بقدر ما نجده من نعمة التواصل التي تحققت في السنوات الأخيرة من خلال الشبكة العنكبوتية وبرامج التواصل التي قربت كل بعيد وأتاحت للشخص كم هائل من الأصدقاء من كافة أرجاء المعمورة وقطعا وثّقت عرى التواصل بين الأقرباء والأرحام وجعلت الجميع في دائرة واحدة من الأحداث بكل أنواعها أولا بأول ومباشرة وفي مقدمتها معلومات الأفراح والأحزان وكل ما يمت للأسرة الواحدة بصله وسهلت للجميع عملية الاتصال المجاني بالصوت والصورة وتبادل المعلومات السياسية والصفقات التجارية والأعمال الخيرية والدعوية وغير ذلك من الأمور الايجابية الجميلة التي استفاد منها الفرد والمجتمع ،
وفي الوقت نفسه أتاحت للأشرار وضعاف النفوس تحقيق كل شرورهم الظاهرة والباطنة مستغلين علم التكنولوجيا للإيقاع بضحاياهم وتحقيق أهدافهم المريبة
بكل يسر وسهولة ،
ومن الوسائل الأكثر انتشارا في السنوات الأخيرة موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك الذي أتاح للفرد الواحد التعرف على ما يقارب 5000 صديق تتبادل معهم كل خير وشر وكل فكر زاعق وناعق وكل خبر صحيح ومغلوط وكاذب فلا يقيدك إلا الخوف من الله أن وجد في حنايا قلبك أما أن ترك للنفس الفلتان من قيودها فهي أمارة بالسؤ حتى تورد صاحبها المهالك أن لم تتداركه رحمة ربه ويعود بها إلى جادة الصواب ،
ومن سيئات الفيسبوك الأسماء الوهمية أو انتحال أسماء معروفة وليست هي والتي تتقدم إليك بطلب الصداقة ثم لا تجد نفسك إلا أن تقبلها لأسباب عدة منها حسن النية ومنها الرغبة للوصول لأكبر عدد من الأصدقاء والمتابعين والى غير ذلك ،
لكن في الوقت نفسه هناك من احترف النصب عبر التكنولوجيا فيوقع باسمك ضحايا كثير وأنت مما فعله بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، وكما حصل لقريب لي مقيم في الرياض أن اخترق حسابه في الفيسبوك احد هؤلاء اللصوص من أبناء الجمهورية اليمنية الذي سخّر معرفته وقدراته لاختراق حسابات الآخرين للإضرار والنهب فقد تواصل هذا اللص باسم صاحب الحساب مع عدد من أصدقائه المتواجدين في الفيسبوك ومنهم شخصي الضعيف ولم يخطر على بالي أن الذي يكتب لي شخص آخر غير قريبي وكان المطلوب أنه يريد خدمة مني وما هي يا أبا أيمن ؟ فقال لي صديق محتاج لمبلغ 300 ريال سعودي حالا في عدن وأنا خارج البيت الحين وغدا سأرسلها لك فحول له على الكريمي باسمي حتى يشعر أنها مني وليست من أحد آخر فكان من الطبيعي جدا أن المبلغ بسيط وسرعان ما ستفزع من اجل قريبك أو صديقك دون الخوض في التفاصيل الأخرى وفي خلال ساعة واحدة لا يقل عن ثلاثين شخصا ضحك عليهم بهذه الطريقة وقريبنا لا علم له ولا خبر وكلما أراد أن يدخل حسابه لم يستطع الدخول إليه لان هذا اللص قد غير الباسوورد حقه ولم نعلم إلا بعد أن عمل حسابا جديدا وقال أن حسابه السابق تم اختراقه وهنا عرفنا أننا وقعنا ضحية نصاب وأن أبا أيمن ليس من طلب منا التحويل ، فالشخص المستلم للحوالات ليس في عدن وإنما جعلت عدن للتمويه فالمستلم استلم كل الحوالات من الكريمي بصنعاء ومن خلال اسمه يبدو انه من الأسماء المعروفة أنها من تعز (اسمه وبطاقته قطعا معروفة عند الصراف ) ، طريقة جديدة من طرق اللصوصية القذرة فهل سيصل إليه رجال الأمن ؟
عفوا إنهم غير موجودين !!