أريد أنا أيضا أن أحارب الإرهاب والفساد

2015/01/04 الساعة 12:20 مساءً
بقلم : صفوان حسن سلطان المتابع لما يحدث في الساحة اليمنية لا يستطيع أن يستوعب تلك الصورة المتضمنة قيام بعض أفراد القبائل بملابسهم التقليدية والمسلحين في تفتيش المارة من المواطنين في مختلف شوارع المحافظات التي سيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين) وذلك تحت مبررات محاربة الفساد والإرهاب, حيث أن ذلك من أساسيات عمل الدولة بل هي السبب الرئيسي لإقامة الدولة, حيث تجمع كافة كتب السياسة أن ظهور الدولة منذ القدم ترافق مع حاجة المواطنين إلى حماية حقوقهم وأول تلك الحقوق هي الأمن وحماية أموالهم من الذين يقومون بالتعدي عليها, ولكن ما يحدث حالياً وأمام ناظري الدولة وساستها يثير الكثير من القلق بل وفي بعض الحالات الاشمئزاز بكل صدق, وذلك ما بدا جليا من خلال ما تقدمت به كلا من سفارة ألمانيا الاتحادية و سفارة المملكة المتحدة من شكوى لوزارة الخارجية وبشكل رسمي وذلك وفق كافة الأصول و الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها في كافة دول العالم وفي ذلك إيضاح جلي إلى أن أعضاء اللجان الشعبية التابعين لجماعة أنصار غير مؤهلين لممارسة ذلك الدور نتيجة جهلهم بالكثير من القوانين. وإذا كانت هذه الدول استطاعت أن تجد طريق لإيصال تذمرها إلى الدولة فأن المواطن البسيط التي تنتهك حقوقه بشكل يومي من هذه اللجان بالاعتداء على حريته في التنقل وحقه في عدم قيام آخرين بتفتيش سيارته أو تفتيشه شخصيا بدون أوامر قضائية واضحة فكيف يستطيع أن يوصل هذا الانتهاك للجهات التي للأسف أصبحت الجماعة تسيطر عليها. وإذا كانت الجماعة تصر على أن لها حق في محاربة الإرهاب و الفساد فهل يحق لنا كمواطنين أيضا أن ننشئ جماعة مسلحة تحت أي مسمى أخر وننصب النقاط الأمنية في الشوارع و يمكن بجوار نقاط جماعة أنصار الله وان نمارس حقنا في محاربة الفساد و الإرهاب فكلنا مواطنين يمنيين و هل يحق لنا التوجه لصعده ونصب تلك النقاط الأمنية وبالأخص بعد سماع كلام قادة جماعة أنصار الله التي تصرح أن محاربة الإرهاب و الفساد واجب على كل مواطن. هل يحق لنا أن نشكل لجان ثورية ( بحسب مصطلحات الجماعة وأنها تنطلق من ثورة 21 سبتمبر ثورة الشعب التي لا تزال مستمرة) بحكم أننا جزء من الشعب وأن نذهب للمرافق في مختلف المحافظات و أن نعيين لنا مندوبين في الوزارات والمكاتب التابعة لها في المحافظات و البنوك المركزية هناك, وان نحدد من يصرف له ومن لا يستحق وفق وجهة نظرنا. هل سيسمح لنا بذلك فنحن جميعا يمنيين و مواطنين متساويين بالحقوق والواجبات, ونريد أيضا أن نكون شركاء في القرار السياسي وأن نتدخل بكل صغيرة وكبيرة في مسائل الدولة, هل ممكن أن تكون في اليمن أكثر من مائة جماعة مسلحة تمارس هذه الحقوق يا سادة؟ وهل ستكون لدينا في ذلك الوقت دولة؟ مجرد أسئلة بريئة... -- صفوان حسن سلطان Safwan H. Sultan المدير التنفيذي - منظمة شهيد (عدن) .Executive Director for Shaheed org منظمة شهيد منظمة مدنية تهدف للمساهمة في بناء الدولة المدنية الحديثة