.
مدخل توضيحي.
سيتحدث الكثيرين عن الموضوع من زوايا عديدة سياسية وعسكرية واقتصادية وأنا سأتحدث عنه من زوايا التأصيل التاريخي والفقهي لنعرف محددات العدوان وبدايته ومساراته لنستطيع فهم تأثيراته وتداعياته المعاصرة وصولا إلى المستقبل ومكاسبه.
مقدمة لابد منها.
لا تستطيع أن تفهم قضية ما دون معرفة تاريخها ومساره, كما لا تستطيع فهم سلوك أي إنسان دون معرفة مكوناته الثقافية فسلوك الأنسان انعكاس لثقافته.
جذور المشكلة وبداية العدوان الأول على اليمن.
يبرز سؤال هام متى بدأ العدوان على اليمن ? لم يبدأ العدوان يوم الإنقلاب المشؤم في 21 سبتمبر2014م بل بدأ الأمر مبكراً بالعدوان على كينونة الإنسان اليمني وحريته وإنسانيته حين تشكل فهم وفقه مغلوط لثقافة البعض من مكونات المجتمع بأنهم عنصر متميز أختاره الله بالاصطفاء وأوصى له بإمامة الناس وحكمهم, وهذا الفقه دخيل على الفقه الزيدي الذي جعل الإمامة شأن عام للأمة تختار من تُفضله إماماً على الناس( وجَوّز ولاية المفضول في وجود الفاضل). جعل الفقه المغلوط الناس إما عُكْفِي(جندي) يحرس النظرية وسيفها المسلط على الأخر أو رَعْوِي(مزارع) يحصد ويزرع ويقدم الغلال. وهذا التَمَيّز العنصري تم التأسيس والتأصيل له فقهيا على أساس أنه دين الله حيث تم (النص على أن الإمامة هي أصل من أصول الدين) وهذه مقدمة خطيرة تستوجب إخراج كل من لا يؤمن بها أو ينص عليها من الدين, ثم تلى ذالك نص التكفير لمخالفها( ومن لا يؤمن بها أو بالأئمة أو احدهم فهو كافر مخلد بالنار) تجد ذالك في أمهات كتبهم عند الشيخ المفيد صاحب المسائل الجارودية والكليني صاحب الكافي وغيرهم. وهذا التنصيص هو افتراء على دين الله وصحيح سنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام , حيث لا تجد ذالك في أي نص صريح من كتاب أو حديث.
هنا تدخلت الشعوبية الفارسية والصفوية لتجذير الإمامة والوصية وحصرها بأبناء الحسين رضي الله عنه فقط لتكون الإمامة لهم كون أمهم فارسية وهي ابنة كسرى التي عاملها الإسلام بتقدير بالغ حيث تزوجت بحفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام, وجعلوا من هذا الزعم مدخلاً لإستعادة الحكم الكسروي, وهذا يبرر تمجيدهم وتعظيمهم للإمام الحسين رضي الله عنه وكرههم للخليفة الراشد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والذي في عصره تم فتح فارس.
وبذالك تشكلت ثقافة عدم الإعتراف بالأخر هذه الثقافة هي التي تفسر عدم إلتزام مليشيا الحوثيين بأي اتفاق لأنهم لا يؤمنون بوجود الأخر شريكا له حقوق وواجبات بل بوجوده تابعاً وخاضع, واستمر نزيف الدم المسلم نتيجة هذا الفقه المغلوط حيث لم يًسفك دم في تاريخ الأمة الإسلامية طوال تاريخها كما سُفك في الصراع حول الإمامة.
الإسلام كوني إنساني عالمي غير مرتبط بعنصر أو جنس.
فالإسلام الذي تكررت كلمة الناس بكتابه القرآن حوالي 234 مرة وكينونته ألكونية حيث اسلم لله من في السموات ومن في الأرض وكينونته الإنسانية حيث هو للناس كافة وكينونته العالمية حيث هو رحمة للعالمين فهو دين كوني للناس كافة وللعالمين ولا يمكن أن تحصره الإمامة بفقه معين أو أن تجعله لعنصر معين من خلق الله.
عنصرية التميز منهج شيطاني لا رحماني.
عندما أمر الله إبليس بالسجود لأدم ورفض السجود عاصياً لأمر الله برر عصيانه بأن عنصره النار أفضل من عنصر سيدنا أدم الطين فكان هو المؤسس الأول للعنصرية, لذالك من المستحيل أن يقوم دين الله على عنصرية النسب أو العرق.
سبتمبر وثورات الخلاص.
