ارثة بحجم إغريقي!

2016/06/29 الساعة 04:40 صباحاً

ما رأيكم في موظف مدني يُنقل من وزارة الأشغال إلى الداخلية، ويصبح مشرفاً عليها، ثم يرقى إلى عميد؟!
حيوا معي العميد إبراهيم المؤيد، الملقب “أبو حمزة”، مشرف الحوثيين على وزارة الداخلية.

ما رأيكم في مراهق يُزوَّر له رقم عسكري، ثم يرقى إلى عقيد، ثم يعين نائباً لقائد القوات الخاصة اليمنية؟!
مرحباً بالعقيد علي هادي.

طيب…
ماذا ترون في من ينام جندياً ليصحو وقد رقي إلى لواء مرة واحدة؟!
وبعيداً عن الترقيات…ما رأيكم في سرقة الحوثيين 20 مليار ريال يمني – مؤخراً – من صندوق التقاعد، وتحويلها على حسابات خاصة لعناصر من جماعتهم، باسم “المجهود الحربي”؟

أين “رجل الدولة” جلال الرويشان، الذي “تحمل المسؤولية في ظروف صعبة للخروج بالبلاد إلى بر الأمان”؟ أين رجل الأمن، والوطني المخلص، والمثقف المرهف، وصاحب النظرة الثاقبة؟

اقرؤوا…

محمد علي الحوثي يصدر قراراً بتعيين 146 من مسلحيه ضباطاً كباراً في وزارة الداخلية برتبة لواء وعميد وعقيد وغيرها من الرتب العسكرية!
تصوروا أن بعضهم لا علاقة له أصلاً بالسلك العسكري والأمني!
تصوروا أن تتم الترقية من جندي إلى أعلى رتبة، في تجاوز لكل ما دونها من الرتب العسكرية والأمنية!
وعندما يقال للحوثيين ما تقومون به “عيب”، يسيء لسمعة البلد والسلك العسكري والجهاز الإداري، يردون بأن علي عبدالله صالح كان يعمل الشيء ذاته.
“القرآنيون الجدد” يتعللون بأخطاء حليفهم لتبرير أخطائهم.

ومع ذلك، ومع أنه كانت هناك محاباة لا تنكر في الترقيات في زمن صالح، فإنه لم يحدث أن أخذ شخص من الشارع ومنح رتبة لواء، إلا في “اليمن الحوثي الجديد”!

لاحظوا في الكشف المرفق أسماء الجنود الذين تمت ترقيتهم إلى رتبة لواء وغيرها من الرتب!
آخرهم في الكشف علي هادي (رقمه 36)، الذي زوروا له رقماً عسكرياً، ثم رقوه إلى عقيد، ومنحوه منصب نائب قائد القوات الخاصة، وقد كتبت عنه قبل أيام.
لقد بلغت الجرأة بمحمد علي الحوثي أن يصدر قراراً بترقية إبراهيم المؤيد إلى رتبة عميد، رغم تصنيفه “مدني” حسب الكشف المرفق.

أليست هذه كارثة؟

ما علينا…
أشار لي مرة الفندم جلال الرويشان أنه يعرف أين تكمن مصلحة البلاد…
لا تقلقوا إذن…
البلاد في أمان…
دعونا نذهب إلى حجة هذه المرة…

بعيداً عن السلك العسكري تصوروا أن عدد الوكلاء الذين عينهم محمد علي الحوثي لمحافظة حجة قارب 15 وكيلاً، في مدة لا تتجاوز 4 أشهر، وآخرهم شخص اسمه هلال الصوفي، وهو أصلاً غير موظف، بمعنى أنه وجد نفسه فجأة وكيلاً لمحافظة دون أن يعين في أية وظيفة حكومية من قبل.
ولأن ما جرى من تعيينات في حجة فضيحة لا تحتمل، استنكرت السلطة المحلية في المحافظة هذا التعيين. حتى أن محافظ حجة الموالي للحوثيين – علي القيسي – استنكر تعيين شخص بلا أي وظيفة، في منصب وكيل أول لمحافظة حجة. وقد وجه القيسي رسالة للحوثي بهذا الخصوص.

كم هو منظر الحوثيين مضحك، وهم يمارسون اللطم كل يوم أمام المؤسسات الدولية محذرين من انهيار الاقتصاد الوطني.

مضحك ومثير للسخرية، وباعث على ألم من نوع غريب…

الحوثيون كارثة بحجم إغريقي…
وباء من نوع تلك الأوبئة التي ذكرت في الكتب المقدسة…

كانت الأمم قبل اليمنيين تـُعاقب بالجراد والقمل والضفادع والدم، أما اليمنيون فعقوبتهم – اليوم – كائنات غريبة اسمها “الحوثيون”…

“لعلهم يرجعون”