مثلت عودة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن وإفلاته من قبضة الحوثيين، نكسة للجماعة المتمردة التي كانت تراهن وتضغط على الأطراف اليمنية المتحاورة بورقة هادي، ليعود الرئيس صلبا وقويا كما كان بعد أن تخلت عنه كل الأطراف اليمنية وتركه الجميع يصارع بين حيتان المخلوع صالح وصبيان المتهور الحوثي.
بعودة هادي وممارسته مهامه كرئيس للبلاد، أجبر الجميع دوليا وإقليميا ومحليا على الالتفاف حوله، والتأكيد على شرعيته ومناهضة إنقلاب المتمردين الحوثيين الذين دأبوا على تجاوز الجميع ونقض كافة الاتفاقات السابقة.
عودة فخامة الرئيس أفحمت كل المراهنين على المشروع الحوثي العقيم، وأسقطت أقنعة كل من تخلو عنه من القوى السياسية المحلية، وظل الجميع يتهم من يكترث بأمر الرئيس هادي الذي ظل محاصرا في منزله لأكثر من شهر بأنهم "فلول نظام هادي" إيمانا منهم بأن حقبة هادي قد انتهت، وأن صفحته قد طويت، قبل أن يتمكن الرئيس هادي من كسر قيد الحصار وتفتيت أحلام الحوثيين والمخلوع صالح.
أصاب اليمن سرطان خبيث هو نظام الرئيس اليمني المخلوع علي صالح , الذي حكم اليمن بالتصفيات الجسدية لكل من كان يعارض حكمة , حيث دشن حكمه باغتيال الحمدي , ومن ثم الغشمي في الشمال, وصولاً إلى الانقلاب على مشروع الوحدة مع الرئيس الجنوبي علي سالم البيض , بدأ من الاغتيالات لكوادر الدولة الجنوبية وصولا إلى الحرب المدمرة التي قضت تماما على مشروع الوحدة اليمنية.
مارس المخلوع طوال حكم سياسية الابتزاز لبعض دول الإقليم والولايات المتحدة الأمريكية , فكما يقول احد الجهاديين العرب أن صالح استخدمهم في الانقلاب على الوحدة اليمنية قبل أن يواصل استخدامهم لابتزاز الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية , حيث كشفت تقارير إخبارية يمنية أن (صالح) استخدم القاعدة لكي تدغدغ عليه أمريكا بالأموال والسلاح , الذي كان يستخدم ضد اليمنيين.
استخدم المخلوع جماعة الحوثي الشيعية لابتزاز دول الخليج , حيث صور انه يخوض معارك ضد هذه الجماعة الشيعية التي تريد أن تنشر المذهب الشيعي في اليمن السني , لكن عقب الإطاحة به من قبل شباب الثورة اليمنية في العام 2011م , عاد وارتمى في حضن إيران , التي رحبت به كامرأة عجوز تبحث عن عشيق لها , فوجدت ضالتها في المخلوع صالح , الذي ساعد الحوثيين بقوات نجله للإطاحة بعلي محسن الأحمر الجنرال العسكري المقرب من قطر , ومن ثم محاولة الإطاحة بالرئيس اليمني الذي أتى إلى الكرسي وفق انتخابات شعبية , لكن صالح حاول الانتقام من خصومه السياسيين بتحالفه المشبوه مع إيران , وتمكنت قوات صالح التي أصبحت بين عشية وضحاها حوثية تجتاح صنعاء وتحتلها وتنهب أسلحة الجيش ومنازل وممتلكات المعارضين لـ(صالح) , وصولا إلى الانقلاب على الرئيس هادي والحكومة اليمنية , إلى الإعلان الدستوري الذي أتى مخيبا لآمال صالح , الذي أحس قريبا أن طهران لم تعد في حاجة له , ليلعن تمرده على الحوثيين , لكن بعد أن أصبحوا قوة أكبر من قواته الخاصة الموالية له , خصوصا وان غالبية الجيش الشمالي يقاتل على مذهب ديني (شيعي) ولا أعتقد انه سيعود إلى حضن صالح مرة أخرى , كما أن مناصري هذه الفئة الدينية تواجه بغضب شعبي كبير من الغالبية الساحقة من اليمنيين.
الحوثيون وصالح سرطان أصاب اليمن كله , وقد حان اليوم لاستئصال هذه الورم الخبيث في جسد اليمن , خصوصا وان شعب اليمن قد أكتشف هذا الورم الخبيث , وأصبح استئصاله مسألة وقت فقط.
في القريب العاجل سيتمكن الشعب من استئصال هذا الورم السرطاني (المخلوحثي) , لكي ينعم الوطن بالسلام.