واستمر ذالك العدوان على اليمن - والذي ليس له علاقة بدين الله- رافعاً سيف التكفير (كفار التأويل) على كل يمني يريد الخلاص من رق الإستعباد وتحولت هذه الادعاءات إلى ثقافة تميزت بالفيد والهيمنة والإخضاع ومارس هذا العدوان منهجه في تكفير الناس وردم أبارهم وهدم بيوتهم مرورا بالمطرفية وأبناء تهامة واليمن الأسفل, حتى تسنى لليمن في يوم 26 سبتمبرالخلاص من هذه الثقافة بإقامة نظام جمهوري يكفل المواطنة المتساوية لكل أبناء الوطن.
وخرج اليمن بهذه الثورة من تخلف الماضي إلى رحابة الحاضر وتبوءا أبناء اليمن كافة المناصب في الدولة حتى رئاستها حيث كانت الوظائف العامة محرمة عليهم, وأنظمت ثورة 14 أكتوبر في جنوب الوطن لتشكل رديفا لسبتمبر وانتصرت الثورتين لبعضهما حتى تحققت الوحدة اليمنية عام 1990م ليتحقق حلم اليمنيين في وحدتهم, لكن هذا الحلم سرعان ما تبدد حيث عملت ثقافة الفيد والهيمنة والإخضاع – والتي استعادت السيطرة على مقاليد السلطة- على إفراغ الوحدة من مضامينها ودخل اليمن حرب 94 اكتملت بعدها سيطرة ثقافة الفيد والهيمنة والإخضاع على السلطة والثروة واستبعدت جموع اليمنيين من أي مشاركة حقيقية للسلطة والثروة, وتحول اليمن إلى شركة قابضة للمتنفذين تمتلك ما على الأرض وما تحتها وبدأت براكين الغضب الشعبي بالتحرك مما دفع بالشباب إلى القيام بثورتهم في 11 فبراير 2011م وكانت قد سبقتها براكين الغضب في جنوب الوطن بالحراك السلمي منذ بداية عام 2007م.
مجلس التعاون وتجنيب اليمن الحرب الأهلية.
حاولت قوى الفيد والهيمنة القضاء على ثورة الشباب مستخدمة كل جبروتها وقوتها ولكنها فشلت وتحول قطاع من القوات المسلحة بقيادة نائب رئيس الجمهورية(حالياً) الفريق علي محسن الأحمر لصفوف الثورة وأوشكت البلد أن تدخل حربا أهلية مدمرة, هنا تدخل الأشقاء في دول مجلس التعاون بقيادة المملكة العربية السعودية بالمبادرة الخليجية وألياتها التنفيذية لإنقاذ اليمن من حرب أهلية مدمرة وقبل الشعب اليمني ذالك.
الرئيس هادي ومشروع الخلاص.
تدخلت العناية الإلاهية لإنقاذ اليمن بالتمكين لفخامة الرئيس هادي لتسلم السلطة في اليمن وحين تسلم السلطة وفقا للمبادرة الخليجية كان يدرك أنه لا وجود لدولة ولا مشروع لبناء دولة وقال قولته المعروفة (استلمت علم ولم استلم دولة) ولإدراكه أسباب وجذور الصراع في اليمن والتي تكمن حول السلطة والثروة وإن تسمى بمسميات مختلفة عمل على إخراج اليمن من هذا الصراع المدمر, وبدأ مع كل القوى الخيرة وبدعم من أشقائه في مجلس التعاون بقيادة المملكة والدول الراعية مشاورات وجلسات الحوار الوطني حيث خلص اليمنيون من خلال صراع الكلمات بدلا عن صراع السلاح إلى صياغة عقد اجتماعي جديد يجنب اليمن دورات الصراع المستمرة تمثل بمخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة الإتحادية من ستة أقاليم. وتم دعم المشروع بإجماع وطني وإقليمي وأممي ودعمته العديد من قرارات مجلس المن منها ما هو تحت الفصل السابع.
المشروع الصهيوني الصفوي والعدوان الثاني على اليمن والأمة العربية .
