نعم الموت حق وواجب، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضيّة مرضيّة، لكننّا ونحن نودع خادم الحرمين الشريفين اليوم الملك الإنسان نشعر بالحزن وألم الفراق، فقد رحل عنا رجل الخير تاركاً لنا ذكرى معطرة بتراب الوطن ونخله ومساجده وحدائق الياسمين، فيها الأمل للأبناء، وحكمة الأفعال والأيام،
*حزننا كبير وعميق، حينما غادرنا جسديّاً، وكان غزيراً كالبحر في عطائه ومحبته للجميع ، فما أعظم الخير الذي خلفه لنا الملك عبدالله (رحمه الله) ، وما أعلى البناء الذي أنجزه، وما أجمل الحكمة التي غرسها في تراب وطنه ، وما أجمل الدروس البليغة التي تركها للأبناء في مواجهة الزمن،.
*الفقيد كان حريصا على التكاتف العربي والإسلامي والخليجي وحريصا على استقرار المنطقة.
*رحيل الملك عبد الله سيؤثر على المنطقة لكونه أحد صمامات الأمان لها، فقد كان رحمه الله "العقل السياسي المتحرك".
فقد كان كثيرا من رؤساء الدول يلجؤون إليه لحل بعض المشكلات التي تطرأ عليهم وكان يسهم معهم بحلها بسياسة هادئة، كان رحمه الله "رجل المهام الصعبة والكبيرة" المسرح العربي و الدولي والإقليمي سوف يفقد برحليه الكثير ....
* أن الملك عبدالله كان الشخصية المحورية التي أسهمت بدور فاعل ومؤثر في الدفع بأطر العلاقات الثنائية بين السعودية واليمن إلى آفاق من التقدم والانفتاح، إضافة إلى مواقف الملك عبد الله في دعم القضايا العربية من خلال مواقفه التاريخية المشرفة في تعزيز التكافل بين الدول العربية والإسلامية .
رحل عبدالله، ولم ترحل مآثره التي ستبقى نبراسا يضيء طريق العالم، ليحذو كل قادة الدنيا حذوه في العطاء الحقيقي الذي يبقى حتى بعد الرحيل.
في ذمة الله يا ملك الخير والحكمة يا من عشت نموذجاً حياً للحكمة والبصيرة لن ننسى حكمتك في حب الناس والخير، وعزاؤنا انك أنجبت شباباً وقادة سيحملون رايتك ورؤياك إلى الأبد.
أيها الأب العزيز سيطول حزننا عليك ولكننا سنقرأ بعد فراقك قول الله تعالى: “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” (صدق الله العظيم)