو في أمس الحاجة وتوفير سبل العيش وضرورات استمرار الحياة فتجده يبحث عنها وينقب ليصل أليها وهناء تأتي فرصة ابتزازه واستغلال فقره وعوزه سياسيا من قبل أحزاب البغي والشر والعبث واجتماعيا من قبل المجرمين والعصابات والإرهاب واقتصاديا من قبل التجار وجشعهم مسكين هذا المواطن أحيانا يقول لو كان الفقر كائن حي لقتلته لأنه عارف ويدرك أن الفقر مصيبته الكبرى وهو مصدر ذلة وهوانه وشقاه . قد يقول قائل أن هذا تنافس بين الشركات يخدم المواطن وقد يكون ذلك صحيح لكن يوجد تجاوزات وقد تلمسها البعض صديق اشترى كرتون دجاج وعندما ذاب الثلج اكتشف أن هناك بعض الدجاج التالف وهكذا بالنسبة للعصير فلنحسن النوايا ونقول ان بعض المنتجات تشوبها الشكوك لكن هل هناك رقابة حقيقية لهذه السوبر ماركت الكبيرة بعدن البلد الحار الذي تتلف فيه كثير من البضائع ما لم تخزن بشكل جيد او حتى لدى المخازن لتجار الجملة هل فعلا أن هناك متابعة دورية للرقابة الغذائية وأهمها الألبان والاجبان والشوكلاتة وغيرها ورمضان على الأبواب وفيه يزداد استغلال حاجة الفقراء في ما هو رخيص ليشبع رمقهم وأسرهم بعد صوم يوما كاملا ما نريد هو حماية من جشع وطمع الشركات الكبيرة وحماية للمستهلكين لهذه المواد ومتابعة شهرية للبضائع ومدة صلاحيتها وتكوينها ومصدرها وتخزينها من قبل الجهات المعنية وذات العلاقة لان حياة الناس أمانه في أعناقكم لان ما هو شائع ان اليمن يستقبل مخلفات الدول الأكثر رقابة وتشديد للمواد الغذائية والدوائية فتتحول لليمن الأكثر تسهيلا وفسادا ونحن الضحايا .