مع وصول الخميني للسلطة في ايران عبر ولاية الفقيه التي أسست لدولة تقوم على المذهب الأثناعشري الجعفري كما نصت عليه المادة (12) من الدستور, ونصت المادة (72) على منع أي تشريع أو قانون مخالف لنصوص وأحكام المذهب, كما نص الدستور بأن السلطة المطلقة بيد الولي الفقيه الذي ينوب عن الإمام الغائب حتى عودته. وأقر تصدير مفاهيم إسلامه القائم على المذهب إلى العالم الإسلامي من خلال وتوفير الدعم الكامل لمستضعفي العالم حيث تلتزم حكومة جمهورية إيران الإسلامية بأن توظف جميع إمكانياتها لتحقيق ذالك كما نصت عليه المادة (3) من الدستور, وعرف الدستور الإجتهاد بأنه (الاجتهاد المستمر للفقهاء جامعي الشرائط، على أساس الكتاب وسنة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين). حيث لا ذكر لصحيح سنة الرسول عليه الصلاة والسلام كما ورد في الفقرة (ا) من المادة (2) في إشارة واضحة للموقف من أهل السنة.
هنا التقت المصالح بين الصهيونية ودعوتها لاحتلال الأرض العربية وبين التشيع الصفوي ودعوته لاحتلال العقل العربي والمسلم, والانتقام من الأمة العربية والإسلامية بتمزيقها والهيمنة عليها وتم التمهيد لذالك بالتخلص من الشاه ووصول الخميني للسلطة من ضواحي باريس والقضاء على المرجعيات الشيعية العربية التي لا تؤمن بولاية الفقيه ولا بالتشيع الصفوي كباقر الصدر والخوئي, وبدأ المشروع الصهيوني الصفوي تنفيذ مخططه من خلال تصدير الفتن للدول العربية وتشكيل خلايا التطرف والإرهاب وبث الفرقة والكراهية بين الشعوب وتشكيل المليشيات الحزبية في المنطقة ومنها اليمن, وعلاقات التواصل والدعم الإيراني لها ولقياداتها موثق ومعروف, وعمدوا على توظيف الحج لزعزعة الإستقرار في المملكة العربية السعودية والأدلة على ذالك أكثر من أن تُحصى, وبدأت تداعيات الإرهاب والتطرف تصيب كل دول المنطقة عدى دولتين هما دولة الكيان الصهيوني وإيران الخميني. ومهدت ايران لإسقاط اليمن في مخططها بتكوين مليشيا الحوثيين وجعلهم قوة فاعلة ومتمكنة وعززت التحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي اتفق مع الجماعة بدخول حروب ضدها تعمل على تقويتها والقضاء على خصومها وخصومه من القوى الأخرى حيث تم الدفع بها من مختلف المناطق اليمنية كما صرح بذالك في احدى خطبه.
عاصفة الحزم ولحظتها التاريخية.
البدايات.
عندما توافق اليمنيون على مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة وأنهوا صياغة مشروع الدستور المنظم لذالك أدرك الإنقلابيون أن قيام الدولة الإتحادية يعني إسقاط مشروعهم الرامي للسيطرة على اليمن وجعله قاعدة انطلاق للتوجه نحو المملكة والخليج خاصة بعد ما حصل في لبنان وسوريا والعراق, كما أدركوا أن محاولاتهم إفراغ المشروع من مضمونه أو إفشاله تم إحباطها بسبب القيادة الحكيمة للرئيس هادي وفهمه الدقيق لمحاولاتهم عمدوا إلى القيام بالإنقلاب.
انقلاب 21 سبتمبر ودلالاته.
تم اختيار هذا اليوم لارتباطه بتنصيب الأمام محمد البدر إماما على اليمن ليؤكد علاقتهم بالتاريخ وتوظيفه وارتباطهم بالمشروع الإمامي بنسخته الخمينية وانطلقت جحافل مليشيا الحوثي صالح لتسيطر على صنعاء وتحاصر الرئيس والحكومة, وأعلنت ايران سقوط العاصمة الرابعة بيد المشروع الصهيوني الصفوي وبدأت رحلات الطيران دعم الإنقلابيين تصل صنعاء وصعدة, وتمثلت أهداف ايران من السيطرة على اليمن بالأتي.
1- استخدام اليمن كقاعدة نفوذ تهدد المنطقة من خلال إنشاء قواعد عسكرية.
2- تكوين دولة ولاية الفقيه وتصدير الثورة الخمينية من اليمن.
3- تهديد المصالح الإقليمية والدولية من خلال السيطرة على الملاحة الدولية في باب المندب وبحر العرب.
وحاول الإنقلابيين لتنفيذ ذالك شرعنة الإنقلاب من خلال إجبار الرئيس هادي على توقيع قرارات جمهورية توصل قياداتهم للتحكم بالسلطة ولكن فخامة الرئيس هادي أفشل مخططاتهم وفاجئهم بالوصول إلى عدن بعد محاولات قتله في صنعاء وحاولوا قتله في عدن وفشلوا وتفاجؤوا بوجوده في عاصمة الإسلام الرياض وكان ذالك إيذاناً بميلاد وتنفيذ عاصفة الحزم.
