لا أظن أن اليمن بحاجة اليوم إلي وسائل إعلامية أكثر مما هي عليه يومنا هذا، بقدر ماهي بحاجة ماسة وضرورية إلي وسائل إعلام تتصف بالمهنية والموضوعية وتقدس العمل الصحفي بصفته عمل أخلاقي ووطني وإنساني يهدف في حقيقته إلي خدمة الوطن والإنسان ويأبي إلا أن يكون معبرا عن آمال وطموحات المجتمع ومترجما لمعاناة أفراده وآمالهم، ويسعي جاهدا إلي الإرتقاء بأفراد المجتمع نحو العلي وذلك من خلال تنويرهم بالعلوم والمعارف الصحيحة ومدهم بالأنباء والوقائع الصادقة وغرس فيهم قيم المحبة والولاء للدين والوطن.
يقول وزير إعلام هتلر "جوزيف غوبلز " بشأن الإعلام :" اعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي "، وهذا كلام صحيح لا شك فيه، إذ أن الإعلام وفي الوقت الذي يمكن أن يكون إحدي أدوات البناء الرئيسية للأوطان والشعوب، يمكن له أيضا أن يكون أداة هدم تنسف بالعملية التنموية والوعي الاجتماعي.
ولهذا أتي اليوم موقع "الحدث الآن " لكي يؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها الإعلام وسيلة حقيقية من وسائل البناء من أجل غد مشرق ينعم فيه كل أبناء اليمن، وليكون منبر فعال يعبر عن حال الوطن اليمني ومجتمعه المعاني.
وسيعمل موقع "الحدث الآن " بتفان علي فضح الفساد بكل أشكاله المختلفة، وسيقف ضد خطي الفاسدين والعابثين بخيرات هذا الوطن ومكتسبات شعبه العظيم.
كما أن موقع "الحدث الآن " يحرص جيدا علي أن يكون منفتحا أمام كل الأطياف السياسية والمكونات الاجتماعية دون أن يستثني أي أحد منها،وذلك إيمانا منه بمهنية رسالته وإدراكا منه أيضا بأن المستقبل يتطلب وسائل إعلام متحررة ومنفتحة تتمتع بالاستقلالية الكاملة حتي يكون بوسعها خدمة الوطن والمجتمع دون تقيد أو تماهي.
وريما تكون تسمية الموقع ب "الحدث الآن " أكبر من حالنا المتواضع في الوقت الحالي، إلا أن هذه التسمية أي "الحدث الآن " ليست أكبر من هممنا العالية وإرادتنا القوية التي تتجلي في أن نكون صادقين ومخلصين في أداء عملنا بالشكل الذي ترتضيه لنا ضمائرنا.
وسنثبت للجميع أن ذلك اليوم الذي توجهنا فيه نحو جامعة عدن لدراسة علم الصحافة الواسع، لم يكن من أجل الشهرة أو الحصول علي المال، بل إنه اليوم الذي بدأنا معه بصقل مواهبنا وتعزيز قدراتنا في سبيل خدمة يمننا الحبيب وشعبه الصابر المثابر، فليس هناك أجمل من أن يسخر الإنسان نفسه في خدمة وطنه وشعبه وهويته.