بقلم / رمزي العلوي
لم تكن المرحلة التي تقلد بها الرئيس عبد ربه منصور هادي سدة الحكم او كما كان يسميها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ب"الرقص على رؤوس الثعابين" لم تكن مفروشة بالورود كما يتصورها البعض بل كانت مرحلة عصيبة كانت فيها البلد على فوهة بركان لم يكن هناك اي متسع لتلافي الوقوع في كارثة عظيمة سوف تهلك الحرث والنسل وتحرق الأخضر واليابس ، أُجبر الرجل حينها على بتولي مقاليد الحكم ومحاولة الأمساك بزمام الأمور في الوقت الذي يدرك الجميع فيه بأن جميع القوى السياسية وفي مقدمتها المخلوع وحلفاؤه والإصلاح واعوانه والحوثي ومليشياته قد تحالفوا فيما بينهم وابرموا الاتفاقيات والعهود على إفشال مهمة هادي وإسقاطه بمختلف الطرق والوسائل ، إذ سخروا لذلك كل إمكانياتهم المادية والبشرية وإفراغ مؤسسات الدولة والاستمرار في بناء وتعبئة الجيش العائلي الموالي لهم وترك هادي وحيداً يواصل الإبحار لإخراج البلد الذي اوشك على الهلاك والغرق إلى بر الأمان وهي المهمة الذي اجمع جميع الساسة والمتابعين بأنها مهمة شبه مستحيلة وان لا مناص من السقوط في دوامة الاقتتال والحرب الأهلية والصراعات التي لم ولن تتوقف إلا بفعل خارق أو معجزة من السماء لتنقذ هذا البلد المثخن بالجراح والذي قبلت بعض القوى السياسية فيه إلى الارتهان للخارج ومخططاته عبر تنفيذ إجندات ومشاريع من شأنها إعادة اليمن إلى حكم الإمامة والقبول بحكم المرجعيات والطوائف الدينية .
ولن نبالغ لو قلنا بأن الرجل استطاع الإبحار بسفينة هذا البلد والتقليل من حجم وهول الكارثة بعد ان تكالبت عليه جميع القوى السياسية والقبلية في الشمال إلا من رحم الله وتمكنه من الإفلات من الموت المحقق عبر الاغتيال وغيرها من الخطط والدسائس التي وصلت حد فرض الإقامة الجبرية عليه وعلى جميع أفراد اسرته وأعوانه ومستشاريه ووزراء حكومة الكفاءات التي كانت في بداية مشوارها .
اليوم وبعد ان عجزت كل تلك القوى السياسية من الإيقاع بالرجل وإفشاله في الشمال وبعد أن أفرغت كل مافي جعبتها من حقد دفين على الرئيس هادي وكل ماهو جنوبي (الأرض والإنسان) الذي طاله ما طال القتل والتخريب والدمار وبعد ان رأت التفاف الجنوبيين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم السياسية والقبلية خلف الرئيس هادي لجأت إلى محاولة تأليب الشارع الجنوبي وإيهامه بأن الرئيس هادي يقف خلف كل ماحدث ويحدث في الجنوب من قتل ودمار وتخريب وتردي للخدمات والإنفلات الأمني واستفحال عمليات الاغتيالات وجرائم القتل والذي يدرك الجميع بأن قوى الشمال وفي مقدمتها عفاش والحوثي يقفون خلفها .
نصيحة لوجه الله كفوا ايديكم عن الرئيس هادي فقد عرف الشعب اليمني قاطبة وخصوصا شعب الجنوب مدى حقدكم الدفين على الرئيس هادي الذي استطاع كسب دعم وتأييد المجتمع الدولي والعربي معه لاستئصال شافتكم وانهاء مخططاتكم التآمرية , وينبغي عليكم الحفاظ على ارواح اتباعكم المغدور بهم فهم أحوج مايكون للعيش بأمن وأمان وسلام , كما يحلم به جميع أبناء الشعب اليمني قاطبة .
وعلى الشعب الجنوبي أن يعي الدرس جيدا ويستفيد من أخطاء وصراعات الماضي وينظر إلى مايريده المجتمع الدولي ودول التحالف العربي الذي تبذل الغالي والنفيس وتقدم خيرة رجالها في سبيل الانتصار لإرادة الشعب اليمني والالتفاف مع شرعية الرئيس هادي والذي لا مناص ولا مخرج من عنق الزجاجة إلا بمساندته والوقوف معه ضد تلك القوى الباغية التي تريد الإجهاض على ماتبقى من ابناء هذا الوطن وتحاول جاهدة الإستمرار في إغراق الجنوب في دوامة العنف والاقتتال وحمامات الدم فهل نعي الدرس جيداً ...