العظماء وصناعة التاريخ.
تكالب الأعداء على الأمة العربية والإسلام, ونشرت جحافل التطرف والإرهاب الدمار والخراب في كل المنطقة عدى رعاتهم طهران وتل أبيب, وأحاط ظلام التآمر بالأمة وحجب شمسها ودخلت المنطقة بنفق مظلم يقودها للدمار والتدمير. وفي ضل هذه الأجواء واللحظات الفاصلة في الزمن ومسيرته التاريخية يبرز العظماء ليعيدوا تصحيح المسار المغلوط, وهذه اللحظة تمثل تلاقى قدرة الله بإرادة الأنسان لنصرة الخير في مواجهة الشر والحق في مواجهة الباطل, وهي لحظة يُصنع فيها التاريخ ويُكتب, في هذا المنعطف التاريخي من حياة الأمة هيأ قدر الله مقاليد الأمر في المملكة العربية السعودية لرجل يمتلك الإرادة والقدرة ليصنع التاريخ هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, كما هيأت نفس القدرة الربانية مقاليد الأمر في اليمن لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يمتلك القدرة والإرادة ليصنع التاريخ, وكانت هذه التدابير الربانية بلقاء الزعيمين حفظهما الله إيذانا بميلاد فجر جديد للأمة.
عصف العاصفة.
عندما طلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الدعم والعون لدعم الشرعية وإنقاذ اليمن من عدوان الإنقلاب وداعميه وأدواته هبت رياح عاصفة حزم التحالف العربي بقيادة ملك الحزم والعزم تعصف بترتيبات الإنقلاب ومشاريعه وتدك قواتهم التي بنوها منذ عام 2004م ومعها قوات الرئيس السابق, والدعم الإيراني الذي لم ينقطع, لم يتوقع قادة مليشيا الإنقلاب ورعاتهم حدوث العاصفة ولا قدرتها وسرعتها وحسمها وعزمها فبُهت من خطط ودبر وصُعق من نفذ وأيد.
العاصفة ردع للعدوان وليست عدوان.
من شدة الصدمة وهولها انطلقت ألة إعلام العدوان تتهم المملكة والتحالف بالعدوان على اليمن وهذه من أكبر مغالطات التاريخ, انقلاب غير معترف به وطنيا ولا إقليميا ولا دوليا وهناك قرارت أممية تدين قياداته وتحدد عقوبات أممية عليها يدعي شرعية تمثيل اليمن, التحالف العربي قدم بدعوة رسمية من قيادة الدولة اليمنية لمواجهة العدوان المدعوم إيرانيا على اليمن شرعية ودولة ووطن وشعب, والذي مارس ضد الشعب اليمني أبشع الجرائم ضد الإنسانية من تجنيد للأطفال وتدمير المدن وحصارها والمستشفيات والإخفاء القسري والتجويع وزرع للألغام ومارسوا كل الجرائم التي تدينها المواثيق الإنسانية, وشكل عدوانهم الانقلابي تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي كما وصفته قرارت مجلس الأمن وقاموا بمناورات عسكرية على حدود المملكة كل تلك الأعمال وغيرها الكثير شكلت عدوان مكتمل الأركان ضد اليمن والأمة العربية فكان لابد من ردع هذا العدوان لذالك كانت عاصفة الحزم لردع العدوان وإنقاذ اليمن استجابة لدعوة الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس هادي لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود واستندت على المواثيق والقرارات الدولية والعربية ومعاهدات الدفاع المشترك. وتمثلت الاستجابة السعودية بما يلي:
عسكرياً بالتدخل العسكري المباشر لردع عدوان مليشيا الأنقلاب .
إنسانيا بالعمل الإغاثي والإنساني للشعب اليمني.
اقتصاديا تقديم 10 مليار دولار لبدء إعادة الأعمار.
إعادة الأمل بجانب عاصفة الحزم.
قام التحالف بجانب ردع العدوان بتقديم مشروع إعادة الأمل حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي قدم لليمن الدعم في مختلف أنواع الإغاثة والأعمال الإنسانية بشكل مباشر أو عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية, وتقاريره تحوي الكثير من البيانات لمن يريد أن يطلع عليه.
