بقلم : فياض النعمان
اليمن المفخم بالجراح يزداد مصائبه اتساعا كل لحظه .. اليمنيون اليوم برحيل الدكتور عبدالكريم الارياني يودعون اهم أعمدة السياسية اليمنية على المستوى الداخلي والخارجي ..
قد تكون فوهات البنادق في هذه اللحظات تجمدت عن اطلاق البارود في جبهات القتال المشتعلة من ربوع اليمن بمجرد ان صدعت منابر الاعلام عن رحيل مبرمج السياسة اليمنية الدكتور عبدالكريم الارياني في أحد مستشفيات ألمانيا، بعد أن أُصيب بجلطة دماغية في سبتمبر الماضي، لتغيبه عن المشهد السياسي في الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الحزينة والجريحة .
فالمشهد السياسي بعد رحيل رجل السياسة الأول في اليمن سيأخذ منحنى جديد ومنعطف حذر تتلقفه الكثير من المخاطر في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها ساحات القتال الداخلية من اجل استعادة الدولة اليمنية من المليشيات الحوثية وعصابات المخلوع صالح .
فقيد الوطن الارياني كان يعمل منذ ان انخرط بالعمل السياسي مطلع ستينيات القرن الماضي لإخراج اليمن من المحك الصعب في كثير من الظروف التي رافقت مسيرته السياسية فكان له أدوار بارزه خلدها التاريخ اليمني في انصع صفحاته والذي سيذكره الأجيال على مدى عقود قادمة .
فالمواقف والتحولات والصراعات التي شهدتها اليمن منذ ثلاثة عقود كان الارياني متصدر المشهد السياسي عندما كان ممثل ومبعوث اليمن أمام مجلس الأمن الدولي حيث استطاع اقناع المجلس بعدم أصدرا أي قرارت قوية من شأنها أيقاف المعارك التي كانت تدور بين القوى المتصارعة في صيف 94 وأكتفى فيها بالتعبير عن قلقة بسبب المعارك الدائرة و بدعوة جميع الاطراف إلى وقف القتال .
وفي 24 ديسمبر 2013 م كان من أول الموقعين على وثيقة حل القضية الجنوبية في اطار مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي احتضنته العاصمة اليمنية صنعاء رغم معارضة قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض اعضائه الشديدة لبعض بنود الوثيقة وكان هو ممثل بارز لحزب المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني ولقي حينها انتقاداً واسعاً من قبل قيادة حزب المؤتمر و من قبل العديد من أعضائه .
وفي نهاية مارس الماضي كان ظهور الدكتور الارياني الى جوار رئيس الجمهورية في القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية دليل كافي لدعمه السياسي الذي كان يقدمه الفقيد للشرعية وللجهود الكبيرة التي قدمها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الدولة المنهوبة من قبل الانقلابيين .