...
📝يسلم البابكري
أكثر من سنة ونصف منذ أن تحررت عدن كانت كفيلة على الأقل بإظهار معالم المستقبل للدولة في هذه المدينة التي حباها الله كل المواصفات لتكون أجمل المدن وأروعها ، لكنها بليت بادارة حولتها الى أسوأ وأفشل المدن بلامنازع ، عام ونصف من أثقل الأيام وطأة في تاريخ هذه المدينة فوضى ومليشيات وأمراء حرب وفساد مرعب وتنازع صلاحيات وظلام وأمراض ودماء وعذاب للمدينة وأهلها ، غيبت الدولة فحلت بدلاً عنها المليشيات وتسيد الأمر فيها جهلة بلا رؤية مؤهل أحدهم انه شارك في حرب او حظر مسيرة فتحول من صعلوك يتسول قيمة القات الى زعيم تتبعه الأطقم والمدرعات وتغلق لأجله الشوارع ليمر ، عطل الميناء(قسراً) الذي يمكن أن يجعل من عدن مدينة تجارية عالمية وأغلق ملفه ، عطل المطار،وشهد ابناء عدن غزوات من قبيل غزوة شركة النفط وغزوة المطار ومعركة عيال كريتر والخور ، انتشر الفساد والاثراء السريع بشكل فاق كل التوقعات وتحولت المدينة الى فريسة تنهشها وحوش ضالة ، عدن تدار بهذه الطريقة وبشكل ممنهج وحصرت مهمة ادارتها في بيع الوهم لبسطاء الناس ودغدغة عواطفهم بكلام أجوف وشعارات فارغة ،سنة ونصف ولم تحل مشكلة واحدة كالكهرباء مثلاً ومن صيف الى صيف لم يحصل تقدم باستثناء منحة قطرية ب60ميجا، سيارات الأمن والجيش تباع والمدرعات تزف فيها العرائس وعشرات الشباب تساقطوا وتمزقت أجسادهم في طوابير يستلمون الفتات ليعيلوا أسرهم ، الدعاة والعلماء تساقطوا واحداً تلو الآخر ولم يحقق في قضية واحدة ، الأصوات الصادقة يجب أن تنفى ،المؤسسات السيادية مفاتيحها في جيب ابو فلان وعلان ، المستشفيات وضعها كارثي ،تخبط وعشوائية ،تهجير للمواطن وفرز عنصري وزرع للأحقاد ، الوصاية على شبر فيها حتى على قلم الرئيس فبلغ الأمر حداً لايطاق، العقليات المناطقية لم تتغير ولا يبدو أنها يمكن أن تتغير، كل شبر في هذه المدينة يأن ويحطم الا سوق بيع الوهم فهو سوق رائج ...
#يسلم_البابكري