إن عاصفة الحزم وإعادة الأمل هما ترجمة حقيقية لعملية متكاملة تدمج بين الإنتصار ورفع المعاناة المعيشية والصحية عن كاهل اليمنيين والتي تسببت بها مليشيات الإنقلاب.
الأهداف التي حققتها عاصفة الحزم.
لعل أهم الأهداف التي حققتها عاصفة الحزم هي التالي:
إنقاذ اليمن ودعم الشرعية .
القضاء على المخططات الإيرانية.
القضاء على الإرهاب .
خلق تضامن عربي تعمد بالدم يعيد صياغة المستقبل العربي للمنطقة.
المستقبل صنعته وحدة الدم والمصير.
وفي الذكرى الثانية للعاصفة وإعادة الأمل نجد أن عاصفة الحزم لردع العدوان عملت على انقاد اليمن والمنطقة والعالم من مشروع مدمر كان يسعى لتدمير المنطقة وتمزيقها والهيمنة على الملاحة البحرية في أهم مضائق العالم استراتيجية وتحكم في اقتصاديات العالم, كما أنها ستجبر الإنقلابيين على تطبيق الإتفاقيات التي وقعوها ورفضوا تنفيذيها معتمدين على تفوقهم العسكري ودعم ايران لهم. وبجانب ذالك أكدت عاصفة الحزم لردع العدوان على عمق الترابط العربي حيث قاتل جنود التحالف بجانب إخوانهم من الجيش الوطني والمقاومة وامتزجت الدماء العربية ببعضها واختلطت بالتراب اليمني لتعيد تأكيد الأرتباط بهذه التربة تحقيقا لصناعة التاريخ والمستقبل معمداً بوحدة الدم والمصير.
أفاق المستقبل اليمني بعد انتهاء العاصفة والقضاء على عدوان الإنقلاب.
أولا: سياسيا.
استكمال إقرار الدستور.
تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
بناء مؤسسات الدولة الإتحادية.
استكمال بناء المؤسسات الدفاعية والأمنية بعيداً عن كافة الولاءات والعصبيات لتكون المنظومة الأمنية والدفاعية تمثل الوطن.
معالجة قضايا التطرف والإرهاب.
ثانيا: إقتصاديا.
إعادة الأعمار وبناء الاقتصاد واستعادة الثقة لتعاملات السوق المالية والتجارية.
إنشاء مناطق تجارة حرة سعودية يمنية تدعم وتساهم في إعادة الإعمار وتعمل على خدمة اقتصاد الدولتين من خلال زيادة التبادل التجاري وخلق مناخ للفرص الاستثمارية واستيعاب شباب البلدين في فرص عمل جديدة .
ثالثا: مجتمعيا.
إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع وترميم النسيج الإجتماعي واستعادة الأخوة الوطنية من خلال معالجة الأثار السيئة التي عمل عليها الإنقلابيين بين مكونات الوطن.
إعادة صياغة للروابط الثقافية من خلال منهج تربوي إعلامي ثقافي يعتمد على معالجة كل أسباب الثقافة المغلوطة بكافة أشكالها ومسمياتها.
الخاتمة والدلالة.
يمكننا القول كيمنيين وعرب أننا نعيش اللحظة التاريخية التي وفرت لنا قيادة تاريخية بمشروع تاريخي وتحالف تاريخي, وبهذه اللحظة يتم صناعة التاريخ العربي بقدرة الفعل والإرادة والقيادة فعلينا التمسك بهذه اللحظة فهي طوق النجاة ومشروع الخلاص.
وهنا نتقدم بالشكر لمن يستحق الشكر فنشكر الله سبحانه وتعالى الذي يستحق الشكر في كل حين على إنقاذ الأمة من هذه الغمة بتسديد رعاتها إلى الخير والصواب, ونشكر ملك الحزم والعزم قائد التحالف العربي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي قاد الأمة العربية في لحظة زمنية يُكتب فيها التاريخ العربي وكل قادة التحالف وشعوبهم , ونشكر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي القائد اليماني الذي قاد اليمن والتحالف بجانب أخيه خادم الحرمين الشريفين وساهم في صناعة تاريخ الأمة وقدم لليمن مشروع بنائه المعاصر المؤسس لصناعة المستقبل بمشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة الذي قسم السلطة والثروة وحل مشكلة الصراع في اليمن والشكر موصول للشعب اليمني وجيشه الوطني ومقاومته لصمودهم وصبرهم ورفضهم الإنقلاب فبهم ولهم يقوم بناء المستقبل, وعليهم التمسك بالشرعية والمشروع والتحالف والتحرير .
د عبده سعيد المغلس