من حسنات الحوثي..!!

2014/08/23 الساعة 10:44 مساءً

كانت مناطق شمال صنعاء معمل لإنتاج ادوات الحسم العسكري في ازمنة مضت حتى تسربت الديمقراطية الى حياة اليمنيين وبدأت تتشكل قواعد اخرى لحسم الصراع على السلطة من خارج دائرة الصراع المسلح.

 

مع الديمقراطية صار للمناطق التي عاشت التهميش السياسي امكانية المشاركة في السياسة بل والمنافسة على السلطة حتى ان تعز واب صارت مخزن حسم سياسي عبر الانتخابات نظرا لكثافة السكان

 

هذه المناطق تعبر عن قلقها مع اي تهديد للديمقراطية ولمبدأ الاقتراع العام سلاحها التي اخرجها من الهامش

 

حتى المحافظات التي تولت امر الحسم الصراع السلطة في السابق بسبب السلاح الذي في ايديها كانت الديمقراطية قد روضتها وشرع الصراع يخضع لقواعد غير عنيفة وان ببطء لدرجة ان شيخ حاشد شارف على الخسارة عبر الانتخابات وبسلاح من ورق في انتخابات عام 1993م ، لقد تم ذلك بمعزل عن السلاح الذي يحاول استعادة مجده مؤخرا.

 

يحاول العنف استعادة امجادة وفي تجاهل تام لمقدار التحول في وعي اليمنيين اللذين ذاقوا طعم الحرية الجزئية ويتطلعوا لاستكمال تطبيقها.

 

من الطبيعي ان تشهد محافظات اليمن مسيرات احتجاجية تضامنا مع الديمقراطية التي جعلت من المواطن غير المسلح طرفا في العملية السياسية التي اعترفت بكرامته وجعلته موطن السيادة والقرار العام.

 

وليس بمستغرب ان ينتفض الجسد اليمني فوجوده السياسي مهدد وهذا اعظم ما فعله الحوثي الذي استفز الذات اليمنية بشكل مباشر رغم ان هذه الذات بقيت مهمشة طيلة العقود الماضية إلا ان تهديد الحوثي تهديد وجودي لها وليس مجرد تهميش يمكنها ان تخرج منه دون عنف.

 

من حسنات الحوثي انه احيا الشعور الوطني بعد ان خدرته تجربة العقود الثلاثة الماضية فالتجاهل المتعمد للذات اليمنية من قبل الحوثي والإصرار على اهانتها والتعالي عليها بالذات مع الاستخدام لكلمة السيد الذي يكثف تجربة طويلة من التمييز والإلغاء قد حفزت فينا روح اليمن بشكل غير مسبوق.