وترجل المناضل صالح ناجي حربي

2016/08/15 الساعة 02:22 مساءً
# بقلم انيس منصور الصبيحي على شكل موجات بحرية يأخذ بعضها برقاب بعض، تتدافع الأيام، وتتوالى الفصول والأعوام، وتتلاحق مواكب الأعمار والأقدار، ولا يبقى إلا وجه ذي الجلال والإكرام وتلك حكمة الله التي جعلتنا نقبل بالقضاء والقدر حيث فجع الوطن والشعب اليمني وابناء الصبيحة خصوصا بنباء صاعق ومؤلم رحيل خمسة من مناضلي واخيار ورجال الصبيحة في شتى الميادين وبين عشية وضحاها اصبحت الصبيحة مكلومة بترجل فوارسها وقادتها رحل عنا وابكانا رحيل المناضل الصلب الابي الشامخ الطيب صالح ناجي حربي فتالم واصيب بالقهر كل من عرفه أو سمع به فقد كان إنساناً من معدن أصيل, فعلى رغم تمتعه بشخصيته المتمتعة بالعلاقات الواسعه الطيبة طوال مسيرة حياته, فإن سمة التواضع والطيبة وسماحة صدره وإنسانيته و.و.و إلخ, كثير صفات كانت ولا زالت تعد أبرز بصماته كان ابو وضاح صالح ناجي حربي اب واخ وشيخ وصديق يمارس دوره في ميادين الخير والعطاء والإحسان والعمل بمنتهى التواضع والإيثار ونكران الذات والزهد في الشهرة والأضواء، فلا يمن على أحد بشيء، ولا تعرف يساره ما قدمت يمينه، ولا تسعى قدماه نحو مغنم أو منصب أو سلطة أو نفوذ .. ربما لأنه كان يستمتع بالوهب لا بالكسب، ويكتفي بما حباه الله من خصال وقدرات وإمكانات ذاتية لا تحتاج إلى المزيد من المكتسبات الإضافية. عرفناه وعايشناه وعشنا معه فكان متحدثا لبقا ومشوقا ومرهفا في اختيار موضوع حديثه، وفي أسلوب سرده وتنغيمه حتى تخال أنه يكتب ولا يحكي. يرسم ولا يروي. يأسرك بحديثه السحري ويأخذك إلى حيث يريد، ولا تملك إلا طلب المزيد وظل الحربي وعاش حتى وفاه الاجل من أهم الشخصيات الوطنية والقومية التي اثرت المشهد السياسي والاجتماعي اليمني وأثّرت فيها بقوة، من خلال نضاله الشريف والصريح بالكلمة والموقف والمبدأ والمشروع الحيّ والنابض بالأمل والعدالة والنهوض والغيرة على الحق . رحل صالح ناجي عن الدنيا لكنه لا زال حاضراً في دنيا هذا الوطن الذي ظل يعشق خدمته وتقديم مزيد من العطاء والنضال الوطني له ولأبناءه, ولازال حاضراً في قلوب محبيه وكل من عرفه من أبناء هذا الوطن الذين يرددون كل ذكرى تطل من رحيله: نفتقدك أيها الإنسان والعطاء, لأنك حاضراً في قلوبنا والتي نحيي وجودك فيها بأخلص الدعاء لك, وأصدق الأمنيات بأن يتولاك الرحمن برحمته وأن يجعل مثواك جنة النعيم الحديث عن صالح ناجي  وما تحلى به وكرسه في نفوس وقلوب ووجدان كل من عرفه أو قرأ عنه أو سمع ، حديث ذو شجون ويظل حديثا منقوصا ، فالإحاطة بالراحل الإنسان صعبة والاحاط بالراحل الثائر صعبة والاحاطة بالراحل الشهم صعبة والاحاطة بالراحل  الزاهد صعبة ، وعليه اقولها بصوت حزين لاهلي وبني قومي في الصبيحة ان رحيل الرجال لا يعني نهاية ذكرهم؛ فقد كان لفقيدنا الغالي -رحمه الله- العديد من المآثر الطيبة، والأعمال الجليلة، والذكر الحسن؛ ما يعزز ذكره بين الناس،  وسيخلد اسمه في صفحات التاريخ مهما مرت السنون   اسال المولى عز وجل في هذه الفاجعة الأليمة، وهذا الرزء الجلل ان يجعل مثواه ويسكنه بيتا عليا في جنات الخلد والنعيم، ويتولى بنيه وأسرته الكريمة وذويه البررة ورفاق دربه بالصبر الجميل والسلوان انا لله وانا اليه راجعون