أصبني نوع من الحزن.. عندما سمعت خبر اغتياله .. وسقط علي كالصاعقة المباغتة .
الدكتور محمد المتوكل. لم يكن الوحيد.. ولن يكون الأخير. ممن قدموا ارواحهم تضحية ليحيا الوطن. فقد سبقه نماذج من امثاله. وهم قلة قليلة .. ليسقوا تراب الوطن من رحيق دماءهم الطاهرة.
لقد اغتالوا الفكر.. وكسروا القلم.. واحرقوا القرطاس.. واعدموا المدنية. وقتلوا القوة العقلية .
امام امثال هؤلاء. تنحني الروح. احتراما. لعظمة عقله. الراسخ. الذي يحمل كنز من المعلومات. وحساب ضخم في بنك العقل والفكر الواسع.
لغة القتل أصبحت الأقوى.. ولغة العقل أصبحت الأضعف والأردأ وهي لا تعني شيئاً أمام تجار الدم ، ومحاربو العقول !
غلبت لغة العنف، قلم الفكر .. وتطاولت أيادي الأجرام على رقاب اصحاب الحق ورواد البلد الوطنيين .
انهم يغتالوا وطن
يقتلون أمة
يغتصبون فكر ،، ومسيرة نضالية شامخة .
يطمسون حضارة ، ويبرولون جيل يسعى الى ان يكون له شأن كبير في المستقبل الغائب والاحلام المقتولة .
مثل هؤلاء وغيره ممن سبقوه. وسيأتون. وهم معروفين ومعدودين. من الهامة الفكرية الكبيرة سيتذكرهم التاريخ بحبر من الكفاح والنضال والثروة الوطنية التي تتربع في عقل بركان جسدهم وارواحهم العظيمة !
سيتمزق الكيان السياسي. وستتبلور الظاهرة السيادية لدى الدولة.. في ذلك الأمر !
فللأسف صوت الرصاص غلب صوت العقل في زمن تفتت فيه نسيج الضمير.. لقادة يحملون على رقابهم بلد يسير على خط النار. ويمضي على طريق الموت .. او الاعدام شنقاً بأيدي أبناءه !
امام مثل تلك عقول راسخة ينحني القلم. ويحترق القرطاس. ويجف الحبر. وتنكسر الرؤوس !
وداعا دكتور محمد المتوكل !
فالدولة لم تعطيك حقك الشرعي. رغم اعطاءك لها الحق الشرعي واكثر..
وداعاً فجزاء الوطنيون هو القتل والاغتيال. على أيادي تتعطش إراقة الدماء!
في وقت ووضع كهذا. أفضَّل الآخرة على البقاء في دنيا يسيل فيها لعاب الدم على حمام السلام !!
بقلم/ راكان عبدالباسط الجبيحي
كاتب صحفي- يمني