د عيدروس نصر ناصر
في العام 2011م وفي ذروة الثورة الشبابية السلمية الرائعة خرج صالح، وكان ما يزال زعيما يمارس حياته في العلن ويعتبر نفسه الزعيم الشرعي للبلد، خرج ذات يوم بخطاب ناري يدين فيه ظاهرة الاختلاط بين الشباب والشابات، وخص بالذكر أمام جامعة صنعاء حينما قال أن الاختلاط أمام جامعة صنعا يمثل منكرا وعارا يجب رفضه، أو شيء من هذا القبيل.
صالج يمكن أن يفتي في الكثير من الأشياء ويبرر الكثير من الأشياء ويجتهد في الكثير من الأشياء، انطلاقا من خلفيته القائمة على المغامرة والمغالطة وفن الخداع، إلا في الأمور المتعلقة بالمعروف والمنكر، أو بالفضيلة والرذيلة (كما يقول فلاسفة الأخلاق) فهذه الأمور أبعد من أن يمتلك الرجل أي قدرة على الخوض فيها، فهو يفتضح كثيرا عندما يستدل بحديث نبوي فيأتي به على إنه آية قرانية، أو بنص قرآني يأتيه على إنه مثل شعبي وقس على ذلك.
يوم غد دعا الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أنصاره إلى مهرجانه بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاق عاصفة الحزم، وخص النساء اللواتي خصص لهن منصة ميدان السبعين في حركة ظاهرها التمييز الإيجابي للمرأة وباطنها التخفي والاندساس بين صفوف النساء حتى لا يتعرض لأي ضربة من قبل طيران التحالف، فهو يعلم أنه أصبح هدفا مطلوبا مهما كان الثمن ويعلم أن طيران التحالف لن يقصف موقعا تتجمع فيه النسوة باعتبار أي ضرر تتعرض له النساء سيلحق ضررا أخلاقيا ومعنويا بدول التحالف ويمنحه (الرئيس المخلوع) تعاطفا واسعا بين الذين انسحبوا من أنصاره أو من يقفون على الحياد.
طبعا من حق الرجل أن يقف حيث يشاء لكن ليس من حقه أن يقوم بما عاتب الناس عليه ذات يوم، فهذه الحركة إن صدقت تعيد لنا التساؤل: كيف يسمح (الزعيم) لنفسه بالاختلاط بالنسوة بينما استنكره ذات يوم عندما كان يمثل ثورة ضده؟ ونذكره إن كانت الذكرى تنفعه إن العرب قد قالت ذات يوم
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثلهُ عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