الإصلاحي إنسان إنتخابي .

2014/08/06 الساعة 01:56 صباحاً

على امتداد العشرين عاما الماضية وفي كثير من مناطق اليمن ظهرت قيادات اجتماعية شابة احتلت مواقع متقدمة في المجتمع وكانت الانتخابات اهم دوافع وأسباب تشكلها وكان الاصلاحي في قلب هذه التحول .

 

في احدى ليالي رمضان من عام 1993كنت ابحث عن شخص ارسلت اليه لاستعير كتاب لمالك ابن نبي فقد عرف عنه ولعه بالمعرفة وحين وصلت فتح لي شابا اسمر باب غرفته الوحيدة وبدأ يعرفني بضيوفه الذين كانوا بمستواه العمري والدراسي إلا شخص واحد كان يتجاوزهم عمرا وحين علمت انه عاقل الحارة طرحت عليه طلبي فقد كنت ابحث عن منزل ايجار لأختي .

 

خرجت من عند الشاب وبرفقة عاقل الحارة الذي ابدى اهتمام كبير بطلبي بعد توصية الاستاذ له بحسب العاقل الذي كان يحدثني فيما نحن نعبر حارة المهمشين التي ينتمي لها القيادي الاصلاحي الشاب وهو الانتساب الذي اثار دهشتي فلم اعتد رؤية مهمش في موقع قياديا من قبل .

 

يمكن احداث التغيير في بنى المجتمع وبدون عنف هذا ما اقوله كلما تذكرت الحادثة .

 

بعد عام 1997 بدأت معاناة الاستاذ الاصلاحي باخضاعه لعملية نقل اجباري من منطقته والى محافظة بعيدة كانت المعاناة قد تحولت لظاهرة .

 

كان على السلطة ان تحمي نظامها الحاضن وحملة عرشها وقياداتها الاجتماعيين من تهديد قوة اجتماعية صاعدة تمتهن التدريس وليست بحاجة للسلاح لتنتصر فقد كانت تحسم صراعاتها بصوت الانتخاب وبما انها تحاذر الحرب فلم يكن بدا من بعثرتها .

 

من داخل القواعد المقررة كان الاصلاحي يسجل الانتصارات التي لم تقتصر على السياسة بل وتتعدى للنظام الاجتماعي الذي بدا يعبر عنه بمجموعة شابة تستمد قوتها من اصوات الناس بعد ان كانت القوة الاجتماعية شان خاص تتوارثه الاسر ولا يتدخل الشعب في تعريفها .

 

يمكن للتغيير ان يتم بدون قسر او الغاء ولو ببطء ، دون ارهاق المجتمع وتعريضه للموت وقد كانت تجربة الاصلاحي معلم الطلاب وخادم الناس تجربة تخدم هذه الفكرة .

 

تجربة اثبتت ان الاصلاحي انسان انتخابي اعتاد الذهاب لمقرات لجان الاقتراع ليس للفوز السياسي فقط بل والاهم لحسم معركة مع مركز احتكار المكانة الاجتماعية ، وكان لابد من تحريرها منها وجعلها في متناول الجميع وبالانتخابات يمكن فعل ذلك فيما قد تسقط الحرب احتكار لكنها تنصب محلة احتكار اخر .

 

هذا ما كان يحدث رغم ضعف التعريف النظري له .