أقلام(الرقيق)!
الخميس 23 فبراير 2017 10:36 صاحمد عبدالملك المقرمي
أقلام(الرقيق)!
لا يضير الجبل الشامخ، أن يتسلق أنحاءه وأكتافه المتسلقون، وحتى لو وصلوا إلى أعلى قممه. فمصير المتسلقين أن ينزلوا، ويعودوا أدراجهم من حيث أتوا.
وأريد هنا أن أهمس في آذان إخواني وأخواتي في التجمع اليمن للإصلاح، وكذا في آذان مؤيديه ومحبيه، وحتى المنصفين من كل أطياف المجتمع، وهو ألا ينزعجوا أو يكترثوا لتلك التناولات الاعلامية البائسة، والحملات الدعائية المغرضة، التي تستهدف الإصلاح، وقد سبق القول أن مصير المتسلقين شوامخ الجبال الهبوط الى مستقرهم الحقيقي عند الحضيض.
تسير المجموعة الشمسية حول الشمس، ولا تجري في فلك النيازك والشهب! ويمر الانسان ببرك ومستنقعات وسدود؛ ولكن لا تستوقفه هذه للتأمل والنظر والدهشة والإعجاب أو السخط كما يستوقفه البحر!
أريد أن أطمئن إلى أن إخواني وأخواتي لا ينجرون الى مستوى ذلك الحضيض من السفه، الذي يقبع فيه أصحاب الحملات الإعلامية المسعورة، التي تنزلق فيها أقلام ومنابر (الرقيق)!
فذلك المستوى الضحل، لا يليق بكم أن تستجيبوا لمناكفات ساكنيه والقابعين فيه، أو أن تنجروا إليه.
إن تلك الأقلام؛ لها بشتمكم منافع، ولا ينبغي أن يخفى عليكم بأن لكم من شتمها منافع! أما منافعها هي، فما يدر عليها من أموال يمن عليهم بها من يستكتبونهم سخرة ورقا، فأنتم مصدر رزق غير مباشر لها. فدعوهم يتكسبون ويقتاتون من ذلك الفتات ما يشاؤون، وأما المنافع التي لكم أيها الإصلاحيون من وراء ما تكتبه أقلام الرقيق، فإنهم رغم كل مكرهم؛ يسوقونكم ويروجون لكم بالمجان.
لقد كان لحملات قريش الإعلامية الظالمة في مكة ضد النبي (ص)، سببا لانتشارها الى خارج مكة، لم يأت أبو ذر (رضي الله عنه) الى مكة، إلا بسبب ما نقله اليه قومه من إعلام قريش المناوئ والمعادي للمصطفى صلى الله عليه وسلم، حتى أثاروا شجنه ورغبته للتعرف عليه.. وغيره كثير
و إذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حقود
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طعم ريح العود
نعلن ونصرح دوما في الإصلاح -عبر إعلامنا وأدبياتنا- أننا جزء من المقاومة، وأننا جزء من كل، وأننا حزب من جملة أحزاب، وهناك في الأطراف المقابلة؛ يتناقض البعض؛ أحيانا بتضخيم دور الاصلاح، إلى حد تصويره أنه ممسك بكل شيئ، وأحيانا بنسفه والتقليل من شأنه وأنه ليس له أي حضور، فضلا عن أن يكون له دور! وكلتا الحالتين تهدفان للاستعداء عليه.
ويأتي البعض الآخر؛ فيزجون بدولة الإمارات العربية الشقيقة -التي تمثل مع المملكة العربية السعودية الدور المحوري في التحالف العربي- فيقحمونها في الموضوع بصلف و نزق، ولا يعملون حتى عقولهم -ولو بقدر يسير- فيقولون إن الإمارات دولة، وإن الإصلاح ليس أكثر من حزب في منظومة الدولة اليمنية، وفي إطار حدودها السياسية والجغرافية. وبالتالي فإن الإصلاح والإصلاحيين، عرفوا دولة الإمارات من خلال المواقف العروبية والأخوية المتميزة للشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وتعززت هذه المعرفة مقترنة بالعرفان بالجميل لدولة الإمارات بمواقفها الداعمة والمساندة بسخاء للشرعية، ضمن دول التحالف العربي.
أمام تلك الحملات الجائرة؛ ربما كنا ننتظر من بعض إخواننا وأصدقائنا مساندة، في قول كلمة حق تجاه تلك الحملات المسعورة، ومع ذلك نلتمس لهم العذر في إيثارهم الصمت.
غير أننا نشكر بتقدير كبير لأفراد وأقلام حرة من مختلف الطيف السياسي، أبت ان تبتلع ألسنتها، ورفضت أن تلجم أقلامها، وصدحت بالحق، دفاعا عن الحقيقة، فلها كل التقدير ولها كل الاحترام.
نعم، سيستمر الضجيج والتهم، وستستمر التناولات، لكننا كإصلاح سنستمر أيضا مع كل شركائنا في الإعلان بوضوح أن هدفنا واحد، وهو إسقاط الإنقلاب واستعادة الدولة، ولن نستجيب لمعارك الصغار او (الرقيق)، إلا بقدر ما تمليه الضرورة للتوضيح.
وإذا كان هنالك من كلمة بعد ما سبق من همس، فتقدير خاص يتكرر لشباب وشابات الإصلاح في كل جبهات الحرف والبندقية المصوبة دوما تجاه العدو.