تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام في 1982م على يد مجموعة من السياسيين والاقتصاديين ورجال المال والأعمال ليضعوا أهداف وغايات الحزب ويرسموا هوية جامعة للحزب السياسي الذي حكم الجمهورية العربية اليمنية .. ومن الغرابة أن رجال المال والأعمال والسياسيين قبلوا أن يترأسهم شاويشا ليدير أمورهم وشؤونهم في الحزب وتترجم لوائحه الداخلية وتفصل على مقاس الشاويش وذرا للحرج تم تغليف صفة الشاويش بوصفة رئيس الحزب برئيس الجمهورية وتحت هذا الغلاف تم تسويق الشاويش برئيس للمثقفين والأكاديميين.. وظل حال الحزب على هذا المنوال قرابة الثلاثين سنة .. صبر المثقفين على هفوات الشاويش وتحمل المنخرطون أسلوبه في اختراق اللوائح التنظيمية واستمرار تصفيق الجهلاء الحار له ، وعلى الحان حملة المباخر الذين يشرعنون له كل تلك الحماقات ويزينونها له.
إلا أن ما شهدته المنطقة العربية في العام 2011م من ما سمي الربيع العربي جعلت من إسقاط الشاويش ومحاسبته مطلبا شعبيا عن جرم وحماقات أضاعت أجيال يمنية.. ودمرت المشروع القومي العربي بالوحدة العربية التي جعل منها الشاويش أسوا نموذجا للأمة العربية ، فرق الشعوب وجعلها تتباغض فيما بينها ، حتى كره الجنوبيين معنى الوحدة .. الوحدة التي قرنها الشاويش بالموت !!
فكانت لثورة التغيير في صنعاء ضد الشاويش أثرا في نفوس بعض المثقفين والسياسيين المنطوين تحت رئاسته في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب فقرر العديد منهم أن يعلنوا تأييد الشباب في مطالبهم وخرجوا من عباءة الشاويش وانخرطوا في أحزاب أخرى ، فيما بقي بعض المثقفين والأكاديميين في المؤتمر ليتحملوا أوزار الشاويش أمام الشعب كونهم قد أسهموا معه بشكل مباشر أو غير مباشر في تدمير الوطن.. إلا أن من بقي في المؤتمر كحزب سياسي قد رحمهم المولى بقدرته عبر المبادرة الخليجية التي منحت للشاويش حصانة من أي ملاحقات قانونية عن جرمه الذي استمر لأكثر من 33 سنة ، وبعد أن نال الشاويش الحصانة مقابل ترك تسلطه على رقاب الشعب اليمني أيقن مثقفي وأكاديميي المؤتمر أن الحزب سيكون الآخر في اتجاه نهضته مع اليمن وسيتقدم ويزدهر الحزب بعد أن تم تشويهه من شخص فقط ، وتأمل المؤتمريين خيرا في أن يعود الشاويش لصوابه ويعتزل العمل السياسي بعدما تحصل ما لم يتحصل عليه مبارك والقذافي.. إلا أن ذلك التأمل لم يكن في مكانة ، فمن جعل السلطة والثروة بيده فقط لن يكون إلا فرعونا.
فرعون يجمع المتردية , والنطيحة
فبعد انتخاب هادي رئيسا للجمهورية وعزل صالح وبموجب اللائحة الداخلية لحزب المؤتمر الشعبي العام والتي تنص على أن " رئيس المؤتمر الشعبي العام هو رئيس الدولة " صار من البديهي جدا أن تنتقل رئاسة حزب المؤتمر إلى رئيس الدولة الجديد ، ولكن هذا لم يحصل فتعنت الشاويش واستكبر ورفض أن تسليم رئاسة الحزب لهادي ، وكأننا نرى فرعون العصر يقول ما علمت لكم من رئيساً غيري ، ليجمع كل متردية ونطيحة حوله ليشرعنوا له فرعنته ، ويستثمر سحر الإعلام الذي سيطر عليه ليؤجج الشارع ضد هادي ، وتشاهد إعلام الحزب يقوم بنقل صورا لمن قطع شوارع صنعاء وهم مرددين " يا علي ارجع ارجع.. عبدربه ما ينفع "
إلى أين يريدون الرجوع ! الم يكفي إنه عاد بالشعب اليمني قرونا للخلف ؟
ألم يكفي إنه أعاد الأمة العربية لنقطة الصفر في مشروعها القومي ؟ ألم يكفي إنه عاد بالأمة الإسلامية إلى عصور الجاهلية ؟
الم يكفي حزب المؤتمر تشتتا وصناعة الأزمات الذي أبتلي بها جراء تصرفات حمقاء من رئيسه ؟
يا من تريدون الرجوع للخلف فلنعود معكم إلى آخر مؤتمر لحزبكم ونطلعكم على بيانكم الختامي الذي أصدرتموه في مايو 2009م ونقتبس منه التالي :
" أكد المؤتمرون موافقتهم على تقرير الأخ المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام وما تضمنه من تشخيص لواقع المشهد الوطني السياسي, والاقتصادي, والاجتماعي, والتنموي، مستعرضا أنشطة اللجنة الدائمة وتكويناتها, والهيئات الوزارية والنيابية والشوروية على صعيد الحياة التنظيمية, والتنفيذية بين دورتي الانعقاد, والعلاقة مع الأحزاب والتنظيمات السياسية, ومنظمات المجتمع المدني, كما تناول التقرير الرؤى والتوجهات المستقبلية لعمل ونشاط عمل المؤتمر الشعبي العام خلال المرحلة المقبلة, ورؤية وتوجهات المؤتمر للإصلاحات السياسية والانتخابية, والحوار السياسي والعمل التنظيمي"
ونسألكم لماذا لم تترجموا ما أكدتم عليه في مؤتمركم السابع والأخير وأصلحتم وحاورتم ونظمتم ؟
فحتما لن تنظروا إلا لفرعون الذي أضلكم عن الرشاد بعدما اهتدى الشعب اليمني فلما أنتم ما زلتم من الضالين ؟ ففرعون موسى وجنده أهلكهم الله وجعله عبرة ليوم الدين وأن كان علي لم يعتبر فلما أنتم لا تعتبرون ؟