لماذا يبذل اليمنيون ازكى الدماء وعصارة الرجال ، هل من اجل واقع سياسي يتقاسم فيه الزعماء حصص القرار العام ، ام اننا نحارب من اجل ان يكون الامر كله للشعب ؟
الإجابة على هذا السؤال هو الذي سيحدد طبيعة الموقف المفترض من خارطة ابن الشيخ .
فان كان الكفاح المسلح قد اندلع من اجل القادة فعلينا ان نقبل بهذه الخارطة لانها تشق الطريق امام الزعماء ليتقدموا وفي المقابل تغلق الباب امام الشعب الذي سيكون بلا دور .
الخارطة تضمن للقادة الحصول على المواقع العليا للدولة دون ان يضطروا الذهاب الى الشعب للحصول على الشرعية ... فلا انتخابات ولا اقتراع عام يشترك فيه كل المواطنين ، بل هو اقتراع داخل الفريق الحاكم ، ومن داخل دائرة الزعماء سوف يظهر الحاكم وليس من داخل جمهور الشعب .
اما في حال كانت الغاية هي الثانية فلا قبول أبدا الا لصيغ تكرس واقع سياسي يستطيع الشعب اختيار القادة وهذا غير متوفر في هذه الخريطة التي تكرس سلطة القادة وتزيح سلطة الشعب كليا .
فاذا كان اليمنيون يبذلون دمائهم لأجل الامر الاول فعلينا ان نقبل بخارطة المبعوث الاممي ولد الشيخ اما اذا كان الكفاح الوطني من اجل اسقاط كل آلهة السياسة والأرباب الذي يفرضون ارادتهم من دون الشعب فان الرفض هو الرد الوحيد على هذه التسوية