ماهو برنامج الدولة ؟

2014/07/27 الساعة 04:42 مساءً

مليارات لاعمار عمران والسؤال المؤجل هل يجب على الشعب اليمني تحمل تبعات نزوات وهل عليه ان يتحمل فاتورة الغزوات في ظرف معيشي قارص تتحدث التقارير الدولية عن ملايين من اليمنيين فقدوا مصادر عيشهم وأسقطهم الفقر الى مادون خطه المعروف ؟

 

كلفة مادية لحرب يصر اصحابها على توسيع دائرة ضحاياها فالاستمرار في الحرب لا يعني غير مزيد من الالتهام لقوت الشعب التي سيجد نفسه يوما امام موازنة حكومية ببند وحيد هو اعمار المدن الواقعه في خط سير المحاربين .

 

الامر الاكثر كارثيه هو ان الكلفة لا تقتصر على الجانب المادي فالدمار المعنوي والنفسي الذي يتعرض له المجتمع يحتاج لمعجزة حتى يعاد اعماره فعلى طول الطريق التي سلكتها العناصر المؤمنة بالبنادق اكثر من ايمانهم بالإنسان الذي يحمله يتساقط من الانسان جسده المذبوح حينا وأحيانا كثيرة تتساقط منه قيم العيش المشترك والتي ليست سوى الروح مهدورة الكرامة وان بقي في صورة جسد قد يفقد صاحبة لاهتداء لمبرر بقائه .

 

في طريق جماعات العنف يهجر الانسان من جسده وأرضه ، تصبح ظاهرة الاجساد منزوعة الروح امر مألوفا وكأن حكما صدر بموت الانسان وبجوار الموتى تموت الارض التي اخليت من السكان بالتهجير القسري ، في طريقها تفرض تخلف جماعات العنف الموت على الانسان والأرض

 

تكلفة مادية هائلة وأخرى معنوية هي اكثر كلفة ومع ذلك يستمر الموت في خط سيره القاتل للحياة رغم الفجائع التي تسبب بها الى الان

 

على ان المستغرب له ان تستمر الدولة في مهمة احصائية لمخلفات برنامج الموت لليمني وكأنها غير ملتزمة تجاه الشعب بأي التزام سوى التسديد لفواتير عمليات القتل الذي يتعرض له من حضرموت وحتى صعده .

 

كان الشعب على استعداد للصبر على الوضع المادي الصعب وتحمل تكلفة برنامج تقشف يعبر بها نحو الوضع الاكثر امنا واستقرار ورفاهية على انه يدفع الان اضعاف ذلك بسبب برنامج غير معلن يحطم عناصر القوة المكتسبة منذ عقود ويعبر بنا نحو حالة من كفاف العيش وجفاف العلاقات الداخلية وتصلب شرايينها

 

على الدولة ان توقف الموت وتكرس كل طاقتها لمنع دوافعه حينها سنوفر المال والإنسان ولن نحتاج لخطط الاعمار السخيفة