الكارثة التي سممت العقول

2014/07/20 الساعة 04:44 صباحاً

أن ما يعانيه الوطن في المرحلة الراهنة هو نتاج السياسة الخرقاء التي سببت كارثة ثقافية وفكرية ابتلي بها الوطن نتاج هذه السياسة التي مارسها الرئيس السابق وأتباعه وهي سياسة نشر وتغذية الأحقاد والضغائن والاستفادة منها معتقدا انه يفرق ليسلم ويسوي الطريق لمشروعه العائلي لا يعلم أن الأحقاد تهدد السلم الاجتماعي وبالتالي تبرز المشاريع الصغيرة لتتنافس على الساحة ويتحول الوطن لساحة صراع للمصالح الأنانية ويتكالب شياطين السياسة على أي مشروع وطني يلبي طموحات وأمال الجماهير اليمنية .
المتابع اليوم للجدل في الوسط الاجتماعي يستنتج مقدار الكارثة التي سممت فيها أفكار وثقافة الشرائح الاجتماعية ومدى تغلغل الأحقاد والضغائن في الوسط الاجتماعي وهي جريمة في مستوى الخيانة العظمى لأنها سياسة تخريب للعقول والنفوس تؤسس لصراع سلبي وتناحر اجتماعي يقضي على الروح الوطنية ويهدف لخلق بؤر طائفية مذهبية تمزق الوطن و وحدته وما يؤسف له أن هذه السياسة لازالت تمارس علناً وتبث سمومها ويتقبلها البعض بل يمارسها سلوكا وثقافة وهو يعلم مدى تأثيراتها السلبية على السلم الاجتماعي وحدة الصف الوطني وضرب المشاريع الوطنية المطروحة لتتيح المجال للمشاريع الصغيرة الذاتية والطائفية والمذهبية وإعادة الوطن لما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين .
المفترض أن الحوار الوطني الوسيلة المثلى لنزع فتيل تلك الفتن وتصفية بؤر الصراعات السلبية فكريا وثقافيا وتسوية أوضاع الخلافات لخلق نظام سياسي عادل ينصف المظلوم ويدين الظالم ويؤسس لساحة عادلة لتنافس السياسي والفكري وينهي صراعات العنف وثقافة الرعب والتخويف لكن هناك من لازال لدية مشروعه لأناني الذاتي المصر على أن يفرضه على الآخرين ممارسا نفس سياسته القديمة التي مزقت الوطن وسممت العقول والأفكار وخلقت بؤر اليوم الطائفية والمذهبية .
المشهد واضح وضوح النهار لا يحتاج لعقول استثنائية لتحليله بل استوعبه المتابع لجلسات الحوار ويستوعبه المتابع لما يدور من جدل لأحداث اليوم يجد أن القوى التقليدية وعلى رأسها الرئيس السابق ومن تحالف معهم لضرب المشاريع الوطنية بالأمس اليوم يتصارعون لنفس الهدف وعلى كل وطني غيور وحب لهذا الوطن المعطاة أن يساءل ذاته من يعيق تنفيذ قانون العدالة الانتقالية لتحقيق عدالة اجتماعية ؟ من يعبق التعايش وبناء الدولة ؟ من يغذي العنف في شمال الشمال وحاول تغذية ثقافة الكراهية والعنف في الجنوب بالأمس وفشل ؟ من يرفض التغيير المنشود ويتمسك بالقديم كحق ملكه لذاته .
بالأمس تكالبوا على القوى الوطنية التي تسعى لبناء الدولة بأركانها الأساسية من عدالة ومساواة وحرية واليوم يحرضون ويكتلون لقمع الأصوات الوطنية والشريفة والساعية لإرساء قوانين العدالة الانتقالية واستعادة الأموال المنهوبة كالمناضل الدكتور المخلافي وزير الشئون القانونية بالبحث عن الأحقاد وتغذيتها وإشعال نار الفتن وهي محاولاتهم الأخيرة التي تكشف نواياهم الخبيثة وتفقدهم اتزانهم وكثيرا من أنصارهم وهي مشيئة الله في خلقة .
الوطن يمر في مرحلة مفصلية هامه فيها أن نكون أو لا نكون وهو بحاجة للوعي الاجتماعي بوصفة حالة عقلية من اليقظة يدرك فيها الإنسان نفسه وعلاقاته بما حوله من زمان ومكان وأشخاص كما يستجيب للمؤثرات استجابة صحيحة أي هو محصلة تفاعل الأشخاص في إطار واقع اجتماعي معين وانصهار مدركاتهم وتصوراتهم وأحاسيسهم الذاتية أو الموضوعية ، في صيغة حقائق معرفية وقناعات إيمانية وتصورات ومسلمات ، وميول ومشاعر واتجاهات وأنماط سلوك جماعية تعكس معطيات ذلك الواقع الاجتماعي الكائن ، بما يشتمل عليه من أبعاد ومتغيرات نسقيه بشرية سكانية ، وبيئية واقتصادية ومهنية ومعيشية وحضارية وتاريخية وثقافية ، وتنظيم علاقاته التأثيرية التبادلية بهذا الواقع
أذا ما استوعبت الجماهير مصالحها واكتسبت وعيا اجتماعيا موضوعيا لواقع اليوم وان اليمن في مرحلة مفصلية وهامه من التحول والانتقال لتجاوز الماضي المر والسيئ إلى الواقع المأمول فان كل القوى التي نراها معيقة وغير جديرة باستيعاب وقبول المتغيرات ستتساقط كأوراق الخريف أمام أرادة الجماهير التي ستكون الأقوى .