:ملاحظات عن قصة شعب لقناة السعيدة

2014/07/21 الساعة 04:22 صباحاً

أن سرد أحداث تاريخية هي مسئولية وطنية وأدبية هامه في حياة الأمم تتطلب تحري دقة المعلومة وترابط الأحداث وتناغمها لتوصيل الرسالة الصادقة وإنصاف الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في خلق الحدث بعيدا عن التحامل وتأثيرات التوجه السياسي للراوي ليصنع تاريخ مزور يخدم توجهه ويضر بخصومه السياسيين المشاركين في الأحداث لهذا يستحسن في سرد أحداث التاريخ أن تؤخذ رؤى مختلفة لنفس الحدث ومن السن صناع الحدث لتتكون صورة واضحة وصادقة لدى المستمع أو القارئ ومعرفة الحقائق تجنب لصناعة تاريخ يخدم المنتصر والسلطة القائمة ويضر بالأطراف الأخرى والتاريخ من أهميته يجب أن تؤكد رواياته دلائل وبراهين يجمع عليها أكثر من شخص ممن كانوا في معمعان الحدث أو ما رؤيا على لسانهم لأكثر من جليس .
نحن في اليمن تاريخنا يصاغ لخدمة المنتصر بل يشوه وتم العبث بأحداثه وشخصياته وإقصاء كثيرا من الشخصيات الرئيسية الصانعة للأحداث وابتكار روايات وأحداث مصطنعة لتاريخ نضالي مصطنع للحاكم وزبانيته .
ان ما يقوم به الأخ محمد العامري في حواره مع الدكتور باصرة في قناة السعيدة في برنامج قصة شعب مجهود يشكر عليه وبادرة طيبة لسرد أحداث التاريخ المعاصر والقريب جدا للشباب جيل المستقبل ليستنبطوا منه الدروس والعبر ويدونوا سيرة أسلافهم السياسية والثقافية والاجتماعية ومن له تاريخ يعتز به لابد ان يكون له مستقبل أفضل .
والدكتور باصرة باحث أكاديمي مرموق لا خلاف على ذلك لكنه ليس من صناع تلك الأحداث وان عاش بعضها وهنا المسئولية كبيرة جدا علية وأي تقصير او تغيير في سيرة الأحداث وخاصة انه يصبغها بوجهة نظرة ويحللها برؤاه السياسية وأحيانا يميل للهوية الطائفية وهذه أمور متوقعة عندما تسرد الأحداث من طرف واحد وعلى لسان أشخاص استمع أليهم أي معلومات منقولة عن الآخرين ولا لوم علية بل كان الاستحسان ان تؤخذ رؤى لكل الأطياف الفكرية والسياسية حول محور الاحداث وكلا يدلوا بدلوه هنا ستصل الفكرة وستستنبط الحقائق خاصة وان كثير من شخصيات تلك الأحداث لازالت على قيد الحياة ولم يتبقى من عمرهم الكثير بل قد نفقدهم ونحن لم ندون تاريخا صادقا ومعبرا عن حقيقة ما دار من أحداث .
رغم أن كثيرا من الباحثين و الأكاديميين والكتاب كتبوا في ذلك كثيرا لكنه من وجهة نظر واحدة ويعبر عن رؤية سياسيه واحدة .
وجدت كثيرين مستاءين وممتعضين من سرد الدكتور باصرة للأحداث وانه اخفق في بعضها وتحدث عن بعضها بمقولة الشارع التي تعتبر غير صحيحة وغير مؤكدة بل بعضها كانت عبارة عن نكت تتداول في الشارع الشعبي العام .
وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال لان التاريخ هو السيرة الذاتية لشعب وتجربة أمه وكل ما يقال هنا علينا تحري الدقة في المعلومة واستخدام المنطق في تحليلها والتحلي بالنزاهة والحيادية خاصة وانه تاريخ لازال الكثير ممن عاشوه موجودين ويستمعون ويصححون ويغضبون في سماع من يشوه تاريخهم او يحاول الإساءة لبعض شخصياته ليطمس تاريخها النضالي ويصنع للبعض تاريخ مخالف لحقيقتهم
على كل حال هي تجربة طيبة وخطوة نحوا الأمام علينا ان نستمر ونبتكر أسلوبا أفضل لسرد أحداث التاريخ لنطهره من شوائب العابثين وتشوهات الباحثين عن تاريخ لهم من العدم وزجوا بأنفسهم في أحداث كانوا بعيدين عنها أو لهم مواقف غير وطنية منها وبحكم سلطتهم طمسوا تاريخهم السيئ ليصنعوا لأنفسهم تاريخ مزور فزوروا تاريخ ألامه وسيرة شعب .
ارجوا ان تقبلوا نقدي هذا بصدر رحب وعقل متفتح وروح وطنية خالصة لنخلص لوطننا وتاريخنا وامتنا من العبث والاتهامات والدجل والأكاذيب حتى تكون لدينا وثيقة تاريخية صادقة محايدة تنصف الجميع وتدين العابثين بتاريخ ألامه ولكم تحياتي
احمد ناصر حميدان