ما بني على الباطل فهو باطل ، والأحزاب العائلية هي إحدى النماذج التي بنيت على باطل ، وشُيدت على "جُرفٍ هارِ" ، وذلك لأنها وجدت لأجل خدمة وولاء عائلة فقط، وليس لإتباعها وقواعدها لا رأيٌ ولا قرار ، سوى أن يقولوا سمعاً وطاعة ، فقد تعودا على العمل في حزبهم تحت مبدأ نفذ ولا تناقش ، ولذلك فسرعان ما تتهاوى هذه الأحزاب وتسقط لأنها ملكً وحكراً على عائلة أو شخص بعينه ، يتوارثونها بينهم أباً عن جد ، ويلقون بإتباعهم عرض الحائط حينما تحين المصلحة دون أن يمنحوهم أدنى اعتبار ..
هكذا هو حال حزبي (الإصلاح) و (المؤتمر) اللذان أصبحا في خدمة عائلية لا وطنية ولا سياسية ، فالحديث عن وراثة "حميد" لوالده طغى يومذاك على ما عدّاه من اهتمامات وقضايا تلك المرحلة على الصعيدين السياسي والإعلامي، لدرجة أن نخباً سياسية أخذت تتداول على نطاق واسع مصطلح (أزمة التوريث في حزب الإصلاح والمؤتمر ) أدنى مقومات الديمقراطية ، بل جعلوا أحزابهم كأدوات خاصة لخدمة عائلاتهم ، فـ(حميد الأحمر) منذ أن ورث حزب أبيه الأحمر الكبير "الاصلاح" وهو يبدي حرصاً كبيراً على مصالحه الشخصية ويقدمها على مصالح التنظيم لدرجة انه غير مكترث بمصالح التنظيم ومكتسباته ، وكأن حزب "الإصلاح" أصبح سجلاً عقارياً خاصاً بال "الأحمر" ، فالرجل أصبح ينفذ مخططاً شخصياً يهدف إلى بناء ولاءات شخصية في مختلف التكوينات التنظيمية بصورة تحقق رغبته في التملك والسيطرة .
وهنا من المعيب أن ترى قيادات سياسية في " الإصلاح " تنزلق إلى منزلق "العبد المأمور" لا مهام لها سوى تنفيذ كل رغبات "الشيخ" الذي لا تجد منه سوى الفتات ، وهذه حقيقة مزرية يعيشونها تحت ذلّ حكم " الشيخ " المستبد .
وما "المؤتمر" من ذلك ببعيد ، فهو حزب "عائلي " أنشأة (المخلوع) ، ليكون خاصاً بعائلته يحركه حسب رغباته ، مستقلاً بذلك المال العام الذي كان ينهب من خزينة الدولة لشراء الذمم والأعضاء ، وعند ذلك تساقط الكثيرون ممن يلهثون خلف المال ، فقد جعلهم (صالح) رقً ينفذون فقط أوامره وأوامر أولاده الصغار.
فهاهو اليوم الابن الطائش المدلل ( للمخلوع ) "أحمد" يتحكم في الحزب ويحرك كل أعضاءه حسب " شهواته ورغباته " كما يفعلهُ (حميد) مع حزبه (الإصلاح) ، فكلاهما - أي(حميد) و(أحمد) – وصمه عار على جبين الحزبين ، فلكلاهما متورط بتهريب السلاح ، ودعم الجماعات الإرهابية و...ألخ ، فكلاهما يحتفظان بتاريخ مخزي وغير مشرف في الاختلاسات ونهب الموال والسلاح ، والاستيلاء على حق الضعفاء من الجنوبيين والشماليين ايضا .
هذه هي الحقيقة الواقعية المُرّة التي لا يستطيع أحد نكرانها ، واتحدا أي عضو من أعضاء الأمانة العامة في الحزبان الهالكان (الإصلاح والمؤتمر) أن يدّعي انه يعلم كيف تصرف أموال حزبه ؟ ، أو يحدد السياسة الإعلامية لحزبه ،..ألخ.
ومن السخرية ان نسمع عن ما يسمى "الدائرة الإعلامية للإصلاح" في الوقت الذي يدير فيه "حميد" لجنة إعلامية مقرها الحصبة تقود أعلام الإصلاح بالكامل ، حسب رغباته الشخصية ، غير آبه برأي ومشورة أي من أعضاء حزبه " الإصلاح" ، فقد أدخلهم – بسبب غباءه- في صراعات داخلية وخارجية ومع دول الجوار، وقد يصل الأمر إذا استمر في ذلك إلى أن يعلن حزب "الإصلاح" منظمة "إرهابية"، مثل ما صار لجماعة " الأخوان " بسبب أخطاء مرسي الذي قاد حزبه إلى الهواية.
كما لا أنسى الشاب "الطائش" (احمد علي) الذي أخذ يحذو حذو حميد الأحمر في تصرفاته الحمقاء ، واحتكاره "للحزب" وجعله وكأنه ملكية خاصة ، متجاوزاً كل أعضاء وقواعد حزب "المؤتمر الشعبي العام" ، فـ(المؤتمر) اليوم أصبح جثة "هامدة" لا يستطيع ان يسيطر على إعلام حزبه أو على استثماراته التي هي تحت هيمنة (أحمد) ، ولذلك لا احد يجرؤ على الإعلان ولو عن السياسة الإعلامية فقط ، فلا أحد يجرؤ لأنه صار حزب يتحكم فيه ولد شاب طائش ، يقود لجنته الإعلامية من "حدة " دون ان يجعل ادني اعتبار لمناضلي حزبه ، الذي تسبب في تدميره وتوشيه وإدخاله في صراعات داخلية وخارجية ليس للحزب ولا لقيادته حولاً بها ، غير ان تقول كما سمعاً وطاعة مثلما اعتادت قوله.
ومع تلك التجاوزات والتهميش الذي يعانيه حزبي (المؤتمر) و (الإصلاح) من قبل "حميد" و "أحمد علي" أتساءل ما هو العمل الذي يقوم به كلا من (طارق الشامي) في دائرة أعلام "المؤتمر" أو (فتحي العزب) في دائرة أعلام "الإصلاح" ربما يجلسان يحلان الكلمات المتقاطعة التي تنشر في صحف حزبيهما ويقولان في نفسيهما ليت احمد وحميد يسمحان لنا على الأقل بكتابة صفحة الكلمات المتقاطعة وبالتأكيد سيعرفان مواهبنا ويقدرانها أكثر..!
فيا من شحُبت وجوهكم وأفنيتم أعماركم في خدمة حزبي (المؤتمر) و (الإصلاح) "أليسَ منكم رجلٌ رشيد" يخرج الحزبان من سيطرة عائلتان تجعلكم عبيداً لمصالحها الشخصية ، وترمي بكم في أتون خلافات محلية ودولية ودول شقيقة ، انتم في غناءً عنها ..
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقدم نصيحة للأخوة في "الإصلاح" و "المؤتمر" ان يغلقوا تلك الدوائر ويكتفوا بلجنة حميد ولجنة احمد وتذهب ميزانية الدائرتان الإعلاميتان للأعضاء الفقراء في الحزبين