محمد علي محسن
الجنوبيون مبدعون للغاية وفي ناحيتين ؛ في صناعة الخصوم وفي إضاعة الفرص .. حقيقة لا افهم هذا العنت والممانعة عندما يتعلق الامر بإيجاد حلفاء وشركاء وكذا في استغلال الفرص المتاحة .. تأملوا نقاشنا البليد والممل والمستفز والفظ .. فمنذ أعوام سالفة ستجدونه منصبا ومكرسا في خلق خصوم بالجملة ، وفيما نحن أحوج ما نكون فيه لنسج علاقات وصداقات جديدة تعزز من وجودنا وفاعليتنا وطنيا وإقليميا ودوليا !!
نعم أسألكم وانا واحد منكم : لماذا ينجح من هم اليوم والامس وربما غدا في مصاف خصومنا في إحالة غير ممكن الى ممكن ؟ ولماذا نحن افلحنا فقط في جعل الممكن مستحيلا ؟؟ الشمال كمجتمع ليس خصما لنا كما ومقاومته لا تحاربنا او تنتقص من مقاومتنا ؛ فكيف صارا المجتمع والمقاومة هدفا للنيل منهما وفيما هما على ﺍلأﻗﻞ يفترض أنهما شركائنا في الحرب وان اختلفنا في الأهداف ؟ ولماذا جام غضبنا لم يترك صديقا الا وناصبه البغض والعداوة ؟
اذا ما بقينا نتعامل بردة الفعل والعواطف بدلا من التفكير والمنطق والمصلحة سنبقي محلك سر ودونما نحقق هدفا او غاية .. الرئيس هادي لا مناص من التعامل مع سلطته التي لولاها لما كانت هناك عاصفة او تحالف او دعم عسكري وسياسي واغاثي ودبلوماسي ..
البيض .. العطاس .. باعوم .. مسدوس .. قادة المقاومة .. قادة الأحزاب .. كل هذه المسميات وعلى اختلاف مشاربها وأهدافها الا انها في المحصلة مسميات صديقة وحليفة لنا في المعركة التي مازالت مستمرة ولم تحسم بعد .. اعجب كيف ان الرئيس المخلوع والحوثي نسيا خلافهم في لحظات وتوحدوا على قهرنا واستباحة ما نعده وطنا لنا ؟ بالمقابل كيف اننا ذهبنا نحارب من يفترض انهم معنا وان لم يكونوا كذلك فهم على ﺍلأﻗﻞ خصوم صالح والحوثي . .
لست بحاجة لتذكيركم ، فمن كان تفكيره على هذا المنحى البائس والسقيم لا فائدة ترجى منه .. ومن كان فعله وسلوكه فالحا فقط في انتاج الخصوم وتبديد الفرص السانحة فلا امل يرجى منه ؛ فمثل هؤلاء يستحيل التعويل عليهم ..
اننا في هذه حالة كمن يزرع الريح فلا يحصد غير العاصفة .. أليس الحكمة تقول : عدو عدوي صديقي ؟
غداً ستتذكرون كلامي ، ومع بروز خصوم جدد وفرص ضائعة مماثلة .. الذين يوجهون سهام غضبهم وقذعهم وحتى بذاءتهم على كل من يختلف معهم ؛ حتما لن يضيرهم اذا ما انتقلوا الى جبهة جديدة !! واذا ما كانت القرابين دولا مثل الإمارات او السعودية او حتى المقاومة الجنوبية ذاتها !!
فهذه المسميات وعلى تبجيلها والإشادة بها في الوقت الحاضر ، بكل تأكيد سينالها ما نال سابقيها عاجلا ام آجلا ...لا يتطلب الامر هنا غير إشاعة مغرضة .. عثرة مفتعلة .. خلاف شخصي .. منشور كاذب مضلل .. ابتداع هدف مغاير .
ختاما .. أود تذكير الجميع بقولة شاعر داغستان الراحل رسول حمزاتوف " طلقة مسدس على الماضي تعني قذيفة مدفعية على المستقبل "
واقع الحال يؤكد ايضا حقيقة ان الانسان الذي لا يعرف ماضيه او ينظر اليه بإمعان وإنصاف وعبرة يستحيل عليه ان يحقق المستقبل الذي ينشده ..