عام بعد آخر ونحن نلاحظ التدخل الإيراني السافر في الشؤون العربية يزيد ويتسع، يقابله تهاون عربي مخز لم يتعامل مع هذا الأمر بقدر من الاهتمام والمسؤولية. حيث أصبح لدولة إيران في الآونة الأخيرة أذرع عميلة مزروعة في عدد من الدول العربية تتحرك هذه الأذرع بأمر طهران وتسعي مخلصة في تنفيذ أهدافها ومخططاتها، فيما بقية الدول العربية تظل هي الأخري غير بعيدة عن التطاولات الإيرانية في شؤونها عبر طرق مختلفة إما من خلال مندوبي إيران في السفارات أو من خلال أيضا مراكزها الثقافية والتعليمية والصحية التابعة لها في هذه الدول، وذلك كما حدث في السودان مؤخرا. وأمام هذا التدخل الإيراني القبيح والفعال والمتسارع في الشأن العربي، تظل الدول العربية عاجزة تماما عن حماية أراضيها وشعوبها، ومع كل مرة تفوح فيها رائحة التدخل الإيراني النتنة من أي دولة عربية، نري أن موقف هذه الدولة يكون هينا لا يتجاوز حدود الإدانة والاستنكار. إن التدخل الإيران اليوم في الشؤون العربية بات واضحا وخطيرا، ويتطلب منا نحن العرب أخذ الحيطة والحذر وأن يتحول كل مواطن عربي إلي سور منيع تتحطم عليه أطماع ملالي طهران ويحد من تدفق وتغلغل هذا التدخل المتعددة أشكاله والذي يصب في خلق هدف واحد وهو جعل الوطن العربي تحت هيمنة الدولة الإيرانية وتسخير مكانته ومقوماته لصالحها. كما أن من الضروري أن يكون للحكومات العربية والجامعة العربية أيضا موقفا حازما أمام التدخل الإيراني في الشأن العربي حتي وأن تطلب هذا قطع العلاقات العربية معها علي كافة المستويات، وذلك قبل أن يأتي اليوم الذي نري فيه الدول العربية دويلات مصغرة تعمل مذعنة في خدمة التاج الفارسي.