الحوثيون طالبوا بحوار جنوبي شمالي لحل القضية الجنوبية واتوا بناس إلى مجلس حكمائهم لا علاقة لهم لا بالحوار ولا بالقضية الجنوبية .. للأسف سقطت المصداقية لأنصار الله في تلميحاتهم منذ البداية أن القضية الجنوبية مظالم أي حقوقية .. هذا الطرح للحوثي دليل عدم وجود رؤية حقيقية عند أنصار الله لحل القضية بما يرتضيه شعب الجنوب .. شأنهم شأن كل الأحزاب في الشمال التي فشلت أن تقنع الجنوبيين بأن البقاء في الوحدة أفضل لهم من استعادة دولة الجنوب .. بل للأسف مارسوا نفس سيناريو التضليل للرأي العام عندما جاؤوا بأثنين جنوبيين أحدهم تحدث باسم الحراك وهو لم يكن لا بالحراك ولا بالحوار ، وأيضا ذلك الذي تحدث باسم المؤسسة العسكرية يهدد بالوحدة ويذكرني بعقلية الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي أنفق أموالا لشراء موالين له من كل مؤسسات الجنوب وفشل في تضليل العالم بأنهم أكثر وحدوية من الشماليين .
الحوثيون لم يستطيعوا إقناع الجنوبيين الذين كانوا معهم قبل ان بنسحبوا من الحوار ليكونوا جزء من اجتماع مجلس الحكماء أمس ، فكيف سيقنعوا بقية الجنوبيين في القبول بحل حددوه هم بأنه حقوقي.
أنصار الله يعتقدون أن استخدام القوة هو الخيار الآخر لفرض ما يريدونه على الجنوبيين عبر تسريباتهم أو مواقع مقربة منهم أو للمخلوع صالح بأنهم سيتقدمون لإسقاط محافظات الجنوب .. إذا كانت النوايا فرض الحل السياسي بالقوة فلماذا يتحدثون عن حوار شمالي جنوبي ؟ .
أعتقد أن أنصار الله يكررون نفس تضليل نظام صالح وعنجهيته وغطرسته بفرض حلول القوة دون أن يسألوا أنفسهم لماذا فشل صالح فيها .. إذ كان على أنصار الله أن كانوا جادين بالفعل في حل سياسي يرتضيه شعب الحنوب أن يكونوا أكثر وضوحا في طرحهم المتعلق بالقضية الجنوبية وان يقولوا نحن نمد يدنا لأبناء الجنوب في اختيار الحل الذي يبتغوه عبر اية ألية يرونها مناسبة مهما كان القرار مرا على مستقبل الوحدة طالما لم يكونوا هم السبب الذي أوصل الجنوبيين إلى هذا الوضع.
إذا كان أنصار الله يتحدثون بهذه اللغة التي تلغي دور رئيس الجمهورية ويرفضون الاعتراف بالدول العشر الراعية للعملية السياسية في اليمن وأيضا بالأمم المتحدة باعتبارها أداة للصهيونية الدولية ، الحوثيون اذا هم جادين بالفعل في البحث عن حل نهائي للقضية الجنوبية عليهم أولا الإعلان رسميا بأن الوحدة انتهت وأصيبت بمقتل كما جاء في محتوى القضية الجنوبية في الحوار الذي كانوا هم جزء منه وموقعين على ذلك ، وبالتالي طالما هم اعترفوا أن الوحدة ماتت وهم في الحوار فهل سيحيوها وهم من الغوا العملية السياسية برمتها بقوة الصميل.
على السيد عبدالملك الحوثي أن يكون شجاعا مع قضية بحجم شعب الجنوب ويعلنها صراحة دون لبس أو تأويل في انه سيحترم إرادة شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره عبر استفتاء تنظمه الأمم المتحدة والدول الراعية للعملية السياسية في اليمن ، وأنه سيحترم القرار الذي سينتج عن الإستفتاء في الجنوب طالما لم يكن للحوثيين يدا في وصول الأمور في الجنوب إلى هذا الرفض الشعبي العارم للوحدة .. فكما فشلت قوة صالح في تركيع الجنوبيين ، فإن صميل الحوثي لن يجدي نفعا في تطويعهم .. فعلى السيد الحوثي الذي عانى من مظالم صالح أن لا يتحول إلى ظالم لمطالب الجنوبيين .