عندما يفتقد الفرد او الجماعة للإمكانيات العقلية والمنطق لمواجهة الفكر يلجئ للتعويض عن عجزة باستخدام البندقية باعتبارها القوة التي يمكن شرائها بالمال والتسلح بها بسهولة ويسر متناسين ان نتائجها هي هدر دماء بشرية وهتك كرامة نفوس إنسانية وتولد أحقاد وضغائن قابلة للانفجار في أي لحظة متاحة أمامها و التسلح بالبندقية دائما تحقق نصرا مؤقت وزائف ينقلب على أصحابة بهزيمة وخزي وعار في لحظة زمن .
هل تستوعب قوى العنف ومليشيات الحروب والقتل والرعب في الوطن ذلك وتعتبر من حروبنا السابقة كحرب يناير 86م وحرب صيف 1994م التي تؤكد مقولتنا السابقة أم لازالت ثقافة العنف مسيطرة على عقول ونفوس القوى التقليدية المتخلفة التي لم تستطيع مواكبة تطورات العصر فكريا فتريد الانتقال للمستقبل وهي متسلحة بالقوة العسكرية لتفرض نفسها على الآخرين بقوة البندقية كسلاح .
هذا ما أكده الأخ المناضل رئيس الجمهورية عبد ربة منصور هادي في أكثر من لقاء وشدد عليه في خطابة الأخير في عبارات واضحة ومفهومه لكن فهم القوى التقليدية المتخلفة صعب واستيعابهم ضعيف وتجدهم يكررون ماسي الوطن ومعانات المواطن وكلما خرجنا من نفق مظلم يتعمدون زجنا في نفق أكثر ظلمة وكان النور عدوهم لا يطيقونه ومستعدين أن يحرقوا الجميع من اجل إطفاء حقد دفين في نفوسهم على الخير والنور الذي سيضيء الساحة لتتضح كل الحقائق وتنكشف كل المؤامرات وتسير القافلة في مسارها الواضح والمكشوف للجميع دون استثناء بعيدا عن الغموض والضبابية والبقع السوداء والرمادية .
أكد ويؤكد التاريخ الإنساني أن العنف المسلح والبندقية هي مصدر ماسي الأمم وقد تخلىت عنها كثيرا من الشعوب في صراعاتها ألداخليه وهي الأمم المتطورة وتعتبر مصدر أساسي في تخلف الأمم المتخلفة والمدمرة والمنهارة .
وذلك ما يؤكد أن الانتقال للمستقبل المنشود وبناء الدولة المدنية الاتحادية يتطلب التخلي عن العنف والتسلح بالبندقية كقوة ضاغطة أي تجريد المليشيات المسلحة من أسلحتها وعليها أن تتسلح بالفكر والرؤى الثقافية والسياسية لتنافس على أسس فكرية ومنطق عقلاني ومشروع وطني سياسي مقبول لدى الجماهير .
من يصر على امتلاك السلاح العسكري أنما يعبر عن رفضه تجاوز الماضي وصراعاته وأحقاده ولم يقتنع بعد بالتغيير والانتقال لمستقبل أفضل وبناء دولة النظام والقانون والعدالة .
المشكلة هي في الموروث الثقافي المشوه خلال فترة الإمامة ومقاومة هذا التشوه لثوار سبتمبر وأكتوبر ثم انتصر عليهم الجهل في غفلة زمن وعزز هذه التشوهات إلى أن قامت ثورة الشباب الشعبية واليوم يقاوم ثوارها بقيادة الرئيس هذه التشوهات التي تحولت لطول مداها لثقافة وسلوك وعلينا المقاومة والتآزر والاصطفاف معا لانتزاع هذه الثقافة والسلوك لنستبدلها بالثقافة المدنية ليكون السلاح ملكا للدولة المسلحة بجيش وطني يحمي الوطن والمواطن من أي انتهاكات والمساس بالسيادة والكرامة والعزة ليرسي العدل والإخاء والمساواة والحرية بكل أنواعها وهناء يمكن الحديث عن دولة مدنية دولة النظام والقانون والعدالة .
احمد ناصر حميدان