هذا ما تريده اليمن الآن.. شكرا للحوثيين حين يدفع بهم الغرور للبحث عن انتصارات من قلب أزماتنا !!
تذكروا جيدا ان الميليشيات لا تبني دول سينتهي بها وبافرادها المقام في يد جماعة عنف اكثر منها، وينتهي بالجميع في السهول والوديان وعلى رؤوس الجبال مطاردين!!
حاولت ميلشيات الجنرال (عيديد) ان ترث دولة سياد بري في الصومال، فجاءت لهم ميلشيات المحاكم الاسلامية قضت عليهم، وحين اقتنع الناس بدولة بقيت بقايا الميلشيات في مكون اسمه الشباب المجاهدين، انتهى به المطاف كحركة ارهابية مطاردة!!
وحين ارادت ميلشيات احمد شاه مسعود وعبد رشيد دوستم ان ترث جمهورية نجيب الله الأفغانية، ظهرت طالبان فقضت عليهم، ومن ثم حين ذهب الجميع لتأسيس دولة انتهى المطاف بحركة طالبان حركة عنف غير مقبولة!!
في العراق حين ارادت ميلشيات المالكي الطائفية ان ترث دولة صدام، انتهى بها المقام بين فكي تنظيم الدولة الاسلامية العنيف ومالم يبادروا ببناء دولة ستسقط العراق في يد جماعات عنف اقوى واعنف وهكذا..
العجيب ان تجربة إيران الخميني تتكرر رغم فشل تحقيق جمهورية الامام في مكان آخر، حتى لبنان المتنوع فشلت تجربة حزب الله في السيطرة عليه، ومالم يخضع لمراجعات ستتقاسم لبنان جماعات مسلحة قادمة من عمق معاناة الشعب من تغييب الدولة بحجة المقاومة!!
باختصار إذا اتجه الحوثيون لاسقاط الدولة بشكل مباشر كما العراق او بشكل غير مباشر كلبنان فإن سيطرتهم معدودة بايام، وسيسلمون اليمن لجماعات عنف جديدة، تنضج كلما توسع الحوثيون في السيطرة بقوة السلاح!!
كاهداف وطنية لن تحققوا شيئا من تحركاتكم، ولكن هناك قوى اقليمية تستفيد من فنائكم للبقاء، مؤملة على محاصصة طائفية في المستقبل وهو نموذج فشل في تحقيق مصالح استراتيجية لايران واذرعها المسلحة في المنطقة بعد تجربتي العراق ولبنان!
اختصروا الوقت والجهد ومهما خلطتم الاوراق فالكل سيكون هدف للعنف .. وان نبني دولة بشراكة سياسة في الفترة الانتقالية تمهيدا لديمقراطية حقيقية يتنافس فيها الجميع وفق برامج سياسية، افضل من عنف لا يبني دولة ويسلم الجميع شعبا ودولة لعنف بلا نهاية!!