رحمك الله يا أبي

2014/12/07 الساعة 02:02 مساءً

 شغلت في الأسبوع المنصرم عن متابعة أي حدث وتوقف العقل عن التفكير وشرد الذهن عن متابعة المستجدات وتلعثمت الحروف في الشفاه وجف مداد القلم  بعد أن فجعت وأسرتنا بوفاة والدنا الغالي (احمد محمد بالفخر) الذي وافته المنية قبل ظهر يوم السبت الماضي بعد وعكة صحية لم تمهله كثيرا فانتقل إلى رحمة الله التي وسعت كل شي واسأل الله العلي القدير أن يتقبله قبولا حسنا ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، لن أتحدث عن أبي الغالي  في هذه العجالة فقد كان رحمه الله رجلا عصاميا بسيطا كافح في هذه الحياة  وعاش أكثر من نصف عمره في الاغتراب عن وطنه  ولكن حب الوطن كان يجري في عروقه رحمه الله فلا يكاد يغادره بضع سنين حتى يعود إليه بشوق عظيم ليقضي فيه ضعف أيام الغربة التي ذاق حلوها ومرّها ولله الحمد ، وكان ممن يذكرون بخير في قريتنا "المنيظره " بمدينة الهجرين (دمون امرؤ القيس الكندي) التاريخية وقد كانت له أياد بيضاء فيها وفق قدراته وإمكانياته ، وقد مات رحمه الله وهو يحلم كغيره بيوم التحرير والاستقلال الذي طال انتظاره على الجميع .

وفي هذه العجالة اشكر كل من واسانا في فقيدنا سواء بالحضور أو الاتصال أو الكتابة من خلال وسائل التواصل واخص بالذكر الأستاذ تمام باشراحيل وأسرة "الأيام " الغرّاء والسلطان غالب بن عوض القعيطي والسيد عبدالرحمن الجفري والأستاذ محسن بن فريد  والشيخ صالح بن فريد العولقي والمهندس محسن باصره والشيخ احمد بامعلم وكافة الإخوة الأكارم الذين لو استمرينا في سردهم لاحتجنا لصفحات إضافية .

ولن استرسل في الكتابة عن الوالد الغالي رحمه الله فسأكتفي بقصيدة من الشعر الشعبي الحضرمي جادت بها قريحة الأستاذ صالح بن سالم باسعيد في يوم ختم العزاء حيث قال :

الحمد لك يا الله يا المعبود يا الفرد الصمد

يا اللي خلقت الآدمي وخلقت له جنه ونار

أسألك تنجينا من دنيا المآسي والنكد

لي همها واجد وغثاها مكوّر بالبهار

لا فرّحتك يوم جاك اليوم لي بعده أشد 
مليء بالآلام والأحزان مغيّم بالكدار

ويقول بو مرعي جرى دمعي على خالي حمد

والنفس تتألم وتتصبر على كل القدار

والناس با تحزن وبا تحزن دياره بالعدد 
والعمارة محزنه يبكي بلُكها والحجار

والمنظره تحزن وقد باتت في كساها السوَد 
وكيف ما تحزن على من هو صيّرها من خير الديار
رقّى لنا القرية وميّزها على كل البلد 
ولقّى لها مقصد متميز وملفت للنظار 
ولله لقى مسجد بأمواله تصدق واستعد

بانيه لوجه الله ما قصده بسمعه وافتخار 
ولقّى لنا العقبة قرّب المسافة والبعد 
وتحتها برادة الماء للصغيّر والكبار
موت "بومحسن " خسارة ما تعوض للأبد 
على المنظره وأهله وأولاده وأصحابه وجار
دائم على نية ونيّته مطية في الشّدَد
يمهر بها ويدخل بها وسط الغبب لي في البحار

له يد في الخيرات ولا ظنيت با يشبهه حد
تلقى مشاريعه في اليمنى وانك ع اليسار
يا رب بترجّاك بالفردوس جازي الخال حمد 
مع الحبيب المصطفى صحب الصحابة الخيار 
وختمها صلّ على الهادي عدد ساجد سجد 
وعد ما سبّح وهلل في المساء أو في النهار
(صحيفة الأيام العدد 5888  الأحد 7/12/2014)